الفصل الرابع

3.5K 141 17
                                    

الفِصل الرابِع من رواية { على مر الزمان} -  الجُزء الثاني.

______

عادِت مِريم إلى الطُاولة لتلاحظ أقتضاب ملامح " ميادة" ونظرات الشُرود المُتعلقة بـ "مازن" ، شعرت بأن هُناك أمر حدِث ولكِن سُرعان ماآتى لـ مازن أتصال هام من الشرِكة، ليعتذر إليهُما، وقبل أن يرِحل نظِر لـ ميادة بإبتسامِة قائِلاً:
- تِشرفت بمعرفتك آنِسة ميادِة.
أومأت لهُ ولم تردِف حرفاً واحدًا مما تسرب القلق لقلب مريم، ودِعها مازن ثم رحل على الفُور، أقتربت مريم منها قائِلة بقلق:
- في حاجِة حصلت؟
ثوانٍ وهزت ميادة رأسها نافية، لتنُظر لـ مريم بأقتضاب متحدِثة بنبرة جامدِة:
- مُمكن ماتخدِنيش في مكان فيه مازن؟
عقدِ حاجبيها بإستغراب، لتِقُول ميادة بلامُبالية:
- مِش مرتاحَة معهَ في القعدة.
اومأت مريم بإستسلام، ولكنها تعلم بأن هناك أمر ما حدِث بينهُما، وعادِت ميادة لشرودِها وهى تُعلق عينيها على كُرسي مازِن .. لتتذكِر الحُوار الذي دار بينهُما ..

#فلاش_باك

بعد أن ذِهبت مريم إلى المِرحاض، كانت ميادة متوترة بسبب بقائها معهُ، ولكِن ميادة أرادِت أن تكُون صديقة لهُ، فمن يعترض على مُصداقة مازن الصياد؟، هتفت والإبتسامة تِشُق وجهها:
- مُمكن أسأل سؤال؟
أعتـدِل في جلستهُ ينُاظرها بهدوء:
- أتفضلي.
- فتاة أحلامك نِفسك تكُون إيه؟، طِبعاً آسفة على وفاة حبيبتك كارِمن، بِس هى المُواصفات اللي نِفسك تُكون في شريكِة حياتك؟
إبتسـم بجانبيهِ أظهرت ملامح وجههُ الوسيِمة، شعـرت ميادة بإضطراب قلبها فُور أن رأيتهُ يبتسم، قال وهُو يقترب من الطاولة:
- أنا نِفسي في واحدِة زِي مريم بالضبط.
تعجِبت من قِولهُ، لتتساءِل:
- زِي مريم .. ليه؟
- أصلها مُختلفة جدًا عن أي واحدة شُفتها، لمَّا كانت مع يُوسف كُنت بحس ببوادِر إعجاب بِس دلوقتي أنا عايِز أحدد مشاعري الصح من ناحِيتها .. لذلك ممكن أطِلُب منك طِلب؟
حِاولت "مِيادة" الإبتسام ولكن تقطِيب حاجبيها جِعلها تنظُر إليه بتعجب، لتِقُول:
- أتفضلَ.
- ممِكن لما نيجي أنا ومريم نتقابل، متجِيش معها.
كان وقحًا في طِلبهُ وكانت تشعُر بالإهانة منْ كلماتهُ، ليقُول مفسراً كلماتهُ:
- ببقى مِحتاج أقولها على حاجة ومش هقدِر أتكلم قُدامك.
- تمام يا أسُتاذ مازِن.
#نهاية_فلاش_باك

شِعرت ميادة بِغصة بحِلقها، تُودِّ البُكاء بشدِة ولكِنها صامِدة، هى لم تتعجِب منهُ، لم تتعجب من أن يكُون يحب مريم، ف لمعة عينيهِ التي تفضحهُ حين ينُاظِر مريم بنظرات هائمِة..

ولكِن لم تظنهُ جرئ الحدِيث عن الأمِر، ألم يخجل في قُول ذلك وهُو يحب حُبَّ مريم الكبير لـ يُوسف، ألم يعلم بأن كُوابيس الحادِثة تأتيها بأبشع الصُور لذلك كانت تفضل بألا تنام.

سألت مريم صدِيقتها الشاردِة:
- تعالي نتقابل بُكرة.
- مِش فاضية، بعد بُكرة احِسن.
عقد حاجِبيها بإستفهام:
- مِش فاضية ليه؟
- بدأت أشتغل أمِينة على مكِتبة، جِمب جامعتنا القدِيمة.
شعِرت مريم بالسعادِة تغمِرها، كانت تعلم مـدى هُوس ميادِة بالكُتب، لتِقُول بنبرة مبهجِة:
- وعلشان كده هعزِمك عندي بالمُناسبة السعيدِة.

لم تستطِيع ميادِة الرفض، وهى ترى مريم في أوجِ سعادِتها، ولكِن  ماشِغل خاطِر ميادِة، ما الذيّ ينِقُصها ليُعجِب بها أحد، وهذا الشخص كان "مازِن".

_________________

- كندا
- الثالثة والنِصف عصراً.

رِفضت " شهـد" بأن يذِهب والدِها ليُعاين المِريض، بل طِلبت هى من أحد الأطِباء يفعِل ذلك، كان والدِها يشعُر بالإهانة لما فعلتهُ ليهتف بعصبية:
- شهد أنتِ أتجننتي ازاي تسمحي لنفسك تعملي كده؟!
نظِرت لأظفارها بمِلل لتهتفِ بإبتسامِة ضاجِرة:
- بابا أنتَ فاكِر انك كده هتنقذِهُ من انك تمنعني اكِدب عليهِ.
اضافت شارِحة:
- على مافهمت من الممرضة هُو مِش فاكِر أي حاجِة، حتى أسمهُ مش فاكِرهُ، فـ انتَ لما تصدِمه أنهُ فاقد الذاكِرة والمفروض يبقى ميت .. مِش كده هيحِصله صدمة عصبية؟، لذلك انا شايِفة كلامي هُو الصح

صاح بها بعصبية شدِيدة:
- إنك تقوليلهُ انك حبيبتهُ .. ده اكبر غلط ياشهد، لُو رِجعتله الذاكِرة الدُنيا هتبوظِ مننا!
- ومِين قال أنها هتبوظِ ؟!
أضافتَ بدلال وهـى تسير بتغنج إليه:
- بابي ياحِبيبي، أنتَ مِش خِسران حاجِة هُو اللي هيبقى كِسبان من كل ده هندِيلهُ مآوى وحياة هُو لو عرف حقيقتهُ ممكن ماكِنش يتمنى نُصها .. ممكن بقى تِسمع كلامي وتنفذهُ!

••••

رِمش مرتين من الضُوء المُسلط عليهِ، كان الطِبيب يتحدِث بلغة أجنِبية، لذلك لم يُعير آذانهُ اهتمام لما يُنطِق حِولهُ، أعتدِل بُواسطِة الطِبيب وشعِر بآلم حادِ في ذراعهُ، ليراها ملفوفة بضمادِ .. شعِر بعِقلهُ خاويّ .. لايعلم أين هُو؟
بالمعنى لايتذِكر أي شيء عن من حِولهُ..

إنتهَ الطِبيب من فحِصهُ وألقى بعد التعليمات على الممِرضة، ليرحِل مُتمنياً الشفاء لهُ والمِريض لايسعهُ فعل غير الإماءة لهُ، طِلب من الممرضة تأتي إليهِ بمرآة لتجِلبها لهُ، أمسكِها بحذِر ليرى مِلامحهُ بتمعنْ.

شعِر حالك السوادِ، حاجِبين كِثيفين، شفتيهِ بهَا جِرح في اسفل شفتهُ، بشرتهُ مليئة بالجِرُوح الخفيفة، كان يُحاول ان يتذكِر اي شيء وحين يأس زِفر بغضب شديد، قال للممِرضة بتساءُل:

- هُو أنا أسِمي إيه؟
- إياد مِحفوظ.
ولكن الرد لم يأتيهِ مِن المُمرضة بل من امرأة شابِة تقف بجُوار فراشهُ، أقتِربت منهُ ببغته تُعانقهُ ليدِفعها برفق قائِلا. بإندِفاع سريع:
- أنا مِعرفكِيش.
زِمت شفتيها بِحُزن مصطنع أجادِت أصطناعهُ، لتِقُول بضيق:
- إزاي مِتعرفش خطِيبتك ياإيادَ؟
قطِب حاجِبيه بتعجب وهُو يلوى الكلمة من بين شفتيه بصدِمة:

- خِطيبتي!

يتبِع ..

السلام عليكِم.
صلوا على الحِبيب المُصطِفى♥.

في أحتمال منزلش بكُرة بس هفضي نفسي وأكِتب فصل طُويل💙.

دِمتم سالمين.

على مـر الزمان ج٢✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن