[الفصل الخامس ].

1K 58 16
                                    


الفصل الخامس – رواية على مر الزمان ج3.

( أخُبرتك بِعيناي ألف مرة أنِ أحُبك، وتلك المرة لم تسعفني بإخبارك بكم هُو الألم يمكُث بصدري لايُريد أن يتزحزح من مقعدهُ، وأتـألم من جديد وأنتَ لاتدري).

***

"بحبك".

كلمة واحدة، غّيرت من الأجواء، نظراتها الحزينة المُهلكة، أخبرتهُ كم كانت تتألم وهُو لايدري لمَّا؟، وهُو يتساءَل كل يوم لماذا تبتعد عنهُ، والآن تدارك كم هُو كان غبيِّ.

كاد أن يمسك بكفها حين أبتعدت خطوتين للخلف تشعر بالعّار بداخلها، وقلبها المنتفض في ثورة يصيح بها، كيف لها أن تخلت عن مبادِئها بتلك البساطةـ قد أقسمت لـِ ليالي شقاءها بألا تبوُح بما يضمر قلبها، والآن أفصحت وتجردت من كل كبريائها وهي ترى نظرة الشفقة تنطوي بين حدجتيهِ ..

- أنا آسف ..

قالها بِكُل صراحة وهُو يعتدل يقف مُقابلاً إياها، بوجههِ تكسوهُ الشفقة والحزن، عن أي حُزن يضمرهُ؟ أيعلم كم كانت تحترق كل ليلة، ألم يرى الدُخان الذي كان يملأ كيانها بكُل حُزن. ألم ينتبهِ ولو لمرة لدموعها الحارقة.

ضمت شفتيها بآسى على حالها قائلة:

- آسف؟ آسف بتاعتك هتفدني بإيه؟، مازن أنا بعاني وأنتَ مش شايف غير نفسك، ليه مكنتش واخد بالك .. عارف ليه؟ علشان مريم، مريم اللي أصلا مش شيفاك وأنتَ عارف بكده ..قُولي بتعتذر عن إيـهِ، ولا إيه؟ بتعتذر على كرامتي اللي كل يوم كنت بدُوس عليها، وأقول هيلاحظ .. اعتذار ملوش معنى يا مازن .. ملوش معنى .

صمتٍ تامٍ ساد بينهما، نظرتهُ كانت كـ سوطٍ على ظهرها، كان يشعر بخيبة من كلماتها، خصيصاً ذكرها أمرمريم، تنهد يقُول بنبرة هادئة لم تتوقعها:

- طيب وإنتِ عايزاني أعمل إيه دلوقتي؟

قهقه آلمة يتبعها آه.. قالت وهي تستعد لتبتعد عنه:

- لأ مش عايزة منك أي حاجة يا مازن، كل اللي هطلبه منك.. أبعد عني.

تركتهُ ينظر لسرابها للمرة الألف، تنهد وهُو يحاول ألا يغضب .. غاضب منها أو عليها؟ لايعلم .. ولكنهُ شعر بشفقة على حالهُ لثانية حين جَّال ببصرهُ أمرهُ مع مريم، خصيصًا بأنهُ لايعلم حتى الآن ، هل ستظل مريم خطيبة لهُ أم ستتركهُ؟

***

صوت المنبه أيقظهُ من عُمق نومهُ .. تنهد زُهير وهُو ينهض يعتدل في جلستهُ، وجد قميصهُ بقُرب الفراش أخذهُ ثُم أسرع للمرحاض يغسل وجههُ بمياه جارية دافئة .. حتى أستطاع أن يستعيد وعيه كاملاً .. نظر لنفسهُ نظرة غير راضية وهُو يشعر بشعُورٍ سيءِ يمر بقلبهُ ..

هبط للأسفل يشرب قدح من القهوة حتى يستطيع التركيز بخطة العمل، فـ هُو حاليًا يشعر بأن لاشيءِ .. أثناء تجهيز القهوة، أسند بجزعهُ على بار المطبخ .. وهُو يتذكر " دارين" وعتابها الحاد لهُ..

على مـر الزمان ج٢✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن