الفصل الخامِس.

3.9K 150 16
                                    

الفصل الخامِس من رِواية { على مِر الزمان} _ الجُزِء الثانِي.

[ يقُولون بأن الزمن خير عارف بما قدِّم، ولايعلمُون بأنهُ خير عارف بما في القُلوب].

_______________

كان "مازِن" يُجالس جميِلة في أوقات فراغهُ، يتحدِث معها تارةً عن أمُور العمـل المُتراكِمة عليهِ، وعن مُشكلات شركِتهُ وهكِذا، حتى تذكِر هدِية "يُوسف" التي أعطاها إياه بهدِف أن تكُون ذِكرى لـ مريم عنهُ، وكأنهُ كان يشعُر بمِوتهُ! .. وهذا الأمِر لازال يتساءِل عنهُ .

أخِبر مـازِن جمِيلة عن أمِر الهدِية، وأخِبرها أن تُهاتف مريم بدلاً عنهُ، فإنصاعت لهُ بهدوءٍ جم، لازالت حِزينة لفُراق شقيقها الوحيدِ، كان خير سندًا لها ولم تتوقع يوماً مُفارقتهُ لبيتهم .

لتذِهب جِميلة لتهاتف مريم، ويبقى مازِن يتذكِر ماأقتِرفهُ بحِق المدِعُو {ميادِة}، يعلم بأنهُ أخطِأ بالحدِيث معها،  ولكِنهُ يطُوق لليوم الذيِّ يعتِرف لـ مريم عن مشاعِرهُ التي تُكادِ تخنقهُ.

*****

- الساعِة الثامِنة مساءً.
- كِندا.

شِعر حِسن بأن المِريض الذيِّ أسميتهُ شهد "إياد" لن يستطِيع التماسُك ليمسك برسغ إبنتهُ ويطِلُب من المُمِرضة بإعطاء المريض مهدأ، شِعرت {شهد} بالأخِتناق من فعلة والدِها.

لتدِفعهُ عنها ناهره إياه عن فعلتهُ، ليقُول حِسن معترضاً:
- المُوضوع غلط ياشهد، كِفاية كِده!
صرخ بغضبٍ لم يستطيع كِبتهُ، بماذا تود أن تؤل الأمُور، هل سيتقبل الشاب أنها حِبيبتهُ، وإذا تقبل الأمر ومع الوِقت عادِت إليه ذاكِرتهُ، بماذا سيظُنها، سيظنها مخادِعة وكاذِبة!

زِفرت بحِنق هاتِفة لإبيها:
- أعتقد يادِكُتور أن مهمتك أنك تعالجِهُ وبِس!
نِبرة لم تتحدِث معهُ من قبل غير مِرة واحدِة، وتُضاف هذهِ للمِرة الثانِية، شِعر بوخِز بقلبهُ، شهد فتاة إندفاعية ذات لسان سليطِ وأي شيء تِضعهُ بعِقلها سيحُصل إذا كان بمِشيئتهُ أو بغير!

تنهدِ يزِفُر الهُواء قائِلاً بإستسلام:
- طِيب اللي أنتِ عايزاه هعمِلهُ.
وهُنا إبتسمت بإتساع، لتُقول لوالدِها:
- عايـزِك تقولهُ كل حاجة عن الطِيارة، بس بطِريقة تانِية، أنهُ شغال معايا بالشِركة وكان هيبقى خطِيبي بس الطِيارة وقعت يُوم خُطوبتنا، تمام!

إستمِع لباقي حدِيثها، ليقبل بالأمِر على مِضض وأقتضاب، ف هُو لايريد أن يخسر إبنتهُ مرة آخُرى، بعد مُرور ساعِة دِخل الطِبيب وبصحِبة إبنتهُ، طِلب من الممرضة أن تذِهب، لتذهِب وتجِلس شهـد بجُوار إياد العاقد حاجِبيه بإستغراب كِبير

تحدِث حِسن بنبرة هادِئة غلفـها الحُزِن:
- عارِف يابني أنك مِش فاكِر حاجة بس لازِم تعرف الليّ حصل، أنتَ مِصري بس كُنت عايش هنا في كِندا قبل الحادِثة، والحادِثة كانت أن الطِيارة اللي كانت راجعة من مصر لـ كندا وقعت، وأنتَ الوحيد واربعة غيرك اللي نجِوا والباقي ماتُوا!

على مـر الزمان ج٢✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن