الفصـل السـابـع

3.9K 197 69
                                    

رُواية على مِّر الزمان ج٢
_الفصِل السابِع.

_____

أيها الراحِل عُذراً .. متى سيأتي يُوم اللقُا، هُناك شكِوى بداخلها تُريد أن تُفصح عن نِفسها، أينْ أنتَ الآن!

كانت تتلوى بالفراشِ منْ حُلم، كان هُو بهِ، مُبتسماً وهُو ينظُر إليها من بعيد، إبتسامتهُ التي لطالما أفتعلت بقلبها الكَثيِر والكَثير، وحين كادت أن تتلمِس وجههُ تحُول كُل شيء لسراب ..

لتستيقظِ وجهها يتصبب عرِقاً، لم تستطِيع أن تمسك رباط جأشها، لتنهارِ من البكُاءِ، فزِعت زينب من صُوت بكاء إبنتها العالي لتركُض لغرفتها وتجِدَّها متكُورة على نِفسها كالجِنين
وتنتحِب بشدِة ..
أقتِربت منها وعانِقتها بقُوة، كانت ترتِعش بين أحضـانَها باكِيـة، قلبها يوغزِها بشـدِة .. ليس هُنـاك أمل للقاء؟

____

وقبـل أن يتعجِب "زُهيـر" من تغير ملامح دارين، جـاء فتىٰ برفقتهُ فتاة وقفـا بجُوار الطاولة خاصتهما، نـظِر زهير بغرابة والفتى ينظُر إليه بتِفحص .. لتهتف دارين بتُوتر:
- أعرفك يا أستاذ زهير دَه أحمد الهنداوي !
مـدَّ أحمد كِفـهُ حتى يصافحِهُ زهُير، ليصافحهُ هاتفاً بإستغراب:
- أسمـك مألُوف بِس باين إني ماأتعمِلتش معاك قبـل كدِه.
وقبل أن يُجيبـهُ أحمد، قالت دارين :
- معلش ياأحمد بس أستاذ زُهير راجُل أعمال مهم في مصر.
كان كلماتها تقصد إهانتهُ، ولأنْ دارين لاتنِسى مافعِل بها .. سترُيه من هي دارين عُمران!

امتعضت ملامـح أحمد وهُو يبعـد كِفهُ عن زهُير قائِلاً:
- طِيب، بعتذِر إنِنا قاطِعناكم !
هتف زهير بهدِوُء:
- ولايهمك.

نظـرت دارين خلفها لتتأكد من رحيلهُ هُو وسيرين، والتي تعلم بإنها تشعر بالغيرة الشدِيدة لوجودِها مـع زُهير بنفسهُ.
ولكـن زُهير شعر بغرابة أمـر دارين، ما امر هذهِ البهجة المُفاجِئة والتي تحتل وجهها !
- فرحانة على إيـهِ؟
إبتسمت وهي تأخُذ حقيبتها:
- ولا حاجة يازُهير، أنـا لازِم أمـ ..
وقبل أن ترتجِل خارج الطاوِلة، وجدِتهُ يضـع كِفهُ على يدِيها يمنعها مِن النهُوض، هاتفًا بصُوتهُ الأجِش:
- لمُجِرد إني ساعدِتك تكِسفي حبيبك السابق، متفتكِريش إني أهبل يادارين!
أبتلعت ريقها بصعُوبة، لتشحِب وجهها من توترها من حدِيثهُ، تعلم بإنها أخطأت بما فعلتهُ ولكِن هُو لايعلم شيء عمَّا فعلهُ معها هـذا الـ"أحمـد"!

هتفت بغيظِ وغضب مكبُوت:
- يعني أنتَ عايزِ إيـهِ دِلوُقتي؟
أرِجـع ظهرهُ للمِقعد مستندًِا عليه:
- نتكلم عادِي.

زِفرت بغضب، لتعتدِل بجُلوسها أمامهُ من جديد قائِلة:
- أتفِضل!
هتف زُهير وهُو ينظُر لإنعكِاس دارين بالشاشة الهاتف:
- مِش أنتِ برضُوا بنت عـم يُوسف؟
تُوترت ملامـحها ليبتسم بخُبث قائِلاً:
- مـالك؟
- ولا حاجـة، آه أنا بنت عمهُ بس دِلوقتي هُو مبقاش موجودِ، ليه بتفكِرني بيهِ؟
اقتـرِب من الطاولة وهُو يُشِبك أصابِع يدِيه ببعضها:
- مدام بنت عمهُ تُبقي قُريبة منهُ أكيد.
- لأ.
قطِـب حاجِبيـهِ بحدِيثها ليسترسل مُتسائِلاً:
- أزِاي؟
- انا وُيوسف مكُناش مقريبين لبعض، ودِي كانت منهُ هُو .. مكنِش حابب قُربي منهُ.
هتف بهدُوء وهُو يفُكِر:
- تمـام .. بس أكيد أنتِ عارفة أعدائهُ منْ شغل والدك؟

على مـر الزمان ج٢✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن