الفصل الثالث (رحيل بعد ندم)

51 9 5
                                    

الفصل الثالث:          

        

"فراق البنحبهم بيقتل لكن الأصعب هو الإحساس الأساسي المسيطر جونا وهو الندم و أيضاً الإحساس بالذنب إتجاه الأهل القدمولنا كل الحب والثقة والحنان دون انتظار مقابل واحنا في الآخر خذلناهم و كسرنا حاجز الثقة الكان مبني علي حبهم وتقديرهم لينا.."

وفي صباح اليوم التالي..              
 

استيقظت "زهرة" كغير عادتها حزينة وهي لا تدري ما تقول حتي تستطيع الخروج من المنزل دون أن يُكشف أمرها ، وسرعان ما تذكرت أمر المساء وأن "مروة" لن تأتي اليوم بعدما كُشف أمر تواجدها مع أمير ليلة أمس؛ استعدت "زهرة" لتخبر والديها بذهابها لبيت "مروة"لتطمئن عليها و تقضي معها بعض الوقت.

  خرجت "زهرة" وعلي وجنتيها ابتسامه مصطنعه قائله :صباح الفل عالحلوين . ردت الأم"سهير"وهي تضع الاطباق علي مائده الطعام قائله : صباح القمر ياست الحلوين كلهم، يالا اجري اتوضي وصلي بسرعه وتعالي عشان تفطري معانا بقي . شعرت "زهرة"بالأسف والحزن اتجاه والدتها لحبها و حنانها الشديد لها ولإختيها ثم ردت عليها قائله: من عيني الاتنين يا سوسو ياقمر انتي ،هو حد يقدر يفوت الفطار مع القمر ده. ردت الام"سهير"بحنان قائله: ياسلام عليكي وانتي قمر ورايقة عالصبح كدة يا زوزو ، وبعدين بلاش الدلع الكتير ده يابت انتي لحسن انا هتعود علي كدة وانتي حره بقي .ظلت تضحك هي و أمها حتي خرج والدها قائلاً بحنان بالغ:صباح القمر علي بناتي الحلوين. أسرعت الأم قائله بحزن:الله يسامحك يا حاج يعني انا ابقي واقفه احضرلك الفطار لوحدي وعملالك الفطار البتحبه و تنساني وتصبح علي بناتك قبلي . ابتسم الحاج"عبدالحميد" لغيره زوجته من بناتهم بالرغم من كبر عمرهم إلا إنها لازالت تحبه و تشعر بالغيرة عند مداعبته حتي لبناته ثم رد قائلاً:ياست الكل انتي اكبر بناتي والله هو انا عندي اغلي منك بردو. احمر وجه الأم "سهير"وهي تسمع كلمات زوجها و حبيبها وهو يتغزل فيها قائلة: ربنا يخليك لينا ياحبيبي .وما إن أنهت جملتها حتي بدأت "زهرة" بالحديث وهي تنظر لوالديها بكل حب و حنان و تدعوا الله في خاطرها أن يديم عليهم المحبه والسعاده قائلة:راعي شعورنا يا حاج نحن هنا ياحلوين ، خجلت الأم لمشاكسه ابنتها فردت قائلة: بس يابت انتي احترمي نفسك واجري يالا خشي شوفي اخواتك صاحين ولا لا وهاتيهم و ادخلوا هاتوا باقي الفطار و حطوه علي السفره خلينا نفطر عشان ابوكي ميتاخرش علي معاده. ضحكت "زهرة" وهي ذاهبه لاختيها تخبرهم بما أمرت الأم حتي لا يتأخر والدهم عن موعده.

بعد مده ليست بالكثيره اجتمعت الأسره حول مائده الطعام و الوقت لاينتهي من مشاكسه الاخوه الثلاثة و في وسط الصمت الذي سيطر علي الوضع قطعته "زهرة" قائلة: بابا هو انا ممكن اطلب من حضرتك طلب! رد الأب"عبدالحميد" قائلاً: اكيد ياحبيبه بابا اطلبي. ترددت قليلاً ثم قالت في سرعه: كنت عايزة اروح اقضي اليوم النهاردة عند مروة و اطمن عليها يعني عشان تعبت شوية بليل و قالت انها مش هتقدر تيجي . نظر لها الاب بحنان ثم قال : خلاص ياحبيبتي روحي اطمني عليها واقعدي معاها بس متتأخريش عشان الدنيا متضلمش عليكي اتفقنا . ردت "زهرة" وهي تشعر بالحزن اتجاه ما ستفعل ولكنها تظن أن هذا افضل من أن يعلم والديها ما حدث قائلة: حاضر يا بابا اتفقنا،يالا هدخل انا البس عشان متأخرش. دخلت غرفتها حتي تستعد للذهاب و هي لا تعلم ماذا تخبرهم عن الحقيبه التي ستخرج بها ؛ أنتهت "زهرة"من تجهير حقيبه صغيره وضعت بها القليل من الملابس وبعضاً من أشياء ربما تحتاج إليها و استعدت للذهاب وفي أثناء خروجها من غرفتها أعلن هاتفها عن اتصال من صديقتها "سلمي"التي تنتظرها وما إن ردت حتي قالت مسرعه : الو ايوا يا "مروة" انا خلاص لبست اهو هقولهم بس اني نازله واجي علطول مش هتاخر اول ما أنزل هكلمك ها ؛ اغلقت المكالمه قبل أن تسمع الرد حتي لا ينكشف أمرها . وعند طريقها لباب المنزل أوقفها صوت والدتها قائله بإستغراب : "زهرة"إيه الشنطة المعاكي دي ياحبيبتي انتي هتباتي عندها ولا إيه!؟ توترت "زهرة" بعض الشئ ثم أسرعت قائلة: اصل يا ماما انا و "مروة" اتفقنا يعني أننا نعمل خير و نجمع مع بعض شوية من اللبس ال مش بنحتاجة أو مبقناش بنلبسه يعني بدل قاعدته في الدولاب اهو غيرنا يستفاد بيه و تبقي عملنا خير بردو . ابتسمت الأم "سهير"قائلة: ربنا يجازيكوا خير يابنتي علي البتعملوه و يصلح حالك يا يارب ويرزقكوا كل خير اللهم آمين . رددت "زهرة" في داخلها آمين ؛وهي حتي لا تعلم كيف ومتي اختلفت هذه القصه ولكنها اطمئنت أنها لم تنكشف بعد. ودعت أمها واخوتيها وفي داخلها تدعوا الله أن يمر اليوم بسلام و هي حزينه علي فراقهم ولكن لم يعد لها خيار آخر. خرجت "زهرة" وعند وصولها لمحطة الاوتوبيس قامت بالاتصال علي صديقتها "سلمي"

رواية (خذلان زهرة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن