الفصل السادس

329 47 6
                                    

#لـِ مريم نصر "ظلال خفية"

#القدر (يا اما ضابط يا اما بلاش).

#الفصل السادس.

عادت قدر للمنزل وقت غروب الشمس وعندما دلفت وجدت المنزل هادئ هدوء غريب ولا يوجد أحد يجلس في الصاله فصعدت إلى الأعلى واتجهت إلى غرفة سراج ومريم وطرقت الباب عدة مرات وعندما لم تجد ايجابه قامت بفتح الباب والدلوف إلى الغرفه ولكنها لم تجد احد لذلك ركضت إلى غرفة والديها وطرقت الباب بسرعه كبيرة وبعد لحظات وجدت والدها يفتح الباب.

قدر بسرعه:هو سراج فين؟
حاتم:مشى.
قدر بإستغراب:خرج برا يعني؟
حاتم:لا ساب البيت.
قدر:يعني ايه؟
جاتم:يعني ساب البيت يا قدر.
قدر:والسبب؟
رحيق من خلف حاتم:شد هو وبابا في الكلام شويه، وبعدها مشى.
قدر بغضب:اكيد انت اللي قولتله، حاجه ضايقته علشان كده مشى، وبعدين انت عارف ان سراج نفسه عزيزه اووي.
حاتم وهو يقوم بضربها على وجهها:انتي ازاي تتكلمي معايا كده؟ انتي نسيتي نفسك ولا ايه؟ انا ابووكي.
قدر بغضب كبير:انت عارف لولا انك ابويا كان ليا تصرف تاني على القلم ده.

ثم تركته وذهبت إلى غرفتها بغضب شديد وحاولت الاتصال بسراج ولكنه في كل مره لا يجيب حتى أغلق الهاتف فجلست تخرج غضبها في عملها السري وبعدما انتهت اتصلت بأحد ما.

قدر:ايوه حضرتك انا بعتلك كل البيانات.
.....:عفارم عليكي يا قدر، خلفتي توقعاتي زي عادتك وبعتي الملفات قبل المعاد المتفق عليه.
قدر:احنا بنتعلم من حضرتك الالتزام في مواعيدنا.
.......:ان شاء الله المره الجايه هبلغك بالمطلوب في ايميل.
قدر:تمام، وأتمنى زي مانا متفقه مع حضرتك أن محدش من العيله يعرف اني ليا علاقه بالشغل ده.
.....:اكيد يا قدر انا وعدتك من اول مره اشتغلتي معايا فيها.
قدر:شكرا لحضرتك، مع السلامه.

ثم اغلقت الهاتف ولكنها كانت تريد أن تبكي، تريد أن تخرج طاقتها السلبيه بأي طريقة، فإنطلقت إلى غرفة آمن وطرقت على الباب.

آمن بصوت مرتفع:ادخل.

وعندما دلفت قدر كان آمن نائم على فراشه.

قدر:انت جيت أمتى؟
آمن:من نص ساعه وكنت لسه هنام.
قدر بصوت خافت:هو انا ينفع انام جنبك؟
آمن بحب اخوي:اكيد.

فأغلقت قدر الباب وقفزت بجانب آمن على الفراش وقام آمن بضمها اليه بحنان وعندما ضمها بدأت قدر تبكي بصمت، وكان آمن يشعر بها ولكنه تركها تخرج ما في داخلها وبعدما شعر انها انتهت من البكاء، قام برفع وجهها اليه حيث كانت تغطي وجهها في صدره.

آمن بحنان:مالك يا قلب آمن؟
قدر بدموع:انا بحبك اووي يا آمن.
آمن:وانا كمان بحبك، بت انتي متأكده انك اختي الكبيره؟
قدر بنفي:لا لا، انت اللي اخويا الكبير، انت عمرك في حياتك ماسألت نفسك ليه بجيلك على طول لما بكون مضايقه علشان اعيط في حضنك؟
آمن:ليييه؟
قدر بحب:علشان انت بتحتويني في كل حالاتي وقت حزني وفرحي ووقت غضبي وهدوئي، وعلشان عمرك ماخذلتني ودايما فتحلي حضنك ربنا يخليك ليا يا رب.
آمن بسخريه:الله يرحم، فاكره يا بت لما كسرتيلي ايدي؟
قدر:كنت صغيره يا باشا خلي قلبك ابيض بقى.
آمن:ماشي يا اختي.
قدر:وانت كمان مالك؟ حسه فيك حاجه.
آمن:شغل والله يا قدر.
قدر:احكيلي ومتقلقش سرك في بير.
آمن:في الأيام دي في حاجه غريبه بتحصل.
قدر:زي ايه؟
آمن:يعني مثلا من شهر جالنا بلاغ ان في ولد مختفي وسنة مابين ١٥ لل١٨ وبعدها بيوم لقينا جثته، بس المشكله مش هنا المشكله ان جسم الشاب كان عباره عن هيكل عظمي وجلد بس وبعدها بدأ يختفي شباب وبنات في نفس العمر وبرضو بنلاقي جثثهم في نفس الحاله.
قدر:اه تقصد سرقة أعضاء وبعدها بيرموا اللي باقي.
آمن:بالضبط.
قدر:هتعرفه ان شاء الله ولو عايز مساعده انا موجوده.
آمن:وانتي هتعمليلي ايه ان شاء الله؟
قدر:يوضع سره في أضعف خلقه.
آمن:أضعف خلقه؟! حسبي الله.
قدر بغيظ:اتخمد يالاااا.
آمن:هو انا مش كنت حبيبك وسندك واماانك؟
قدر:انا قولت كده؟
آمن:كلامك بيدل على كده.
قدر:اتنيل.
آمن:اييه؟
قدر:اتنيلللل.
آمن:طيب، نتكلم جد بقى، مالك يا قلبي؟
قدر بحزن:سراج مشى يا آمن.
آمن:سمعت انه مشى، بس ماكنش عندي طاقه اتناقش.
قدر:انا عايزه سراج يا آمن.
آمن:يومين وهيرجع.
قدر:انت عايزني اقعد يومين من غير سراج تبا لك.
آمن:تبا لكي انتي يا بت اتخمديييي.
قدر:برغم عنفك ده بحبك والله.
آمن:وانا كمان.

ثم قامت قدر بلف يدها على خصره وجذبت نفسها اليه وهو أيضًا ضمها اليه بإحتواء وحنان شديد فهو يشعر بأنها ابنته وليست شقيقته الكبرى، فهي بالرغم من حدتها وقسوتها وغضبها التي تتعامل به مع الجميع يوجد بداخلها طفلة بريئه تتمنى ان تعيش الحياة بدون هم ولا حزن، وغطت قدر في ثبات عميق وظل آمن يلعب في خصلات شعرها ويتأمل ملامحها حتى غط في سبات عميق هو الاخر، بينما في غرفة حاتم ورحيق كانوا يتحدثوا.

رحيق بهدوء:يا حاتم، انت المفروض عارف قدر، والمفروض كنت تعمل معاها زي كل مره تفضل تسمعلها وفي الاخر خالص تكلمها بهدوء وانت عارف ان قدر قلبها ابيض وهبله وبتنسى بسرعه بس مشكلتها في عصبيتها وتسرعها.
حاتم:عارف يا قدر، بس هي عصبتني، انا بدأت اغير من سراج، بقيت بحسها بتحبه اكتر ما بتحبني، بحسها عايزه تقولي أن سراج اهم مني في حياتها.
رحيق:بالعكس انت مهم جدا جدا في حيات قدر، وهي بتحبك حب ماحبتهوش لحد، بس سراج بيعرف يتعامل مع شخصيتها علشان كده هما قريبين من بعض اووي.
حاتم:انا والله مابقتش فاهم بنتك دي خالص.
رحيق:مش بنتي انا بس، وبنتك انت كمان.
حاتم:طيب، روحي شوفيها.
رحيق بإبتسامه:حبيبي الحنون.

ثم ذهبت في اتجاه غرفة قدر وعندما فتحت الباب ودلفت لم تجد قدر في الغرفه فإتجهت إلى المرحاض وطرقت الباب ولكن لم تجد اجابه وكانت ستذهب إلى حاتم وتبلغه بأنها لم تجد قدر، ولكن قررت الاتجاه إلى غرفة آمن فوجدت آمن يضم قدر إليه بحنان وحمايه كأنه يريد أن يثبت للذي يراهم انها شقيقته ولا أحد سيقترب منها في وجوده، وقدر كانت تضمه وكان يوجد على وجهها معالم للراحه وكأنها تقول بأن هذا الآمن هو حصنها المنيع من الاذى الخارجي، ظلت رحيق تنظر لهم بحب ثم اتجهت إلى غرفتها مره اخرى.

حاتم:هاااه قدر كويسه؟
رحيق بإبتسامه:في أحسن حال وبتأكل رز مع الملايكه في حضن آمن.
حاتم بعبس:طب مش عايزه تنامي في حضن ابو آمن.
رحيق:يخربيتك، احنا كبيرنا.
حاتم:انتي اللي كبرتي يا اختي لكن انا شب عنده ٢٥ سنة.
رحيق بإستهزاء:والله؟
حاتم:ايييه؟ مش عاجبك ولا ايه؟
رحيق:عاجبني ونص يا سيد الرجاله.

وفي منزل سراج الذي قام بتأجيره كان يجلس مع مريم في الصاله وذهب كلا من فهد وغرام إلى غرفهم.

مريم:برضو مش عايز تقول مشينا ليه؟
سراج:خلاص يا مريم قفلي على الموضوع انا مش حابب اتكلم.
مريم:خلاص يا سراج انت حر، بس لما تحس انك عايز تتكلم انا موجوده.
سراج:ربنا يخليكي ليا.

وقطع حوارهم هاتف فهد الذي قد نساه على الطاوله التي توجد في صالة المنزل فإلتقط سراج الهاتف وقام بالإجاب ولم يكن المتصل سوى ليو.

ليو:فهد الشرطة كانت تبحث عنك في كل مكان هنا، ولكن اليوم قام ابن المنزلاوي بإلغاء الشكوى، واقوم بالتأكيد عليك انه لن يصمت ولن يتركك انت وعائلتك حتى ينتقم مما قمت بفعله بإبنة عمه، واطمئنك بإن من الممكن أن يكون الانتقام اخف حيث أن الفتاة لم يصيبها الاذى قليلًا فقد كان نتيجة الاعتداء مجرد نزيف بسيط.
سراج بصدمة:اعتداء.؟!
ليو:من معي؟ واين فهد؟

ولكنه لم يتلقى ايجابه حيث زاغت أعين سراج وشعر بألم في كتفه الايسر، فكان يشعر سراج بأن يوجد عليه ضغوط من جميع الاتجاهات من جهة فهد ومن جهة قدر وحاتم، ومن جهة تركه للمنزل، ومن جهة الأعتداء، وكأن خبر الأعتداء كان الضربة القاضيه لسراج فسقط على الاريكة مكان جلوسه وهو يستسلم لهذه الغيمه السوداء بصدر رحب.

#لـِ مريم نصر "ظلال خفية"

القدر (الجزء الثاني من رواية يا اما ضابط يا اما بلاش) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن