الـفَصـلُ الـسَـابِـع |ذَهـب إِلـى الـشُـرطَـة|

116 20 10
                                    


حتى و إن تمكنتُ من إخفاء هزائمي وإخراسها ،
ستفضحني دائماً ثرثرات الندوب .

ــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور شهرٍ كامل على هروبي من القصر، وأنا أجلس هنا لا أفعل أي شيء، كأنني في سجن، ولكن من هَوَن علىّ كثيراً وخفف من حدة الشعور بالوحدة هو وجود والدي معي ... فبعد انتقالنا من عند صديق والدي إلى مكانٍ أخر نختبأ به، وانا لا أخرج أبداً ، أجلِسُ في بيتٍ صغير، بهِ غرفتين صغيرتين للغاية، ومن وقتها وانا أعدُّ الدقائق والساعات لخروجي من هنا ...

شيء ممل جداً جلوسك في مكان لا تعلم عنه شيء وفي مدينة لا تعلم عنها شيء، وحتى لا تستطيع الخروج لتُنعِم عينيك بالنظر الى ما بها من مناظر خلابه وأماكن غريبة عنك لم ترها من قبل.

ولكن كلما اتذكر ما كاد يحدث لوالدي في المطار عندما كنا نريد الخروج من روسيا أحمدُ الله على سلامته وعلى وجودنا هنا الآن سالمين.

فقد جلب لنا السيد "جاسر" بطاقتين للسفر بهوية مزيفة.

وجلب لي أبي نقابًا لكي ارتدية فلا يراني أحد ويعرفني ، ولكن الشيء الذي لم نكن نعرفه هو انهم يعرفون وجه أبي بالفعل ...

وعندما كنا في المطار اصتدمتُ بفتاة صغيرة وقبل أن اعتذر لها ركضت تركتًا حقيبة مكتوبٌ عليها اسمي، مما جعلني أُدهش، فهذه اول مرة أرى فيها تلك الصغيرة، فكيف لها بمعرفتي؟

تملكني الفضول حينها، وهممتِ بفتح الحقيبه رغم الخوف الذي تمكن من داخلي، وعندما فتحتها كان فيها بعضًا من متعلقات الرجال من ملابس وغيرها و ... رسالة، يبدو أنها من موراي، مضمونها أن ترحل سريعًا هي ووالدها من المكان، لأن رجال "لوسيڤر" يعجّون بالمكان، وهم يعرفون أبي حق المعرفة، ويتضمن مع الرسالة أيضًا عنوان بيتٍ لنذهب إليه، حتى تهدأ الأوضاع.

لا اعلم كيف علم بمكاني وهل يراقبني ليعرف تحركاتي؟ ولكن لا يهم ..

حينها نظرت أمامي فإذا بأبي يقف في طابور الحجز وعلى وشك الدخول مما جعلني أهرول بفزع وانا احاول بشتى الطرق ألا الفت الانظار إلي، فذهبت إلى أبي واخبرته بمضمون الرسالة .

حينها ذهب معي وقام بتغيير ملابسه وارتدى القبعة والنظارة وارتدى أيضاً قناعاً طبياً على وجهه لكي لا تظهر معالم وجهه قفد كانت تخفي أنفه وفمه فقط.

ثم ذهبنا إلى العنوان المنشود ونحن نرجوا الله بداخلنا أن يكون قد رآنا أحد.

فكان المكان عبارة عن بيت ريفي صغير موجود في مكان نائي لا يوجد حوله اي شيء سوى الأشجار والمزارع مناظر مريحة للعين والنفوس حيث لا يتوقع اي أحد مكاننا ...

وعندما ذهبنا إلى الداخل كان المكان شبه مهجور بكل تلك الاتربة الموجدة في المكان .

جزيرة الغموضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن