جبران خليل جبران قال:
_"ولكنك ارتضيت لي الأذى، وأنا الذي كنت أحسبك أرقُّ على قلبي مني."•هذا اعمق وصف للخيبة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان يحاول تجميع ملابسه بأسرع ما يمكن لكي يهرب من تلك العصابة المجنونة التي قامت بإتلاف اعصابه بنجاح، حتى انتهى من تجميعها بطريقة غير مهندمة وسريعة على غير عادته دائماً، وخرج اخيراً من البيت واغلق الباب ورائه بخفوت وعند التفاته ليذهب وجد الزعيم امامه وخلفه احفاده يقفون ورائه كسد منيع يحاصرونه والاول يردف بابتسامة لعوب:
_ أتذهب هكذا بدون وداعٍ يا "أكرم"، هكذا تُحزِنُ حماكَ الطيب!
تيبس جسده من الـصدمة التي احتلت كل ملامح وجهه، لقد أخبره "موراي" أنهم شارفوا على الوصول لكن لم يخبره أنهم وصلوا بالفعل.
لم يكن يعلم أنهم سيأتون بتلك السرعه فـهو لم يكمل العشر دقائق حتى في تجهيز نفسه وأخذ جميع أغراضه .... حسناً لا مفر منهم الآن.
تنفس الصعداء وهو يعلم انه لا مفر من المواجهه، فإن كان "لوسيڤر" قد نسيّ أمر والده ولم يره وقتها؛ فبالتأكيد لم ينسى ابنته العزيزة التي تزوجها رغمًا عنه، واخذها بعيدًا، احتل البرود ملامحه رغم اضطرابه داخليًا، رغم انه أعد لهذه المواجهة كثيرًا، لكن سيظل ملمس الواقع غير الخيال.
تشدق بهدوء يستفز من أمامه، وكأنه البريء الذي لا يدري شيئًا:
_ماذا تريد مني "لوسيڤر"؟ لماذا تطاردني طوال هذه المدة؟؟
نظر له باستهجانٍ وهو يحرك يده في الهواء يسخرُ من حديثه:
_ لا شيء يا عزيزي، كنتُ أجلس فارغًا ومن كثرةِ ملَلِي قلتُ في نفسي لما لا أطارد عزيزي "أكرم" قليلًا!
تنهد بنفاذ صبرٍ وهو يُكمل بجمود زاد من توتر الأجواء، بعد ان تقدم خطوتين للأمام واضعًا يده على كتفِ الآخر هامسًا بفحيح:
_ بالتأكيد لا اطاردك لِأجلِ عينيكَ الجميلتين "أكرم"! بل لي عندك ثأرٌ قديم، قديمٌ جدًا، نتج عنه بُعدُ صغيرتي عن عيني.اشتعلت عينيّ"أكرم" بغضب، يحاول الّا يندفع له:
_على حد علمي انك اخذت ثأرك مني مرتين "لوسيڤر"! مرةً عند قتلكَ لزوجتي وأولادي، ومرةً عند احتجازكَ لابنتي ثلاث سنواتٍ بعيدًا عن عيني!
رجع الخطوتين التين تقدمهما وهو يرفع صوته قليلًا، شابكًا يديه أمامه بهدوء وعينيه تصرخان بالمكر:
_ثأري يؤخذ مضاعفًا يا عزيزي، وها أنا على وشك أخذه للمرةِ الثالثة… ولكن هذه المرة.. منك انت!
احتدت عينيه وهو يأمره اكثر من كونه يخيره:
_لذا يا عزيزي هل يمكنك المجـيء معنا بكل هدوء وتحضر لنتحدث سوياً كرجلان كبيران متفهمـان.
أنت تقرأ
جزيرة الغموض
Bí ẩn / Giật gânأحيانًا يموت الإنسان من الداخل، ينطفئُ شغفه هكذا فجأة، ثم يبقى يحمل جثته معه إلى آخر العمر..!!! { مذكراتُ وچد ... }