جزيرة الغموض

الـفَـصـلُ الـأوّل |ظِــلْ|

كل شي يبكي هُنا جدار الغرفة نافذتي أشيائي القديمة وأنا .

ــــــــــــــــــــــــ

فجأة ينير البرق فتظهر في هذه اللحظه فتاة جميلة قد أغرقتها دموع الغيوم فمحت آثار دموعها وكأنها تهون عليها معيشتها .

يتداخل صوت صراخها العالي مع صوت صراخ الرعد وكأنه يقول لها ليس انتي فقط الحزينة فـأنـا مثلك هنا وحـيد .

كانت تصرخ بشدة حتى تظن أن أحبالها الصوتية قد تقطعت من شدة صرخاتِـها .

لم تكن تبكي خوفاً من تلك الأصوات ، ولا من تلك العتمة بل كانت تبكي على وحدتها .

كانت دائماً ما تُشَبِه نفسها بسماء تلك الجزيرة فلا تجد أي إختلاف ، فـالسماء كل يومٍ تبكي بغزارة، وهي كلّ يومٍ تبكي بغزارة، ومع ذلك.. تمسح دموع السماء دمعاتها .

هي لا تريد شئً من تلك الجزيرة سوى أحدٍ يؤنس وحدتها ويحتضنها بكل حب وحنان ويخبرها أنه هنا لأجلها مهما حدث .

هذا الطلب بالنسبة لها صعب جداً على تلك الجزيرة الملعونة والعجيبة كما تسميها وكما ترى فيها!!

لقد أصبح ذلك المكان هو ملاذها الوحيد.

لا يوجد أحن من أصوات الرعد عليها كاللحن الجميل الحزين.. تبتسم ودموعها التي لا تنتهي تهطل بغزارة كلما سمعته ، قد ترى أن هذا متناقد لكن لو عشت معها يوماً واحداً فقط فسترى كل شئ من حولك متناقض .

لا يوجد أدفئ من قطراتِ المطر على وجهها فتغرقها وكأنها تمسح على ظهرها ورأسها وتقول أنا أيضاً مثلك، شعور لطالما حنّت إليه فتستشعره في أقل شيء لتعوض ذلك النقص الذي تشعر به .

ولا أجمل من مداعبة مياه البحر لقدميها بعد الكثير والكثير من البكاء والصراخ المستمر كل يوم حتى صارت مدة جلوسها في هذا المكان

. ثلاث سنوات .

أجل يا عزيزي لا تستغرب كثيراً فقد عاشت وحدها على تلك الجزيرة لمدة ثلاث سنوات .

عاشت عليها وكل تفكيرها فقط .

ثلاث سنوات وهي لا تعلم لماذا هي على قيد الحياة إلى الآن؟؟! وكيف؟ ومن اجل ماذا كل هذا؟؟!

ثلاث سنوات وهي هُـنا لا تعلم ما هو إسم تلك الجزيرة؟ ولا موقعها على الخريطة؟ ولا حتى من أرسلها إلى هُـنا؟ ولماذا جاء بها الى هنا؟

اشتاقت كثيراً إلى بلدتها وبيتها الصغير الدافىء، مع كلمات والدها الداعمة وحنان والدتها ومشاكستها مع أخواتها وطلعاتهاهي وأصدقائها .

اشتاقت لحياتها السابقة الهادئة.. هل هذا كثير؟؟

في منتصف الجزيرة وبالتحديد ذاك الـكُـوخٌ المظلم حيثُ أنه محفورٌ بدقـة عالية في الجبل فلا يظهر جيداً من كثافة الأشجار حوله، فلا يغُرنكَ مظهر الكُوخ من الخارج وأنه قديم الطراز وصغير ولكنك عند الدخول ستصدم من جمال وروعـة مظهره وأنه يمتد لداخل الجبل بكثير، به العديد من الغرف المصممة بأحدث طراز.