الفَصـلِ الثَـانـي |مِرسـال|

221 27 14
                                    

ليستّ المسألة متى بدأت الأمورُ تسوء؟
بلّ متىٰ كانت على ما يُرام؟!

----------------------

خطت خطواتٍ وئـيـدة إلى الباب لِـترى وتتأكد مما سمعته هل هو حقيقة بالفعل أم هو مجرد خيال في رأسها، وقبل أن تفتح تلك المرة وجدت ‏ظل أحدهم تحت الباب .

وقفت قليلاً وكأنها تتوهم ، وبعد قليل استوعبت الموقف كله .

ففتحت الباب ببطء شديد_أبطأ من سلحفاة صغيره تريد الذهاب إلى المحيط_ ففوجئت بشخص طويل القامة، له عضلات ضخمه و مخيفة ، لا تتبين معالم وجهة من ذلك القناع الموجود على رأسه!!

نظرت له بصدمة وكأنها ترى كائناً فضائياً أمامها، وقد سيطرت عليها هالة من الذهول والإندهاش؛ فـهذة أول مرة منذ ثلاث سنوات وأكثر ترى فيها أحداً .

ظلت بعضًا من الوقت على هذا الوضع الغريب وهي تحاول الإستيعـاب بعد ، أمـا عنه فلم يتحرك إنشاً واحداً من مكانـه وكأنه أصبح صنمًا.

فكانت هي أول من يبادر بالحديث بعد وقتٍ طويل قضته في التأمل به.

فقالت بصوت مبحوح ‏من أثر بقائها وحيده دون حديث طوال فتره زمنيه كبيرة ومازالت آثار الصدمه بادية على وجهها:

_من انت و و كگ كيف جئت إلى هنا ؟؟

‏ظل ساكناً ولـم يتحرك كأنـه لا يسمع ولا يتحرك، ‏فأعادت السؤال مرة أخرى ولكن بعد أن استعادت بعض من صوتها المفقود .

فقالت ببرودة أعصاب مبطنةً بالذهول، قد أخفته أسفله ببراعة أكتسبتها من جلوسها وحيدة، وبصيغة مختلفة:

_من أنت ومن أرسلك إلى هُـنا؟!

هنا سمعت صوته.. كان صوتاً مخيفاً وعميقاً كأنه يأتي من أعماق جوفه:

_من أنا فهذا لا يهم، وأما من أرسلني؛ فقد أرسلني إليكِ الزعيم... وسأظل هنا أياماً قليلة حتى يأذن لي وآخذك إلى هناك ... إليه .

‏نظرت له بدهشة لم تستطع إخفائها هذه المرة، وهي تردد ذلك اللقب الذي قاله منذ قليل!!

لقد عاشت ثلاث سنوات هنا ولا تعلم عن أي زعيم يتحدث هذا الشخص ولم تسمع عنه قط .

أردفت بتشتت بالغ، جعلها كالبلهاء:

_ عن أي زعيم تتحدث، ماذا تقصد بحديثك؟

سمعت منه صوت ضحكة مستهزئة لم تعرها إهتمام، وهو يسخر منها:

جزيرة الغموضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن