الفصل الأول

2.5K 97 67
                                    

البداية


فُتح الباب فجأة ليدخل رجل طويل في الثانية والثلاثين من عمره يرتدي بدلة عسكرية تم تفصيلها بعناية. كان أبيض البشرة مع سواد شديد في شعره. ورث عن أبيه الطلة المهيبة والعينين الزرقاوين. ألقى نظرة فور دخوله على الفتاة التي وقفت أمامه تنتظر اقترابه. سألته دون أن تعتني بإخفاء قلقها. وهو ينحني لينزع حزام المسدس المربوط حول فخذه: "ما هذا الذي ترتديه؟".

"إنها قصة طويلة يا شيلان، سأخبركِ عنها فيما بعد".

"هل هي أطول من عشرين عاما؟!".ألقى عليها نظرة طويلة محاولا أن يتنبأ بردة فعلها، ولما لم يعلم ألقى الكلام على عواهنه: "أقدر قلقك وانزعاجك، لكن الأمر كان أكبر مني ومن الجميع".

"وأنا آخر من يعلم!". قالت وقد انفرجت شفتاها عن ابتسامة سخرية جافة. نظر الرجل إليها بصمت أثناء قولها: "عشرون عاما لم يجد أحد منكم الوقت المناسب ليخبرني بما تنوون فعله، فهل ستجد أنت الوقت الآن؟! أشك".

استدارت لتجفف عينيها قبل أن تسقط منهما دمعة، فأحست به يقترب منها. وضع يده على كتفها لعله يكسر حدة غضبها، لكنها تجاهلت ذلك تماما وانصرفت. لم تستسغ أن هذا الشخص نفسه هو الذي أحبته قبل عشرين عاما. عقود مرت وهو يخبئ عنها سرا كهذا.

عجبا! أخذ الرجل نفسا عميقا وهو ينظر إليها تبتعد. شعر أن الأمر أصبح يفوق طاقته، مع ذلك فقد خلع سترته وتمدد على السرير وراح يغط في نوم عميق أمام ذهولها من تجاهله لها ولمشاعرها.

***

سلامٌ عليكم

أحّر السَلام

سلامٌ عليكم يا أبناء الجبال

يامن أشعلتم الثورة من بين قيود الطغيان

وخرجتم من قعر الظلام لتلامس أعينكم الضياء

سلامٌ من القلب لكل المحاربين العظماء

الذين حُرروا من تلك القيود ورأسهم مرفوعٌ إلى السماء

سلام عليكم من شعبٍ أراد السلام

فانتصروا بدماء شهدائهم الأحرار

سلامٌ على وطنٌ طُعِن آلاف المرات فوقف

مجدداً كأسدٍ شامخٍ لا يخشى العثرات

سلامٌ على وطني الجريح


ميديا فصيح عثمان








أبناء النار و الجبال ( مكتملة ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن