الفصل الثاني "امانة"

138 10 2
                                    

وقفت السيارة بجانب المول ،،نزلتا ريم وبسمة بعد اخبار اكرم لهم أنه من سيقلهم للبيت وليتصلو به عند انتهائهم ولم ينسى طبعا تلك التوصيات المهمة التي يعتبرها فتاتانا تافهة لا معنى لها..
كالعصفوران ينتقلان من محل لآخر يشتريان هذا ويتصوران مع ذاك للذكرى..
توقفت بسمة فجأة " علي الذهاب للحمام سريعا..اوبس اقصد الان " وركضت سريعا تحت صدمة الأخرى وصرخت لتسمعها "حسنا سأنتظرك هنا لا تتأخري"..
اخذت تمشي صغيرتنا في ذلك الرواق الطويل تنظر لتلك المحلات وتتمنى لو انها تستطيع أخذها جميعا..وقع نظرها على فستان عروس ابيض توقفت امامه..وطار عقلها الى عالم الاحلام ..عالم حيث تنزل متأبطة ذراع والدها على ذلك الدرج الطويل كالملاك في ذلك الفستان اللامع وعينيها تصنع خيطا وهمي مع شريك حياتها فيدق قلبها وتتسع ابتسامتها..كلمة واحدة تدور في عقلها "تراك من تكون؟! واين انت الان ؟!!"..
صراخ وضجيج كبير علا فجأة ايقظها من عالم احلامها.. استدارت لترى ماذا هناك!!في تلك اللحظة لم تعي نفسها الا وهي ممدة على الارض تنظر مباشرة لزوج من الاعين فوقها..تلك العينين!! "عينا صقر" هذا ماكان يدور في خلدها قبل أن تفوق من غفلتها وتبدأ بالتحرك تحت صاحب العيون الغريبة ذو الكمامة السوداء عله يتزحزح من فوقها ..
"امانتي لديك احتفظي بها " تردد صدى ذلك الصوت مرارا في اذنها مخلفا انفجار داخل عقلها رغم همسه الذي يكاد يسمع ..ظلت في تلك الحالة تتابع ببصرها ركضه بعيدا عنها وللتو حتى لاحظت أنه مطارد من قبل شخصان كانا خلفه..
"امانتي لديك احتفظي بها؟؟ مالذي يعنيه هذا ؟؟ ومالذي يقصده!!؟" كانت تفكر في تلك الكلمات وهي تنهض عن الارض نافضة فستانها..
"اية امانة؟! ومابك؟!" قالت بسمة مستغربة للحالة التي وجدت صديقتها عليها هذا غير انها سمعتها تتحدث عن امانة ما فلسوء حظ ريم انها لديها عادة التفكير بصوت عال ولم تستطع التخلص منها..
"لا شيئ انا بخير ، اصطدم بي شخص هارب ،تمتم بكلمات لا معنى لها وذهب " ورفعت كتفيها دلالة عن عدم فهمها لما حدث امامها..
"ياالهي لقد جعت ، اسفة يا بطني المسكينة لقد خذلتك وجعلتك تنتظرين طويلا..سأعوضك عن هذا بطبق ينسيك حتى انك مجرد معدة " قالت ريم تلك العبارة تحت انظار بسمة التي تكاد تقسم ان من يسمعها سيظنها مجنونة..
مرت الأحداث بعدها سريعا ونست ريم تلك الحادثة تماما خاصة لما وضع امامها الاكل.ثم اتصلو على اكرم لايصالهم..
فانتهى اليوم بافتراق الصديقتين على موعد اللقاء غدا للتسجيل في الجامعة..
داخل غرفتها تستعد للخلود للنوم لتزيح عنها التعب الذي نال منها خلال نزهتها رفقة بسمة واكرم..
"تلك العينين!! صقر ؟! الكلمة الوحيدة  التي جالت ببالها في تلك اللحظة ..سوداء بشكل مرعب ..
تراه من يكون ومالذي يقصده بالامانة..
تذكرت ان عليها التأكد من اوراق التسجيل للغد فاخذت حقيبتها الصغيرة وجلست على السرير تفرز الاوراق ..
"ماهذا ؟؟! مالذي جاء بهذه الكرة البلورية اللامعة الى حقيبتي ؟؟!"
امالت رأسها وبقت تحدق فيها بين يديها..فجأة اتتها فكرة تفسر وجود الشيئ الغريب داخل حقيبتها ولم تكن الا امانة السيد الغامض وصاحت بصوت مسموع " امعقول ان تكون تلك الامانة التي تحدث عنها !! لكن كيف لم أشعر به وهو يضعها؟؟! وماهذا أصلا ؟! " دققت بالكرة جيدا علها تجد زرا ما او أي شيئ يجعلها تفهم ماهيتها قبل أن تتركها بجانب وسادتها  مستسلمة لعدم ايجادها شيئ وظنت انها فقط كرة عادية..ولملمت اوراقها سريعا مستعدة للنوم..لكن أبى عقلها ان يتوقف عن التفكير والذي يكون بصوت عال كعادتها " اظنها ذكرى مهمة بالنسبة له لهذا كان خائف ان يضيعها ان امسكوا به من كانو يجرون وراءه ..نعم نعم لابد وان هذا هو السبب " واغمضت عينيها تحلم بحياتها الجامعية القادمة مع بسمة..
فجأة بدأت تلك الكرة ترسل توهجا بلوريا يتسع شيئا فشيئا حتى اضاء الغرفة بأكملها كل هذا وصاحبة النوم الثقيل لم تشعر.. "كيف اختارك القدر ايتها الفتاة!! نامي الان براحة فلا نعلم مالذي سيحصل غدا " خرجت تلك الكلمات الغريبة منها وكأن احدا ينظر لريم ويحادثها..

صاحبة عيون الغزال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن