الفصل الخامس. "لقاء"

83 9 2
                                    

استيقظت ريم بكل حماس، استعدت جيدا..ولم تنسى اخذ كرتها معها اليوم فهو مميز ..وصلت المستشفى وصعدت  مباشره لقسم الجراحة..التقت بالدكتور رائد المسؤول الجديد عن تدريبها ،اخبرها بان تتبعه وان تفعل ما يأمرها فقط..مرّت فترة الصباح تشاهد الدكتور رائد وعرفت كم هو جيد في عمله حفظت كل تحركاته وتقنياته جيّدا..
"حسنا اذهبي الان للاستراحة انها فترة الغداء واستعدي جيدا لان اول مريض سيأتي في فترة المساء هو لكي " قالها الدكتور وخرج تاركا خلفه فتاة مصدومة ومتحمسة في نفس الوقت ..كانت قد حضرت مسبقا لتدخلات جراحية بسيطة لكنها لم تجرب بنفسها قط ،ستختبر نفسها لاول مرة اليوم..خرجت لمطعم قرب المشفى حتى تملأ بطنها فلا يمكنها التركيز بمعدة فارغة كما تقول دائما..
كانت تتلذذ بالطعام حتى سمعت صراخ واصوات عالية تأتي من الخارج وقد فهمت من حديث الناس أن هناك شجار كبير فلم تبالي واكملت طعامها بسرعة حتى تذهب لتتجهز وترى من سعيد الحظ الذي ستشرف على جراحته..
دخلت القسم فناداها الدكتور رائد مبتسما وقال " هل انتي مستعدة للاختبار؟" ردّت بحماس " كل الاستعداد دكتور "
"حسنا اول مريض لك قد نقلوه الان من الاستعجالات، انها جراحة مستعجلة ليد جرحها عميق جدا اثر شجار قرب المشفى منذ قليل " فتذكرت فورا ذلك الشجار الذي كان قرب المطعم "حسنا دكتور انا مستعدة هيا بنا"
لم يكن بغرفة العمليات فجرحه لا يتطلب ذلك بل كان بغرفة منعزلة مخصوصة لجراحات بسيطة..
دخلت رفقة الدكتور فرأته ممدا على السرير يضع يده الغير مصابة فوق عينيه والاخرى في حالة يرثى لها..خافت ان يكون قد فقد الوعي فاسرعت تفحص نبضه..
"نبضه سريع دكتور، هل اضع له المخدّر ثم ابدأ؟ ام علي ايقاضه أولا" فجأة شعرت بتحرك يده بين يدها وصوت عميق خرج منه ولازالت يده فوق عيناه " انا مستيقظ اكملي عملك بسرعة فقط"..ارتبكت لا تعلم لماذا لكنها قالت " حسنا سيدي ساضع لك مخدرا موضعي وانظفه ثم اخيطه لك" بدأت فورا بعملها وعلى رأسها الدكتور رائد يراقب جيدا خطواتها الدقيقة ومهارتها في الخياطة رغم تجربتها الاولى..قاربت على الانتهاء يلزمها فقط عقد خيط الجراحة هنا كان قد نزع يديه فرفعت عينيها تأخذ نظرة خاطفة عليه..كهرباء سرت بكامل جسدها توقفت فجأة وردّت في نفسها "تلك العينين " لا يزال نظرها معلق عليه وهو كذلك..لم يقاطع تواصلهم البصري الاّ صوت الدكتور يحثها على الانتهاء..
اكملت بارتباك ولم تنظر في عينيه مجددا، ضمّدت له الجرح وقالت "سننقلك الان للغرفة لتستريح سيدي ويمكنك الخروج مساءا"..ثم خرجت مسرعة ورائها الدكتور الذي قال فور خروجهم.. "كنتي جيدة جدا بالنسبة لمرتك الاولى..اتوقع لكي نجاحا باهرا مستقبلا ومهارة عالية " فردت بابتسامة سعيدة " شكرا لك دكتور رائد هذا بفضلكم " ثم غادرت معه لتكمل باقي اليوم رفقة دكتورها المسؤول تتبع جميع خطواته رغم ان ذهنها كان مشوشا قليلا..لازال هناك عالقا مع صاحب العينين المميزتين بالنسبة لها.." امعقول !! هل يمكن أن يكون السيد الغامض صاحب لؤلؤتي وقد عاد ليأخذها..لا يعقل يا فتاة مابك!!
أنه مريض عادي وقد كانت اول تجربة لكي لهذا انتي مشوشة..وايضا ليس وحده من يمتلك ذاك اللون من العينين" كانت تتحدث مع نفسها تقنعها بأنها على خطأ..
" أظن أن احدهم قد جنّ في يومه الاول " قالها الدكتور آدم بعدما وجدها في تلك الحالة.. احمرّت خجلا وردت " ها..لا أبدا دكتور بالعكس..انّي سعيدة جدا والفضل يعود لك " رن هاتفها وكان الدكتور رائد يناديها فقالت بابتسامة  " عن اذنك دكتور الواجب ينادي " وانطلقت راكضة لغرفة رئيسها..ظلّ يتابعها الدكتور آدم من الخلف واطلق تنهيدة خفيفة حتى اختفت عن انظاره فذهب لمتابعة عمله..
وصلت ريم دقّت الباب ودخلت بعد سماعها الإذن بالدخول.."كنتي جيدة جدا اليوم يا ريم يمكنك الرحيل الان قد انتهى عملك، لكن قبل خروجك عليك تفقد مريضك أولا..واخبريه أنه بإمكانه الخروج" فردّت "حسنا دكتور عن اذنك "..
تمشي متجهة للغرفة التي يستريح بها ذلك الغريب..لا تعلم لما لديها شعور قوي بأنه صاحب الكرة رغم انها لم تره من قبل لكنّها لم ولن تنسى تلك العينين التي شبّهتهما بعيني الصقر..استجمعت انفاسها قبل أن تدق الباب وتدخل لكن!!
" أين هو ؟" خرجت للمرضة وقالت " هل رأيتي المريض الذي كان بهذه الغرفة ؟!" فردت الممرضة بسرعة" اا ذلك المريض الغريب؟ لقد خرج بعد انتهائك من علاجه مباشرة" " ماذاا!!! كيف هذا! من سمح له بالخروج؟..ثم مالذي تقصدينه بالغريب ؟!" فقالت الممرضة " نعم إنه حقا غريب ٱنستي فبعد انتهائك وخروجكم رفقة الدكتور رائد ذهبنا انا والممرضة الاخرى حتى ننقله للغرفة لكنه لم يكن يتحرك كان شاردا بنقطة معينة على السقف رغم مناداتنا له لم يبالي..بعدها فجأة نهض وارتدى جاكيته كأنه لم يقم بجراحة قبل نصف ساعة فقط وخرج دون قول حرف" استغربت ريم ذلك كما زاد يقينها بأنه هو.."حسنا شكرا لكي " قالتها للمرضة ثم توجهت مباشرة لخزانتها كي تغير ملابسها وتخرج..اسرعت بتفقّد الكرة أولا فوجدتها هناك لكن ما لفت انتباهها هو لمعانها الغريب كان اكثر من المعتاد بقليل..اقنعت نفسها بان تلك تخيلاتها فقط ولا يوجد شيئ..هي سعيدة الان لانتهاء يومها الأول على خير وايضا بثناء من مسؤول تدريبها لذا لا شيئ سيعكر مزاجها..
وصلت منزلها ومر الوقت سريعا رفقة والديها تخبرهما عن تجبربتها الاولى بكل حماس ..حان وقت النوم فدخلت غرفتها غيرت ملابسها وهاهي تستعد للدخول لفراشها العزيز ..تفقدت هاتفها أولا فوجدت مكالمة فائتة من رقم غريب..لم تعره اهتماما حتى جائتها رسالة في تلك اللحظة.."ردي الان أنه انا صاحب اللؤلؤة" تلاه رنين الهاتف فارتبكت وصارت تمشي يمين وشمالا من التوتر لا تعلم اترفع السمّاعة ام تفصل بوجهه الخط..

صاحبة عيون الغزال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن