الفصل الثالث. "تهديد"

115 10 2
                                    

حل الصباح يحمل في طياته احاداثا مشوقة..
بدأ باستيقاظ بطلتنا بعد خامس رنين للمنبه و 10 مكالمات من بسمة ..اتخذت حماما سريعا وارتدت سروالا اسود مع قميصا ابيض وفوقه سترة سوداء وتركت شعرها منسدلا ..لفت انتباهها تلك الكرة فوضعتها سريعا داخل الحقيبة وخرجت راكضة لصديقتها التي تنتظرها خارجا..لم تسلم من فقرة التوبيخات طبعا على تأخرها المعتاد ونومها الثقيل..اتجهتا الصديقتان للجامعة بكل حماس خاصة ريم لانها ترى ثمار جهدها وقد خطت خطوة لتحقيق حلمها بأن تصبح طبيبة جرّاحة..
وبينما هي منشغلة مع الأدارة بأوراق التسجيل رن هاتفها معلنا وصول رسالة ما لكنها تجاهلتها حاليا لتكمل ما بيدها..
"اااه بسمة واخييرا لقد نجحت اتصدقين هذا!! سأصبح جراحة وهذا وعد مني.." كانت تقولها وبريق الامل والفرح يضيئ داخل عينيها..
"نعم حبيبتي واثقة من هذا " ردّت بسمة  بابتسامة لفرحة صديقتها الوحيدة..وتابعت " سأذهب الان لقسم التجارة حتى اخذ جدولي هل تأتين معي ام تنتظريني بكافيتيريا الجامعة؟؟"..
" ااا لا بأس سأنتظرك بالكافيتيريا..انسيتي ان عليا استكشاف المكان واخاف ان اتوه " ورمشت بعينيها " لهذا يقع على صديقتي الغالية ان تجوّلني"..
" حسنا..حسنا لا تتحركي انتظريني هناك وسأعود"..ذهبت ريم للكافيتيريا وطلبت كأس حليب مع كعك لانها لم تفطر صباحا واخذت طاولة جانب الباب حتى تراها بسمة عند عودتها واخرجت هاتفها حتى تسجل على موقعها اول يوم لها بالجامعة .. شرقت بالحليب واصفرّت فجأة عند قرائتها محتوى الرسالة التي اتتها سابقا وتجاهلتها..واخذت تقرأها مرة أخرى حتى تصدّق "ريم العابد 19 سنة اول عام لك بدراسة الطب الفتاة الوحيدة لوالديك اسم الاب: خالد..
واسم الام : حسنة ..اظنها معلومات كافية للان حتى تعلمي كم انا جاد.. اريدك على الساعة 11:00 بالضبط بمدينة ملاهي هارف جانب الافعوانية الكبيرة لتسليم امانتي.. ولوحدك لا أريد لمخلوق ان يعلم بأمر الكرة حتى بسمة..أنه تحذير "..
للان لم تستوعب كلمات الرسالة وبدأ قلبها بالشك والخوف فكيف علم تلك المعلومات حتى بسمة صديقتها نظرت للساعة فوجدتها 10:05 انتفضت واقفة بسرعة حتى انتبه إليها بعض الطلاب..
" يا الهي مالذي علي فعله الان من هذا !! هل اذهب؟! علي اخبار بسمة لن اذهب بمفردي "..
" مالذي ستخبريني به؟! ولماذا انتي واقفة؟!" قالت بسمة بعدما اتت ورأت صديقتها سارحة لم تشعر بها حتى ..
" ااه نعم كنت ساقول لكي.."قاطعها وصول رسالة اخرى على هاتفها ففتحتها مسرعة "أظن أنّ تحذيري لم يكفيك هل علي فعل شيئ لصديقتك حتى تصدقي ؟!! وأيضا ان لم تتحركي الان فلن تصلي بالموعد وستندمين " فازداد شحوب وجهها ودقات قلبها حتى لاحظت بسمة ذلك " هل انتي بخير ؟؟ خطف لون وجهك وكأنكي رأيت شبحا ما " بدأت حقا بتصديق ذلك الغريب و ادركت بأنها مراقبة الان فحاولت ان لا تبين لها وابتسمت في وجهها قائلة " لا شيئ فقط قبل أن تأتي أتصل والدي وطلب ان أتي له حتى اختار هدية نجاحي لهذا تحمست قليلا وقد بعث برسالة الان يستعجلني " حاولت قدر الامكان ان يكون الامر طبيعيا وان لا تشك بشيئ .." اا حسنا اسرعي لهديتك يافتاة انني احسدك "
ودعت ريم صديقتها واخذت سيارة اجرة تحثه سريعا لمدينة ملاهي هارف رغم الازدحام الكبير خاصة في ذلك الوقت من النهار..وصلت أخيرا لتجدها 10:55 دقيقة فنزلت راكضة بعد ان كادت ان لا تدفع للسائق من عجلتها..
هاهي امام الافعوانية الكبيرة تلتقت انفاسها وقد وصلت مع الوقت بالتحديد تنتظر اشارة منه اوو تنتظره هو ..
فلاش باك قبل ربع ساعة من الان..
على سطح مول كبير مقابل ملاهي هارف يجلس هناك يراقب مسارها وتحركها وقد علم انها على وصول كل هذا بفضل الكرة البلورية يحمد الله على انها اخذتها معها..
كان سينزل حتى يلاقيها لكن فجأة اتاه اتصال
-"سيدي عليك التحرّك الان قد علموا موقعك ويشكون بانك ستسلم المعلومات, أنهم يقتربون"..
-"حسنا قم بتضليلهم قليلا سأخرج الان "..
عودة للوقت الحالي..
نظرت لساعة يدها..تمام الساعة 11 أين هو!
رنّ الهاتف فجأة رقم غريب .."ياالهي أنه هو بالتأكيد" اجابت فورا فأتاها صوته العميق"الان ركزي معي جيدا..تلك الكرة هي امانة لديك من الان فصاعدا..لن يعلم عنها مخلوق وستضعينها داخل عينيك..لن أستطيع أخذها حاليا لظروف عاجلة لكني ساخذها يوما ما وحتى ذلك الوقت هي امانة لديك..صحيح والدك يعمل محاسبا لدى شركة فوكس للتصدير!! لا داعي لتلك الدهشة على وجهك فاعلم عنك كل شيئ..لهذا ان لم تكوني عاقلة وان لم اجد كرتي عندما اعود فبتهمة صغيرة أستطيع ادخال والدك للسجن"
"مااذااا!! مالذي تقوله يا هذا هل تهددني؟!"
"اعتبريها كيفما شئتي والان الى اللقاء حتى موعد آخر.."
واغلق الخط..ولازالت هي تحمل هاتفها على اذنها تحت واقع الصدمة..
جلست على اقرب مقعد تلتقط انفاسها بعد مكالمته التي خلت توازنها..
"مالذي يفترض بي فعله الان؟! مالذي يريده مني او بالاحرى لماذا انا؟!"
من جهة اخرى كان بطلنا قد اخذ سيارة ويسير بعيدا عن المكان التي هي فيه بعيدا عن المدينة بأكملها..كان تفكيره معها..يفكر هل ما فعله كان الصواب!! قد علّق حياته بها.. فحياته تتوقف عند تلك الكرة..يعلم أنه بامكانه الوثوق فيها حتى دون تهديد فهو قد درس حياتها باكملها فطبعا لم يكن ليتخذ قرارا كهذا دون معرفة لم يكن ليعطي تلك الكرة لأية فتاة..فالمواقف التي علمها عنها تجعله يثق فيها..لكن المشكلة فيه بكل بساطة مهنته تجبره على ذلك..
عند ريم
اتخذت قرارها بأنه مهما يكن تلك امانة لديها ومن حديثه استنتجت انها حقا شيئ ثمين جدا وايضا ايقنت أنه يعلم عنها كل شيئ وربما حتى مازال يراقبها للان وهناك ايضا والدها هي لن تخاطر بان تخسره مرة اخرى وعند هذه النقطة شردت بذكرى كانت تحاول جاهدا نسيانها.."نعم، سأحتفظ بها حتى عودته هذا قراري" كانت هذه كلماتها الاخيرة بعد مرور ساعة كاملة بنفس المكان وقد نهضت عائدة لمنزلها..
وصلت لمنزلها فوجدت والدها في استقبالها اسرعت له تعانقه أو دعنا نقول تختبئ داخل حضنه " شكرا لأنك هنا يا ابي لا تعلم كم احبك.."
"حبيبتي وانا ايضا احبك جدا..هل انتي بخير!؟"
"بخير ابي لا تقلق فقط انا سعيدة لقد اتخذت خطوة لتحقيق حلمي اليوم وسأصبح طبيبة جرّاحة مثلما اردتني.."قالتها بابتسامة صادقة وبريق داخل عينيها ذاك الذي يظهر فقط عندما تتحدث عن حلمها..
عاد لإحتضانها قائلا"ستفعلين يا قرة عين ابيك انا واثق من هذا"..
"اوو ماكل هذا الدلال..الا احصل على مثل عناق والدك ياريم؟!"
ضحكت على غيرة والدتها وقفزت مسرعة الى حضنها.."ايعقل هذا يا ملكة الحنان..اليك اكبر حضن بالعالم" ثم قبلتها على كلا خدّيها" وقبلتين ايضا حتى يشعر ابي بالغيرة قليلا"
ابتسمت والدتها وقالت"حسنا..حسنا اذهبي لتغيري ملابسك واغسلي يديك فالغداء جاهز"..
أخيرا اغلقت على نفسها باب غرفتها وتمددت فوق السرير مغمضة العينين..فأحداث اليوم لازالت تدور داخل عقلها..
اخرجت الكرة تتمعن فيها "ماسرك ايتها الكرة لماذا انا "..
و هنا نادتها والدتها للغداء فتركتها على السرير وقالت "سأعود لأخبأك جيدا كما قال سيدك.. انتظريني"..
اطفأت النور وخرجت غالقة الباب خلفها ولم ترى ذلك التوهج اللامع الذي خرج من الكرة كالمرة السابقة
"صدقيني فأنا ايضا لا اعلم لما انتي بالذات..قد قُلتُها قبلا اختارك القدر..وسنرى مالذي يخبئه لنا "
وانطفئت فور دخولها لإحضار هاتفها ظلت تنظر لها برهة من الزمن وخرجت..

صاحبة عيون الغزال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن