الفصل الاول..

315 16 0
                                    

واخيرا..وضعت راسها على وسادتها الناعمة، لتنعم ببعض الراحة بعد يوم مليء بالاحداث والضجيج..لقد نجحت في مرحلتها الثانوية اليوم وبمعدل ممتاز يخول لها الدخول للكلية التي لطالما حلمت بها وسعت جاهدة لتحقيقها..تستطيع الان النوم براحة بعد عام من التعب ،الارق والخوف من النتيجة ..عليها الان ان تنظم عقلها وتجهز نفسها لحياتها الجامعيه.. كان هذا تفكيرها قبل أن تغط في نوم عميق.
حل الصباح..يحمل معه يوما هاما لبطلتنا الجميلة "صاحبة عيون الغزال" او هكذا ما يطلقون عليها عائلتها واصدقائها فعينيها تنافس عيون الغزال في لونهما وكبرهما..
نهضت "ريم" بكل نشاط ،قامت بروتينها اليومي وارتدت فستانا ابيض يصل الى ما تحت ركبتها بقليل مع حذاء انيق وحقيبة سوداء صغيرة ، وجعلت شعرها الاسود الذي يصل لاخر ظهرها على شكل ضفيرة ..القت نظرة على نفسها في المرآة وابتسمت راضية على طلتها فلطالما احبت البساطة في كل شيء..
"امي امي.انا ذاهبه لبسمة صديقتي.فقد اشتقت اليها كثيرا. لمدة طويلة لم ارها".
"حسنا حبيبتي.استمتعي اليوم فانت تستحقين ذلك بعد جهدك هذا العام، ولا تنسي ان تسلم لي على الخالة فاطمة حفظك الله يا قرة عيني"..
قبلت "ريم" امها واخذت معها تفاحة خضراء لتشق فطرها بها...لم يخلو طريقها من تلقي التهاني والبركات من جميع الجيران وسكان الحي فبطلتنا الصغيرة محبوبة للكل...واخيرا وصلت لمنزل صديقتها وها هي تنتظر ان يفتح لها الباب..
".اااه خالتي فاطمة صباح الخير ،كيف حالك اشتقت لك كثيرا..ولعمي ناصر كذلك..اه بالمناسبه امي تسلم عليك..اين بسمة؟؟!"
"ما هذا يا ريم خذي نفسك قليلا بنيتي ستختنقين، لم تعطي لي الفرصة حتى لارد عليك السلام".فجاه دوى صوت من اعلى الدرج...
"اه قلبي الصغير لا يتحمل خيانة عظمى!! وفي منزلي؟؟! امي وصديقتي الحمقاء من دوني!!!حقا هذا ظلم"
"لا بأس لا بأس.سأراضيك على طريقتي فلماذا انا هنا ياغبية..عن اذنك يا خالتي فلا يمكننا ان نجعل قلب الحمقاء ينكسر".
جرّت "ريم" صديقتها التي تكبرها بعام الى الغرفه لكن بسمة توجهت مباشرة الى شرفتها دون قول حرف..فضحكت على تصرفاتها الطفولية لانها علمت ان صديقتها الحمقاء كما تسميها غاضبة منها...اسرعت لمعانقتها من الخلف قائلة..".اعلم اني مقصره يا اختي سامحيني..تعلمين انني كنت في حاله لا تحسد عليها قبل الامس, ولم يقتصر الامر عليك فقط فاكاد لا اتحدث مع ابي وامي حتى الا للضرورة"
"يا الهي..ما هذا!! وكانك تنتظرين موتك يا فتاة لو كنت اعلم لاتيت واخرجتك من البيت رغما عن انفك..اااه..كفي عن صنع تلك النظرات الطفولية...اقسم لك انت تكسرين الجليد بنظرتك هذه ولا يستطيع احد رفض طلبك وقولي بسمة قالتها"..
"احم احم اعلم هذا " واخرجت لها لسانها..
"اه يا الهي رحمتك,اذا بدات في الغرور الان,لن يخلصنا منها احد" فجأة فتحت بسمة عينيها على مصرعها وصعدت فوق السرير صارخة "يا حمقاء لا تقولي لي انك ستدخلين الجامعة ومعي اقرصيني اقرصيني الان لابد و اني احلم"
تبعتها ريم فوق السرير "اااه حقا!!!!اقرصيني انت اولا فانا ايضا لا اصدق اني سادخل نفس الجامعه معك.. ااي تبا ينتظرنا عام حافل بالمغامرات "..علا صوت صراخهم وفرحتهم  حتى دخل اكرم اخو بسمة عليهم كما هو أخ ريم بالرضاعة...
"ما هذا!!؟ ستكسرون زجاج الغرفة بصراخكم من يراكم الان لا يصدق ان هذين الفتاتين في الجامعه"..
"اووو...انظروا من زارنا صاحبة عيون الغزال هنا ولم يخبرني احد؟؟!" قفزت ريم مسرعه لاكرم"مرحبا ايها الوسيم،كيف حالك؟؟!اشتقت لك ايضا لا تخف لكن!!..اولا وبدون مماطلة" ومدت يدها قائلة.."اريد هدية نجاحي الان..لن ادعك تفلت هذه المرة"..
"رويدك يا فتاة تتحدثين وكانني لم اهديك شيئ من قبل وانا الاسبوع الفارط احضرت لك مجموعة كاملة من الشوكولا المفضلة لديك ومن فرنسا ايضا الا يكفيك هذا ايتها الطماعة"
"اتسمي تلك الشوكولا هديه؟! الست اختك ايها الغبي!!..لقد خاصمتك لاتتحدث معي".وادارت وجهها عنه متصنعة الغضب..
"حسنا حسنا كفي عن هذا واستعدي انت وبسمة ساخذكم للتسوق وكل شيئ على حسابي.."
عادا للصراخ مجددا والقفز على السرير من فرحتهم..اما عن اكرم فقد خرج مغلقا الباب وراء تلك المجنونتين..
استعدتا الفتاتين سريعا وذهبتا رفقة اخيهما..ولم يخلو طريقهم من الصراخ والغناء حتى كاد يتصدع رأس ذلك الاخير..

صاحبة عيون الغزال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن