الفصل التاسع

68 9 2
                                    

لنرى قليلا احوال بطلنا..
كعادته كل يوم في ذلك الوقت رغم عمله الكثيف لكنه يفضي نفسه حتى يتّصل بها ويسمع صوتها الذي يريحه..اصبحت ملجأه في ذلك المكان الموحش وراحته في تعبه..اصبحت ادمان بالنسبة له، لا يكتمل يومه دون الاستماع لها ولتفاصيلها الصغيرة ..يشكر الله الذي وضعها امامه في ذلك اليوم..يتذكّر عيناها التي اسرتاه من النظرة الاولى..تلك النظرة الحائرة وهي تناظره جعلت قلبه ينبض بعد ان فقد الامل فيه ، كان قد همس لها " امانتي لديك احتفظي بها " ظنّ أنه وضع الكرة امانة لديها لكنّه ادرك الان انّ امانته تلك ليست سوى قلبه ، فمنذ تلك اللحظة لم تغادر عقله..
خرج من افكاره واتّصل بها بفضول لسؤالها التالي..
"ماذا!! مغلق !" اعاد الاتصال مرة واخرى واخرى و نفس الرّد..قام بتشغيل ساعته المتطورة المتّصلة مع الكرة البلّورية حتى يعلم مكانها..بدأ بالقلق قليلا حين علم بها في البيت لكن هاتفها مغلق..فاشغل الكاميرا الخاصّة بالكرة حتى يعلم ان كانت هناك..لكن لايوجد!..«غرفتها على حالها منذ الصباح، هذا يعني انّها لم تعد للبيت »..وهنا رنّ هاتفه " سيّدي..عليك القدوم حالا..القائد الاعلى ينتظرك بالمقر"
" حسنا انا قادم "..
دخل المقر بكل خطوات ثابتة وملامح جدّية تربك كل من ينظر له، كيف لا وهو قائد العمليات السرّية..
دخل بعد ان سمع الإذن بالدّخول القى التحية العسكرية فردّها له القائد بكل احترام للواقف امامه فقد استحقّ رتبته تلك بكل جدارة..
" سيد زين، لقد اتتنا معلومات بأن مافيا الشيطان ستوزع غدا كل سلعتها٫ كما ستصدّر منها الى 5 بلدان مختلفة في نفس الوقت..لكنّنا لا نعلم أين ومتى بالتحديد ستقوم بذلك..لذا علينا منع هذا بسرعة "
" نعم سيدي..وماهي الخطة ؟!"
" حسنا لهذا ناديت عليك..يجب عليك احضار المعلومات التي امسكتها عليهم العام الماضي فقد حان وقتها..يجب علينا ايقافها جذريا الان قبل أن تأخذ ارواح المزيد من شبابنا بتلك السموم التي يبيعونها "..
" حسنا سيدي مفهوم، ستكون لديك غدا صباحا " قالها زين وخرج مسرعا يفكر كيف سيصل لها الان..

عند ريم
اكملت سهرتها رفقة اكرم وبسمة ووالداهما حتى وقت متأخر..وهاهي في غرفة بسمة تستنجد النوم لزيارتها بعد نوم صديقتها "اووف، كان علي احضار لؤلؤتي..كيف سانام الان " وعند هذه النقطة تذكّرت اتّصال السيد الغامض
«ياالهي ، كيف نسيته!؟ الهاتف ».. اخذته مسرعة فوجدته لازال مغلقا وبمجرد فتحه وجدت اكثر من عشر اتّصالات من رقم غريب فعرفت سريعا أنه هو..لم تتوقع منه كل هذا الاهتمام ام لعلّه حدث شيئ ما!!..
كانت ستعيد الاتصال حتى رنّ في تلك اللحظة، فخرجت للشرفة حتى لا توقظ بسمة
" اا الو!"
" تبّا لكي يا فتاة..أين كنتي منذ الصباح " ارتبكت امام صوته الغاضب الذي تسمعه لأول مرة..
" مابك يا هذا لما تصرخ " قالتها بهمس كي لا تصدر صوت
"لما تهمسين !"
" ماشأنك؟" بدأ حقا في اغضابها بأسئلته مادخله.
"ممم هكذا اذن " ثم اكمل بصوت هامس ارعبها اكثر " لن اعيد سؤالي أين انتي ؟!"
"اا لقد امضيت اليوم رفقة اكرم والفتيات وانا الان بمنزلهم" قالتها بارتباك شديد لا تعلم لما كل القوة التي تجمعها لمواجهته تختفي فورا بمجرد سماع صوته فمابالك بصوته الغاضب..
" رائع..يعني أنّك الان بمنزل ذاك المدعو اكرم!؟"
" نعم وما المشكلة!؟" ثم خطر ببالها أنه قد يكون فهم الامر بشكل آخر ولا يعلم ان اكرم اخاها فأكملت بسرعة  "هاي انت إنّه اخي بالرّضاعة "..
"اعلم ، لافرق " حمحم ثم اكمل بجدّية
"ريم "
«هل كان اسمي جميل هكذا ؟ اوّل مرة ينادي بإسمي..اللعنة عليكي ياريم ركّزي واعقلي » قالت ذلك في نفسها بعد ان اختلّ توازنها عند قوله اسمها
" نعم "
" لقد حان الوقت " ضرب قلبها عند هذه الجملة تدعي الله ان لا يكون قصده ماتفكر فيه حتى سمعته يكمل  "لإستعادة امانتي " لم تقل شيئ ظلّت صامتة والاف الافكار تدور في رأسها اوّلهم و أهمهم هو عودة الكابوس لها لم تفق الاّ على صوته يناديها فقالت
  " ومتى ؟!"
  " الآن"
  " هل تمزح كيف هذا!، ليست معي قد تركتها بالمنزل "
  " اعلم لهذا عندما ارنّ عليك انزلي سآتي لآخذك " لم تصدّق ما يقول احقّا ستراه الان..لم يترك لها فرصة للرّد حيث قال " سأكون هناك بعد ربع ساعة استعدّي"
  "انتظر، هل تعرف العنوان؟؟ " لم يسمعها أصلا فقد اغلق الهاتف بعد ان قال جملته.. بقت تحدق في الهاتف
  " هل يجب عليه اغلاق الهاتف بوجهي كل مرة ؟! انتي ايضا غبية ياريم بالطبع هو يعلم العنوان "
  ظلّت في الشرفة تنتظر قدومه وفي داخلها حماس كبير لرؤيته..
بعد ربع ساعة بالضبط رنّ هاتفها معلنا وصوله فنزلت مسرعة محاولة عدم إصدار صوت.. وقفت امام المنزل تنظر يمينا ويسار حتى تراه لكنها لم تجده..
  " اووف أين هو! هل يمزح معي " رن هاتفها مجددا فرفعته مسرعة وقالت بانفعال
  "هل تلعب معي ايها الغبي اين انت ؟؟!"
  " الفاظك يا صغيرة ..انتبهي ، التفتي يمينا ماذا ترين؟"
  " لا ارى شيئ..ظلام "
  " حسنا تقدّمي " هل تتقدم أم لا حائرة وبعد صمت قالت
  " هل اثق فيك ايّها السيّد "
  " لو لم تكوني واثقة بي لما نزلتي أصلا " عند جملته هذه بدأت في التقدم نحول الظلام تفكّر بمدى ثقتها به ، تعلم جيدا بأنه على حق لكن هل تثق به لدرجة الذهاب مع رجل غامض مثله على الساعة الواحدة بعد منتصف الليل!..
  " مازلت لا أراك "
  اطلقت صرخة خائفة عندما اشتعل ضوء ما فجأة امام عينيها فأغمضتهما فورا.. قلّل من قوة الضوء فاتّضحت امامها درّاجة نارية أقل مايقال عنها فخمة اختلط لونها مع ظلام الليل ام لعلّها سوداء بطبعها يركب فوقها سيدها وكأنه على صهوة فرس جامح..حاولت استبيان ملامحه لكن تلك الخوذة اللعينة حالت دون ذلك..
  " اصعدي " ومدّ يده يقدّم لها الخوذة الاخرى..تجاهلت يده الممدودة وتقدمت خطوة امامه حتى لامست الدرّاجة النارية وقالت بصوت رقيق هامس..
  " أولا قد ايقنتُ الان بأنك اول مريض قمت بخياطته ، ثانيا لما لم يتنازل السيد الغامض ويرينا وجهه؟! ثالثا وأخيرا" وابتسمت ابتسامة واثقة ثم اكملت " لن اركب معك على هذه الآلة المخيفة " ابتسم هو بدوره تحت الخوذة فلم تلحظه..نزل ووقف امامها مباشرة وهنا قد ظهر فرق الطول الكبير بينهما فهي تصل ممم لحد قلبه ربّما،  وهذا اول شيئ لاحظته قبل أن تبتعد خطوة للخلف لشعورها بمدى هيبته..

صاحبة عيون الغزال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن