الفصل لاول

3K 67 9
                                    

في أفخم مدن القاهرة في أحد منزلها الفخمة تجلس الفتاة ترتدي ثوب طويل بأكمام ذات الوان لأسود، و ترتدي عليه حجاب قصير يلتف حول عنقها بالوان الأسود أيضاً، و يوجد بجوارها ناس كثيرون والجميع يرتدي الملابس بنفس لون ملابس الفتاة كان لون الأسود، و أصوات قرأت (القران الكريم) عالية تملئ المنزل ويظهر أن يوجد مراسم عزاء للموت أحدهم، أردفت الفتاة قائلة من بين بكاء المريع، و قد أحمرت عيناها التي تشبه عسل النحل الصافي، وكانت ترامق أحد الموجودين بغضب..

_يعني إيه ياحضرت المحامي؛ انا و أخواتي هنكون في الشارع.

يرد عليها المحامي قائلا بأسف، و هو ينظر الي شخص ما بارتباك..

_أنا آسف يأنسه بس.. ولدك الله يرحمه، كان ماضي على شيك ب 250 مليون لعمك (فوزي)، و حساب القانون كل حاجة بسم ولدك الله يرحمه هتكون لعمك (فوزي)

تنظر الفتاة إلى أحدهم يجلس أمامها باستحقار و هي تتقزاز من رأيته، بينما أردف الشخص الذي يسمي فوزي قائلاً بضيق من تلك النظرات التي أحرقت وجهه..

_أي بتبصي ليه كدا يا ست (كنوز) هو أنا بسرقكم لا سمح الله، و بعدين ده شغل و الشغل شغل، و بوكي الله يرحمه قبل ما يموت كان داخل في صفقة كبرها وخسارة للأسف، ومكانش في حد غير يساعدوا و أستلاف مني المبلغ الكبير ده علشان يعوض الخسارة اللي هو خسارة، بس.. اللي حصل حصل بقا و الله يرحمه، مات قبل ما يرجع شغله ويرجع لي فلوسي ومن حقي فلوسي ترجع لي، ولا أي ياحضرت المحامي.

ترد التي تداعي (كنوز) قائلا باستفهام؟ ممزوج بالغصب..

_طيب وأنا وخواتي ياعمي ها نعيش أزاي؟ ولا هصرف عليهم منين؟ ده انا لسة مخلصها اول سنه كليه هندسه، يعنى لو عاوزة أشتغل مافيش حد هيقبل يشغلني عندوا.

يرد عليها(فوزي) قائلاً بانفعال، و هو يجلس مكانه بهدوء..

_ اي ياست (كنوز) هو انا بقولك هرمكي أنت و أخواتك في الشارع لا سمح الله، لا طبعاً انتم عيال أخويا من لحمي ودمي وانا مش هارمي لحمي في الشارع للكلاب تنتش في.

تقف (كنوز) وهي تنزع آثار بكاءها بكبرياء ونظرا الي الجميع باستحقار وهي تضم يديها الي صدرها بينما أردفت قائلة بغرور و هي ترفع رأسها الي الأعلى كما لو كانت تريد ان تصعد الي السماء..

_لا متشكرين يأستاذ (فوزي) مستغنيين عن خدماتك ما تتعبش نفسك، و انا أفضل اني أكون في الشارع انا و أخواتي ولا أكون في حضن إنسان جشع وطماع زاي حضرتك، و مش بيهتم غير بالمكسب والفلوس.

❈-❈-❈

و فجأة تصمت (كنوز) عن الحديث، عندما تلقت صفعه قويه علي وجهه من يد قاسية مثل قلب ذلك الذي يدعي انه عما لها والي أخواتها الصغار، تضع (كنوز) يديها على وجهها آثار الصفعة القاسية التي تركت أثار أصابع ذلك المتحجر علي خديها، من أجل أن تذكرها دوماً بها، بينما يصرخ هو في وجهها بغضب قائلاً..

صراع بين عاشق ومغتصب    للكاتبة صباح عبدالله حيث تعيش القصص. اكتشف الآن