مُـعَـلَـقٌ

١٤.وَ كَيْفَ لَا؟وَهُوَ جُونْغِكُوكْ.

Vote please

----------

إِنَّهَا اللَّيْلَةُ الْأُولَى وَحِيدًا.

جَالِسًا تَحْتَ الْأَرْضِ بِمَخْبَأِهِ الَّذِي كَانَ يَمْلَأُهُ صَوْتُ تَذَمُّرِ جُونْغِكُوكْ،
ضِحَكَاتُ جُونْغِكُوكْ،
غِنَاءُ جُونْغِكُوكْ..
كُلُّ شَيْءٍ كَانَ يَرَنُّ فِي أُذُنِهِ ثَانِيَةً تِلْوَ الْأُخْرَى،
وَ لَكِنَّهُ لَمْ يَعُدْ هُنَا بَعْدُ الْآنَ.
قَدْ بَكَى وَ بَكَى،
و كَيْفَ لَا وَ هُوَ جُونْغِكُوكْ؟
طِفْلَهِ وَ اخَاهُ وَ صَدِيقِهِ وَ كُلُّ مَا يَمْلِكُ.
احْرَقْ عَيْنَاهُ وَ اسْتَنْزَفَ كُلَّ مَا بِهَا.
لَحْظَةَ وِلَادَتِهِ كَانَتْ كَالنَّعِيمِ بِالنِّسْبَةِ لِيُونْجِي.
كَانَ جَالِسًا بِحَدِيقَةِ مَنْزِلِهِمْ وَ سَمِعَ فَوْضَى مِنْ دَاخِلِ الْقَصْرِ وَ قَدْ عَلِمَ بِأَنَّ امَّهُ تَلِدُ مَوْلُودَهَا الَّذِي لَطَالَمَا انْتَظَرَهُ.
كَانَ يُونْجِي فِي الثَّامِنَةِ مِنْ عُمْرِهِ وَ هُوَ يَقْفِزُ مُحَاوِلًا الرُّؤْيَةَ مِنْ أَكْتَافِ جَمِيعِ الْخَادِمَاتِ الْمُتَرَاصَّةِ حَوْلَهَا.
كَانَتْ تَصْرُخُ أُمَّهُ لِيَنْدَمِجَ صَوْتٌ آخَرُ مَعَ صَوْتِهَا،
وَ فِي ثَانِيَتِهِ الَاولَى مِنْ الْحَيَاةِ كَانَ يَصْرُخُ.
رُبَّمَا كَانَ يَعْلَمُ بِحَقِيقَةِ هَذِهِ الْحَيَاةِ ،
رُبَّمَا عِنْدَ وِلَادَتِهِ قَدْ كَشَفَتْ لَهُ حَيَاتُهُ الْمُسْتَقْبَلِيَّةُ لِثَوَانٍ؟

كَانَ يَضْحَكُ يُونْجِي بِقُوَّةٍ بَيْنَمَا حَدِيثُ الْوِلَادَةِ بَيْنَ يَدَيْهِ مَغْمَضَ الْعَيْنَيْنِ نَائِمًا فِي مَلَكُوتٍ آخَرَ،مُمْسِكًا اصْبَعْهُ بِكَفِّهِ كُلِّهِ.

أَفَاقَ ذَلِكَ الْجَاثِي مِنْ شُرُودِهِ،
وَ هَوَتِ الصُّوَرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ مُسْتَقِرَّةً أَرْضًا.

رُبَّمَا شَكَّلَهُ كَالْجُثَّةِ؟
انِسَانٍ بِلَا رُوحٍ؟
عَقْلٌ حَاضِرٌ لَكِنْ لَا يَعْمَلُ.

صَامَتْ يَتَنَفَّسُ،
يَمْلَأُ الشُّرُودُ أَرْكَانَ عَقْلِهِ،
وَ الْهَلُوسَاتُ مِنْ قِلَّةِ النَّوْمِ تُطَارِدُهُ.

قَدْ مَرِضَ بَعْدَ رَحِيلِهِ

وَ كَيْفَ لَا؟
وَ هُوَ جُونْغِكُوكْ..

"ايْهَا السَّادَةُ،نَشْهَدُ الْيَوْمَ حُطَامَ الْعَالَمِ.
وَ تَقِفُ أَرْجُلُكُمْ عَلَى جُثَثِ النِّسَاءِ الْفَاسِقَاتِ وَ الِاطْفَالِ بِلَا فَائِدَةٍ وَ الرِّجَالُ الْخَوَنَةِ،
دِمَائُهُمْ قَدْ زَيَّنَتْ الْمَدِينَةَ.
إِنَّهَا زِينَةُ الْعِيدِ!"