١٢.حِصَارٌ

99 10 5
                                    

Vote please

------------

بِالْحَقِيقَةِ،لَمْ يَكُنْ الْحُبُّ دَائِمًا مَا
يُعِيدُ الْمِيَاهَ لِلْجَرَيَانِ بِوُدْيَانِهَا.
لَمْ يَكُنْ الِاعْتِذَارُ كَافِيًا،
لَمْ يَكُنْ رَمْيُ كَلِمَةِ الْأَسَفِ وَ
الْإِمْضَاءِ قُدَمًا يَصْلُحُ مَا حُطِمَ.
حُطَامُ السُّفُنِ ابِدًا لَمْ يَرْجِعْ
بَعْدَ اعْتِذَارِ الْعَاصِفَةِ..

........................


عَودَةٌ بِالزَمَن.
(Flash back)

تَقَيَّدَتْ قُوَّاتُهُ بِمُعَسْكَرَاتِ الْعَدُوِّ،وَ أَخَذُوا جُنُودَهُ كَأَسْرَى بَعْدَ شَنِّ الْحَرْبِ مَعَ الْجَانِبِ الْآخَرِ مِنْ الدَّوْلَةِ.
وَقَفَ مَخْذُولًا أَمَامَ شَعْبِهِ بِأَكْمَلِهِ،
بَيْنَمَا اعْدَائُهُ يُسِرُّونَ بِالْمَدِينَةِ كَالسُّمِّ.

تَمَّتْ مُحَاصَرَةُ جُنُودِهِ الْقَابِعِينَ بِالْخِدْمَةِ الْعَسْكَرِيَّةِ الرَّئِيسِيَّةِ لِلدَّوْلَةِ فِي مَرَاكِزِ الشُّرْطَةِ الْعَامَّةِ،
وَ أَسْلِحَتُهُمْ أَصْبَحَتْ بِلَا جِدَاءٍ.

كُلُّ مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ الْحَيِّ كَانَ مُحَاصَرٌ مِنْ قِبَلِ الْجُنُودِ الِاجَانِبِ مُمْسِكِينَ بِأَسْلِحَتِهِمْ،
الْأَنْوَارِ فِي السُّبُلِ،
وَ الْمُسْتَقْبَلُ مُبْهَمٌ حَتَّى الْآنَ.

الْحِصَارُ كَانَ مُرَكِّزًا عَلَى مَرَاكِزِ الشُّرْطَةِ وَ اخْصُهَا مَرْكَزُ شُرْطَةِ شَارِعِ بُوكْتِشُونْ حَيْثُ أَنَّهُ مَكَانًا لِلْجَذْبِ السِّيَاحِيِّ بِالْمِنْطَقَةِ.

تَلْمِسَ الْفَتَى وَجْهَ أَخَاهُ الْغَافِ بِرِفْقٍ.
كَانَ لَا يُشْبِهُهُ تَمَامًا، وَلَا حَتَّى أَلْقَابُهُمَا مُتَمَاثِلَةٌ.
كَانَتْ التَّشَابُهَاتُ الْبَسِيطَةُ مَا يَرْبِطُ مَظْهَرَهُمَا.
شَعْرٌ أَسْوَدُ وَ بَشَرَةٌ بَيْضَاءَ.

كَوْنِهُمَا مِنْ آبَاءٍ مُخْتَلِفَيْنِ لَمْ يَعُقْ كَوْنُهُمَا يُحِبَّانِ بَعْضَهُمَا رَغْمَ تَبَايُنِ الْالْقَابِ .

تَمَاثَلُ فَصِيلَةُ دَمِهِمَا كَانَ يَكْفِي.

فِي عَالَمٍ خَيَالِيٍّ حَيْثُ الْكُلُّ يَحْيَى بِسَلَامٍ كَانَ هُوَ قَابِعٌ رَاقِدٌ ،بَيْنَمَا الْآخَرُ سَاكِنٌ يُفَكِّرُ بِالنَّجَاةِ.
كَيْفَ سِينْجُو بِحَيَاتِهِ؟
كَيْفَ سَيُنْقِذُ رُوحَهُ مِنْ الْإِنْدِثَارِ؟
كَانَ كُلُّ مَا بِوُسْعِهِ التَّفَكُّرُ فَحَسْبُ.

  مُـعَـلَـقٌ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن