٢٧.حَقيقةٌ.

87 6 4
                                    



"لا تُرسل روحك فإنك فوق اهدابي،
تنام بين أفكاري ، تحوم في رأسي و تهوى في انحاء صدري.
و ما القمرُ سِوا قَلبٌ لعاشق قد تحجر من شدة بؤسه،
انهارت عروقِه و اندثر دمه و تَلهَّب مُتوهجًا بنقاءه.
و في وَهجي قليلٌ من البُهوث،
و كأن ظُلمتي تشع،
و قمري ما أن تَوهَجَ قَد نُفي،
و كأن النور في قلبي و جوانحي و يحول بينهما عظام و دم لذا فأني غير بادٍ.
كأني مُنغمسٌ في طلاء اسود ثقيل،
لا يتركني،
لا يخف،
لا يتبخر،
ولا يقطرُ إلا كل دهرًا،
لا يبتعد و لا يمل،
فإنه يعود
يعيد نفسه و يزرع ذاته بداخلي،
يقودني نحو الأعمق،
و يسحب جسدي نحو ذاك البئر ليبتلع جسدي بعد روحي.
و أنك يا ألمي اللذيذ،
و يا مُعاناتي الحُلوة،
أناشِدُكَ بتركِ قلبي يتألم واعيًا بدل أن يُنهَش فاقدًا لوعيه.
أتوسل إليك،
لا تتركني و اتركني في الآن ذاته،
لا تحرمني لذة شعوري و نشوة نفسي،
ولا تُهلك روحي و تعدمها.
و علمت كم أني ضعيف ولا أقوى سوا بك،
و علمت كم اني ضعيف لأردعك عن قتلي،
و علمت كم أني موهِجٌ بِك.
وهَجُ حرق النيران."

-تايهيونغ.

تَعَمَقَ خاطيًا في تلك الغابة،
يرغب بالهروب بعيدًا،
بعيدًا جدًا عن الإدراك،
عن الصوت الذي يناديه من خلفه،
من الـ
مشفى و من الجلسات الكهربائية.
لحظة!
هو لتوه قد أفاق مذهولًا متوقفًا بمنتصف الغابة بعدما كان يركض،
قد وَعَى مدركًا واقعه المرير الآن في هذه اللحظة،
هو هارب من المشفى،
من سجنه و سالبي سعادته.
لقد تسلل لمنزل الطبيب يونجي القريب من المشفى لكي يقضي الليل به،
و لكن لسوء حظه قد داهمته نوبة و أخرى و أخرى حتى انهار جسده فوق أرضية رواق الطابق العلوي لمنزله.
ليت جلسات العلاج بالصعق الكهربائي تساعده،
لما احترق قلبه و انهار ادراكه بهذا الشكل.
النور يخفُض و الأصوات تنقشع،
و يبقى صوت نبضه يعلو في أذنه حتى انه
يكاد يقسم أن قلبه في رأسه.
الجزء الذي كان واعيًا فيه بدأ يكبُر و يستحوذ على بقية عقله،
بدأ يُدرك ماهيته و حقيقة ما يعايشه،
يونجي ليس عمه الذي أستنكر إعادته لجونغكوك للحياة او الذي يحاول أخذ جونغكوك منه،
جونغكوك لا يعرفه،
و هو لم يقابله عند سور النهر أو شوراع مدينته ولا حتى رافقه بمحل بيع زينة عيد الميلاد.
أكان كله هُراء من نسيج عقله؟
هل هذا حقيقي حتى؟
هو لا يُفرق بعد الآن،
هو لا يمتلك القدرة،
هو حتمًا تَعِب.

____________________

🫣

  مُـعَـلَـقٌ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن