مُـعَـلَـقٌ

٢٣.قطرات.

دماء ،
دموعٌ و دماء.
ارتجافه كان هستيري،كان الوضع خارج عن السيطرة
كيف لجونغكوك ان يتجاهل تلك المهزلة!
كيف له ان يستخف برُهبته بهذا القدر
أم هو حقًا لا يرى الجثة هُناك!
ان الجثة مستنزفة كُليًا،
شاحبة و هالكة،
شفتاه قرمزية مائلة للسواد و شعره الاسود الطويل مُبتل بالدماء،
كانت بعض خصلات الدماء متمردة على جبهته و ووجهه،حتى ان بعض دماءه تسللت لأحد عيونه.
الموقف كان مهيبًا،
تايهيونغ يشعر بكامل جسده ينبض و صدره سينفجر من هول ما فعل،
عيناه تثقل كل ثانية و كأنها صخور في تجويفها،
انتشله من ظُلمات افكاره صوت مياه مُتدفقة من الحمام و كأن احد ما يغسل وجهه ،
التفت ليجد ان البيت فارغ تمامًا من اي شخص،
ولا حتى جُثة يونجي!
تقدم من الحمام بخفة ليرى شخص يقف هناك امام صنبور المياه
هو ساكن جدًا
لا يتحرك و كأن جسده قطعة واحدة لا يحتوي على مفاصل
كان يونجي!
نظر تايهيونغ لوجهه من المرآة الكبيرة المثبتة على الحائط.
كانت عيناه بيضاء و شكله هزيل جدا رغم انه لم يكن كذلك قبل خمس دقائق فقط.
قلبه قد اشتعل مُرتعبًا ينبض بشكل هائج.
"انت خبيث"
سمع يونجي يقل بصوت متحشرج مع صوت طقطقة عظام بشع،
الصوت بالكاد يخرج مهموسًا غير واضح.
كفحيح الأفعى تمامًا.
و لكن الغريب ان شفاة يونجي لم تتحرك بالمرآة امامه.
القى نظرة أخيرة على ظهر الأخر الغارق بدمائه و جرح رأسه الكبير الذي جفت و تجلطت الدماء عليه من جميع جوانبه،
شعره المتشابك حوله و قطرات الدماء التي تقطر من شعره و نهاية ملابسه.
صوت القطرات كان يضرب جوانب عقل تايهيونغ مع كل قطرة تسقط في صمت ذلك البيت،
الصوت كان يعلو اكثر فاكثر في كل ثانية ،
"اللعنة"
صرخ تايهيونغ يرتعد يغطى اذناه و لكن ذلك لم يؤثر بصوت القطرات العالي التي تراقباها عينان تايهيونغ بتوتر.

قطرة
قطرتان
ثلاث

ثم يونجي يلتفت لتايهونغ
سقط قلب تايهيونغ و كأنه توقف.
أصيب بالدوار و عيناه و كأنها تم غزوها من قبل حبيبات سوداء تحجب رؤيتها.
آخر ما رأى هو رأس يونغي الملتف ناحيته بعيناه البيضاء تحدق به.
و سقط فاقدًا لوعيه.