مُـعَـلَـقٌ

٢٤.واقِع.

يرتجف حتى في نومه،
يتخبط قلبه هنا و هناك هو
لم يعد يشعر بأي شيء ،
عقله يعمل بشدة حتى و هو فاقدًا لوعيه،
هو اشبه بآلة تعذيب توضع داخل رؤسنا،
مُجهِدة..مُجهِدة جدًا.
كان أمام الشُرفة الكبيرة بالرواق المُؤدي للطابق الُسفلي.
أفاق من غَيبوبته القصيرة من الرُعب.
مُلقى على الأرض الخشبيه الباردة،باردة جدًا على جسده الذي يرتجف بشدة و كأنه أنهي حرب بيولوجية داخله للتو .
حاول الإستقامة من مكانه مُستندًا على مِرفقه الأيمن و كفه الأيسر.
انكمشت ملامحه بألم.
"إلهي.."
تمتم قائلًا بضعف.
في الواقع الإنسان كائِنٌ ضعيفٌ جدًا،
هو لا يقوى حتى على مواساة نفسه ضد أشواك قلبه،
هو حتى لا يستطيع ان يُفرق بين الحقيقة و السراب بعدما يُذهبه الكحول عقله.
يعيش داخل اللاوعي لفترة طويلة ، العيش داخل السراب و الخيال البارد المُسالم،
و حولك صحراء حارة تحرقك بلفحاتٍ جحيمية.
و لكن ما يُذهب عقل تايهيونغ ما كان كحولًا،
ما كان أي نوع من المُسكرات قط
لقد كانَ ألمُ الماضي الذي يفتت قلبه و يجعلهُ كحبات رمادٍ تتطاير مع لفحات الجحيم تلك،
ولا تعودَ مُجددًا لجسده.
كان يتلاشى ببُطء مع مرور الدقائق.

نظر لملابسه المُلطخة بالدماء الجافة و الشقوق بها التي تُدخل البرد لجسده.
كانت سُترته الصوفية الزرقاء المُزركشة المُفضلة لديه،
و لكنها الآن باتت لوحة مُخيفة من مخلوط الدماء و الدموع كذلك.
اصبح يمشي بخطواته الباردة نحو الطابق السُفلي،
ينظر للأرضية التي يغطيها سائل بُني لزج و تفصله عدة سلالم من الطابق السُفلي.

"جون.."
"جون ـغكوك"
نادى بخوف على الآخر ينجده ليتصنم جسده و التحمت اعضائه فجأة من الصوت الصادر من الباب،
يرى الجسد المُرعب الذي يرهبه بشدة.

دلف ذلك الطبيب لمنزله.
سائل محمر خفيف تستطيع ان ترى تعرجات الأرضية الخشبية من خلاله مسكوب على الأرضية.
كان دبقًا و رائحته حُلوة.
نظر بأرجاء المنزل بدهشة.
من دخل لمنزله و هو بالخارج؟
وضع الأكياس بجانب باب المنزل و تقدم بخفة يجثو بجانب تلك البُقعة الجافة جُزئيا على الأرضية.
وضع اصبعه بخفة يمسح فوق البُقعة و قرب اصبعه من أنفه .
"شاي؟"
تمتم مُتسائلًا.
كان سيستقيم لولا لمحه لجسد بعيد فوق الدرج،
كان الظلام يغلف الجسد المُرتجف و يُحدق به بهلع شديد و حدقتين مُهتزتين.
كل ما ظهر منه هو عيناه اللامعة.

"من انت؟"

____________

هل تايهيونغ بخير؟