تسير هذه الأقدام ببطء و حذرٍ داخل هذا المنزل المعتم ، لم تتبين ملامح المنزل من هذا الظلام الحالك الذي يغطي أركانه فلا يظهر أمامنا سوى هذه الأقدام التي تعدو و هي تحمل في قلب صاحبها الترقب و الحذر
نتوغل داخل المنزل أكثر فيتبين هذا السكين الذي يحمله صاحب هذه الأقدام ، سكين مهترئ كثُر إستخدامه حتى أصبح متصدئاً ، و لكن ما يلفت الإنتباه أكثر هو قطرات الدماء التي كانت تتقاطر من السكين و تنزل على الأرض و كأنها حجارة صلبة
ثم تكمل هذه الأقدام مسيرتها و من حولها تظهر بعض العبارات الحمراء المكتوبة على الحائط بخطٍ كبير و بطريقة تحمل مزيجاً من الكراهية و الشر ، ثم ترتفع السكين لأعلى لتهوي به مرة واحدة على شيءٍ أو شخصٍ ما أمامها مصحوبة بالصراخ و الأنين
............................................................................................................
فتح الرجل عينيه فجأة بعد أن فاق من هذا الكابوس المزعج ، نظر حوله حتى نرى غرفته البسيطة و الأنيقة ، قام الرجل من السرير و إرتدى نعليه و دلف إلى المرحاض ، نظر الرجل إلى المرآة أمامه و قام بغسل وجهه الصارم ، فقد كان الرجل في العقد الثلاثين من عمره حليق الشعر و ضخم البنية و طويل القامة أشبه بأولئك الذين يصارعون بحلبات المصارعة ، إلى أنه بجانب هذه الصرامة يحمل في قلبه بعض الحنان الدفين الذي لا يخرج إلا نادراً
خرج الرجل من الغرفة و جلس على الطاولة منتظراً تقديم الفطور له ، و لكن إنتظاره لم يدم طويلاً ، فسرعان ما قدِمت سيدة في أواخر العشرين تحمل معها صينية كبيرة ممتلئة بالطعام المختلف أنواعه ، كما جاء صبيان صغيران في المرحلة الإبتدائية و جلسا بجوار الرجل و على وجههما علامات الحماس و البراءة
"إردف أحد الصبيان " بابا ....ينفع تلعب معانا إنهاردة ؟
لم يلتفت لهم الوالد و كان شارداً في الهاتف الذي معه يحدق به و كأنه ينتظر رسالة من شخصٍ ما ، ثم أصدر هاتفه رنة صغيرة و ظهر على الشاشة إسم (ريما) ، فإبتسم الأب إبتسامة خفيفة فلاحظته الوالدة التي قطعت إبتسامته في غضبٍ قائلة ( وليد!!.....ولادك بيكلموك ...و بعدين إنت بتبص على إيه ؟؟و بتضحك لمين ؟؟)
إرتبك وليد و بدأت يداه ترتجف و هو يضع الهاتف جانباً و يقول ( إيييه ....مفيش حاجة ) بعدها إلتفت إلى الصبيان يحادثم بوٌُد (إيه يا ولاد ؟؟....كنتو عايزين مني إيه ؟)
رد الصبي الآخر بحماسٍ هادئ يحمل بعضاً من براءة الأطفال ( كنا عايزينك تلعب معانا )
(هو مش إحنا لعبنا إمبارح ؟؟)
(ما إحنا عايزين نلعب تاني )
(لأ مينفعش ....أنا عندي شغل )
نظر له الصبيان بيأسٍ و إحباطٍ و رحلا من أمامهم ، كما قام الرجل من مكانه و أراد الرحيل و لكن الوالدة إستوقفته في غضبٍ و هي تمسك ذراعه (وليد!!...مين إللي كنت بتضحكلها ؟؟)
أنت تقرأ
صاحب الخط الأحمر
Детектив / Триллерتدفع هذه اليد الباب ببطء يحمل بعضاً من الخوف و الهلع ، فصاحب هذه اليد كان يتوقع أن الباب مغلقاً ، و مع ذلك أكمل سيره داخل المنزل و هو لا يدري ما الذي يقبل عليه بدأ يتلفت حوله و إذا أنه يجد المنزل شبه مهدماً و كأن شجاراً قد تم به ، ثم يجد على الحائط...