إنفتحت النافذة ليطل منها ضوء الشمس الساطع الذي غمر هذه الغرفة المعتمة و ملأها بهجة و تفاؤل ، فالصبح ولادة أمل و بداية يوم جديد و تحدي أصعب و هو أيضاً مبعث الإيجابية و الأفكار الجديدة
فبعد أن فتح بدير النافذة حتى عاود الجلوس على مكتبه و هو يضع كلتا يديه أسفل ذقنه محاولاً إعتصار عقله و إستخراج مزيداً من الأفكار ، إلى أن قطع شروده صوت الباب و هو يُفتح لتدخل منه إيمان حاملة معها ملفاً به بعض الأوراق و هي ترتدي فستاناً أسوداً أنيقاً ، تقدمت إيمان ناحية بدير و مدت إليه الورق قائلة( ده الملف إللي فيه كل حاجة عن بشير )
أومأ بدير رأسه و هو يأخذ الملف و يتفحصه من بعيد ، ثم نظر إلى ساعته و تفاجأ من تأخر الوقت بعض الشيء ، فقام من مكانه قائلاً (طيب يلا ....يلا نروح العزا الأول ....و بعدها نشوف موضوع الملف ده )
بدأ بدير يرتدي سترته بينما كانت إيمان تنظر له بشيء من الحيرة التي لم تستطع تحملها فهمت بالسؤال ( بدير بيه ...)
إلتفت لها بدير بعد أن كان على وشك الذهاب من الغرفة ، فقالت هي ( هو إحنا ليه هنروح العزا ؟؟)
تقدم بدير بضع خطواتٍ للأمام حتى توقف عند نقطة و نظر إلى إيمان قائلاً ( العزا ده أهم حاجة ...مش انا علمتِك إننا لما نحقق في قضية لازم نكون عارفين كل حاجة عن إللي إتقتل ؟؟...أهو العزا ده بقى هو إللي هيعرفنا )
نظرت له إيمان محاولة إستيعاب ما يقول ، و إستمرت في حالة من الصمت حتى رحل بدير من أمامها و تبعته هي الأخرى
..................................................................................................................................
داخل أحد القاعات الكبيرة نسبياً و التي كانت تعج بالأشخاص من كل حدبٍ و صوب و من كل الأجناس و الأعمار ، كانت هذه الأشخاص تنعي وفاة هذه الأسرة البسيطة بعيونٍ تملأها الأحزان و الآهات ، فقد إمتلأت القاعة بأصوات الشيوخ التي كانت تقرأ القرآن بصوتٍ عزبٍ يبعث الآمان و الإطمئنان ، كما كان هناك أيضاً العديد من الأشخاص التي تحمل كؤوساً من القهوة و تقوم بتوزيعها على المعازيم
وسط هذا كله كان وليد يجلس في أحد الأركان منكباً الرأس ينظر إلى صورة أولاده بعد أن جفت عيناه من الدموع من كثرة البكاء و الحزن ، إستمر شروده لفترة من الزمن حتى قطعته إيمان و هي تجلس بجواره قائلة (أنا جيت مخصوص هنا عشان أعزيك بنفسي )
نظر لها وليد و لم يعقب ، ثم أعاد النظر إلى صورة والديه ، فقالت إيمان يآسة ( طب إنت عامل إيه دلوقتي ؟؟)
( مشلول ...مش عارف أعمل حاجة )
قالها وليد بنبرته التي لم تخلو من الإستسلام و القهر ، ربطت إيمان عليه قائلة ( للدرجادي إنت كنت بتحبهم ؟؟)
بدأ وليد بالبكاء الخفيف متذكراً أولاده و كيف كان يلعب معهم في الحديقة بكرة القدم ، تذكر كيف كانا يحبانه و يطلبان منه اللعب معهم مجدداً ، تذكر كيف كانت أسرته مثالية و سعيدة إلى أن حدثت هذه الواقعة التي دمرتهم
أنت تقرأ
صاحب الخط الأحمر
Mystery / Thrillerتدفع هذه اليد الباب ببطء يحمل بعضاً من الخوف و الهلع ، فصاحب هذه اليد كان يتوقع أن الباب مغلقاً ، و مع ذلك أكمل سيره داخل المنزل و هو لا يدري ما الذي يقبل عليه بدأ يتلفت حوله و إذا أنه يجد المنزل شبه مهدماً و كأن شجاراً قد تم به ، ثم يجد على الحائط...