مرُت بضعة أيامٍ أخرى تتخللها مزيداً من الصبر و التفكير ، فكلما ظن المحقق أنه قد عثر على المذنب حتى يظهر شيء آخر لم يكن في الحسبان ، فبعد أن تم القبض على الشيخ بشير و محاكمته بالسجن لمدة عام على أن تستأنف المحكمة لتصدر الحكم النهائي ، إلى أن هذا الحكم لم يُرح وليد بتاتاً
فبعد إصدار الحكم كان وليد يستشيط غضباً و كأنه يريد النيل من هذا المجرم بأسرع وقتٍ ممكن ، فأخذ ينعت القاضي و يشكك في عدالته ، و بعد إنتهاء الجلسة كان وليد يسير وراء بدير قائلاً بغضب (يعني إيه مأخدش إعدام ؟؟.....يعني الحيوان ده يقتل مراتي و عيالي و في الآخر ياخد سنة بس !!!)
إلتفت له بدير و آشار يده لتهدئة روعه (وليد إهدا ....الجلسة لسة مخلصتش )
قال وليد أكثر غضباً ( و أنا هستنى الجلسة لما تخلص ؟؟....أنا عايز حق مراتي و عيالي ....و لو الحكومة معرفتش تجيبه أنا هجيبه بنفسي )
غضب بدير و قال ( وليد !!....بشير مش هو إللي قتلهم ....بشير كان في المسجد بيصلي ساعة إرتكاب الجريمة ...)
قطعه وليد بسخرية تحمل كثيراً من السخط و الغضب ( بيصلي !!....و إنتو بسهولة كدة صدقتوه ؟؟)
قطعته إيمان التي كانت تستمع إلى ضجيجهم و شجارهم في منتصف قاعة المحكمة ، فلا يجب أبداً الشجار في مثل هذه الأماكن العامة ، قالت إيمان و هي تمسك بكتف وليد ( وليد ....مينفعش تتكلمو هنا ....أنا هبعتلك عنوان مطعم و تقابلني هناك وقت ما تحب إنهاردة ....و هناك نتكلم على رواقة ...تمام ؟؟)
نظر لها وليد و أومأ موافقاً بينما ملامح الغضب لا تزال على وجهه و التي تجعله يسير من أمامهم في غضب
.....................................................................................................................................................
حل المساء و كانت إيمان تجلس أمام طاولة في إحدى المطاعم البسيطة و الأنيقة ، و كان أمامها فنجانين من القهوة ، واحد منهم لها و الآخر للشخص الجالس أمامها و الذي كان وليد
يجلس وليد أمامها بعد أن إرتدى قميصاً أبيضاً يميل إلى الزرقة ، و كانت بعض أزراره التي تقترب من عنقه مفتوحة لتعطيه مزيداً من الوسامة و الأناقة ، بينما إكتفت إيمان بإرتداء سترة بسيطة و عليها القلادة التي تحبها ، فهي لم تعطي لهذا الموعد أهمية إلا لأنها تريد معرفة بعض المعلومات عن وليد
بدأ وليد بالحديث عن مدى سخطه و غضبه من هذا الحكم مؤكداً على كره الشيخ له و قيامه بالعديد من الأفعال المشينة ، كذلك بدأ يتكلم عن مدى حبه لزوجته و أولاده و كيف أنه لا يستطيع العيش بدونهم بطريقة يوٌد من خلالها إستعطاف قلب إيمان لكي تساعده
و لكن إيمان لم تكن تنصت له أبداً ، فقد كانت عيونها منصبة على الهاتف الخاص بوليد و الذي كان يرن بإستمرار و يقوم وليد بإطفاء المكالمة و تغطية الهاتف الذي كان يظهر عليه إسم المتصل و الذي كان " ريم
أرادت إيمان التصرف بسرعة قبل إنتهاء الموٌعد ، فنظرت إلى وليد و إستأذنت قائلة بتردد (إييه ....أستاذ وليد ....أنااا....موبايلي الرصيد بتاعه خلص و أنا عايزة أعمل مكالمة ضروري ....ممكن أستلف بس موبايل حضرتك و هرجعه تاني ؟؟)
نظر لها وليد بحيرة و قال ( إيبيه ...موبايلي !!)
و لكنه لم يجد أمامه سوى الموافقة ، فأعطاها الهاتف لأنه يثق بها و يظن أنها ستساعده بهذه المكالمة ، أخذت إيمان الهاتف و تركت حقيبتها أمام وليد لكي تضمن له أنها لن ترحل بعيداً ، ستبتعد فقط كي لا تزعجه بحديثها و لكي تتكلم بدون خجل
.................................................................................................................................
خرج إيمان من المعطم و أوٌلت ظهرها لوليد الذي كان يراقبخا من الخراج يعبونه
فتحت إيمان الهاتف و بدأت تعبث حتى أخرجت الرقم الخاص بآخر متصلٍ به ، ثم فتحت هاتفها و كتبت هذا الرقم عليه ، و لكنه لم تنسى أن وليد يراقبها فوضعت الهاتف على أذنيها و تظاهرت بالحديث بعض الوقت مع إحدى زميلاتها إلى أن عادت إلى الطاولة مجدداً تحاول جاهدة أن تغطي ما بدا على وجهها من إرتباكٍ و توتر
.................................................................................................................................................
دقت الساعة الثانية عشرة منتصف الليل ، و بينما كان الكل مغطاً بالسبات العميق كانت إيمان تجلس أمام حاسوبها و بجانبها كوباً من الشاي يساعدها على مواصلة بحثها و معرفة علاقة هذه الفتاة بوليد
و إستمر بحثها عدة ساعات إلى أن عرِفت صاحبة هذا الرقم و فتحت صفحتها على إحدى منصات التواصل الإجتماعي
و لكن ما رآته كان صادماً ، فقد وجدت العديد من الصور التي تجمع بين هذه الفتاة و وليد ، و لم تكن مجرد صور عادية ، حيث كان وليد يحتضنها في بعض الصور و ينظر لها نظراتِ حبٍ عابرة في صور أخرى
ثم تذكرت كيف كان وليد يخبرها عن حبه لزوجته بطريقة تظن بها أن حبهم كان يشبه حب قيسٍ لليلى ، فياله من كاذبٍ بغيضٍ يقوم بإيهامها بهذه الخرافات
إن ما عرفته إيمان اليوم جعلها تتوق شوقاً لقدوم اليوم التالي و محاسبة هذا الذي يُدعى وليد لتلقيفه هذه الخرافات و إخفاءه لحقيقته السيئة
أنت تقرأ
صاحب الخط الأحمر
Mystery / Thrillerتدفع هذه اليد الباب ببطء يحمل بعضاً من الخوف و الهلع ، فصاحب هذه اليد كان يتوقع أن الباب مغلقاً ، و مع ذلك أكمل سيره داخل المنزل و هو لا يدري ما الذي يقبل عليه بدأ يتلفت حوله و إذا أنه يجد المنزل شبه مهدماً و كأن شجاراً قد تم به ، ثم يجد على الحائط...