أن تبقى وحيداً لا يعني أنك لست شخصاً جيداً ، فالناس تتعارف و تتقابل مع من بشبهونهم أو من يعجبوا بصفاته و شهرته ، فالإجتماع و المقابلة هي سمة من سمات المجتمع ، و لكن هذا لا يعني أن الجلوس وحيداً بدون رفقة أو صحبة من الأمور السيئة ، فالجلوس وحيداً يعني الإسترخاء و التفكير فيما سيحدث
و لكن الوحدة لفترة طويلة قد تؤدي إلى الغرق في التفكير و هذا قد يؤدي إلى الإنتحار ، هكذا كانت حياة أسامة بعد أن تخلٌى عنه والداه و هو في السابعة ليكمل هو حياته مع جده الذي رباه حتى أصبح يافعاً و لكنه توفي قبل أن يرى حفيده في بذلة عرسه يحتضن زوجته
بعدما توفي جده ، عاش وحيداً في ذلك المنزل الكبير نسبياً و الذي كثرت به المهملات و الفوضى بسبب عدم دخوله للأيادي الناعمة ، حيث كان المنزل جافاً لا يوجد به أي إيجابية و في منتصفه يجلس أسامة على الأريكة مستلقياً يُقلب بين قنوات التليفزيون و أمامه طبق مليء بالمسليات إستعداداً للسهرة على أحد الأفلام كي يهرب من ضغوط الحياة و همومها
إعتدل أسامة في جلسته فجأة إثر سماعه لصوت دقات جرس الباب ، فقام من مكانه متكاسلاً يفتح لهذا الذي قطع متعته
إنفتح الباب و دخل وليد المنزل دون أن يطلب إذناً من أسامة مما يدل على قرب الصداقة و الحميمية بينهم
قال وليد مندفعاً ( مفيش حد غيرك هيعرف يساعدني )
جلس وليد على الأريكة بينما كان أسامة واقفاً أمامه ينظر له بحيرة و يقول ( في إيه يا وليد ؟؟) ثم جلس بجواره مع إستمرار نظراته الحائرة
قال وليد بغضب ( الزفت إللي إسمه بدير ده ....قال إنه بيتهمني في قتل ولادي و مراتي ....فاكرني مجنون ده ولا إيه ؟؟)
حاول أسامة تهدئة روعه قائلاً ( إهدى بس ....هو بيتهمك ليه أصلاً ؟؟)
( عشان موضوع ريما إللي قولتلك عنها )
تحوٌلت ملامح أسامة إلى الحيرة قائلاً ( ريما !!!....هما عرفو إزاي ؟؟)
أعاد وليد ظهره إلى الوراء قائلاً ( لاااا....ده موضوع كبير أوي ...إعملي بس كوباية شاي الأول عشان حاسس بصداع هيموٌتني )
أومأ أسامة رأسه متفهماً و قام من مكانه متوغلاً إلى المطبخ ليعد لهما قدحتا من الشاي الساخن
............................................................................................................................................
بعد رحيل أسامة ، قام وليد من مكانه لإحساسه ببعض الملل و رغبته الشديدة في التجول في المنزل و إستكشاف ما به ، فهو يظن أن هذه الطريقة قد تخفف قليلاً من توتره
بدأ وليد يسير في أرجاء المنزل و يمسك الأنتيكات و التماثيل المليئة بالأتربة ، كما كان يشاهد صور أسامة في طفولته مع جده داخل أحد الأطر الأنيقة ، أمسك وليد بالصور و بدأ يبتسم و يضحك على أسامة بصوٌره الطفولية الساذجة و البريئة
أنت تقرأ
صاحب الخط الأحمر
Mystery / Thrillerتدفع هذه اليد الباب ببطء يحمل بعضاً من الخوف و الهلع ، فصاحب هذه اليد كان يتوقع أن الباب مغلقاً ، و مع ذلك أكمل سيره داخل المنزل و هو لا يدري ما الذي يقبل عليه بدأ يتلفت حوله و إذا أنه يجد المنزل شبه مهدماً و كأن شجاراً قد تم به ، ثم يجد على الحائط...