الجزء الثامن

36 8 0
                                    

تتقدم خطوات أنثوية بسرعة داخل أحد المستشفيات العريقة ، خطوات سريعة غاضبة تُعرب عن إستعجال صاحبها و سخطه ، توقفت الأقدام عن السير حين وصلت إلى أحد مكاتب الإستقبال لتظهر لنا إيمان صاحبة هذه الأقدام و التي غزا ملامحها الغضب الشديد 

( فين الدكتور فرج ؟؟)

قالتها إيمان مندفعة و لكن الرجل الذي كانت تخاطبه حاول تهدئتها بقوله ( إهدي يا أنسة ...هو شوية و هيكون موجود )

قطعته إيمان أكثر غضباً ( فين المسئول عن التحاليل إللي طالباها بقالي إسبوعين ؟؟)

إستمر جدالها و صياحها فترة قصيرة إلى أن جاءها أحد الأطباء مرتدياً هذا البالطو الأبيض و السماعات على رقبته و على وجهه تلك النظرات المستطيلة التي تعير عن الإجتهاد و الصورة النمطية للأطباء 

قال الطبيب ( أيوة يا أنسة إيمان .....في حاجة ؟)

(أيوة !!....فين التحاليل بتاعة الجريمة ؟؟......المفروض إن التحليلات دي تطلع من بدري )

إرتبك الطبيب قليلاً و قال محاولاً تهدئة روعها ( أنااا ....أنا آسف و الله ....بس كان عندنا شوية مشاكل كدة ..)

قطعته إيمان ( مليش دعوة بمشاكلكو ....التحاليل دي مهمة جداً للقضية  ....و لوإتأخرت عن كدة أنا ممكن ...)

قطع حديثها صوت رنين هاتفها ، نظرت إلى الهاتف و وجدت بدير يتصل بها ، فتحت المكالمة و قالت ( أيوة يا بدير بيه ....إيه !!!....إزاي ؟....مين هو ؟....ط...طب خلاص خلاص ....أنا خلاص جاية )

أغلقت المكالمة و هرولت مسرعة من المستشفى دون أن تحاسب الأطباء على تقصيرهم الغير معتاد 

...............................................................................................................................................

داخل غرفة ضيقة معتمة تبعث في النفس الرعب و الشجون ، و على طاولة صغيرة مستديرة تعوٌدنا الحديث عنها ، إنما هذه المرة وجه جديد يقطنها ، وجه تكتنفه ملامح الظلم و الحسرة ، يضع يديه أسفل ذقنه و هو لا يكاد يصدق ما يحدث به ، لا يصدق كيف وصل به الحال إلى هذه الغرفة التي لم يتوقع أبداً دخولها 

قطع شجونه صوت فتح الباب و دخول بدير و على وجهه علامات الوقار و الرهبة ، جذب بدير الكرسي القريب من الباب و جلس عليه موٌلياً وجهه للمتهم الجالس أمامه و يقول له في صرامة ( يعني إنت طلعت بتحبها ....مش كدة ؟؟)*

ظهر أسامة أمامه يومئ برأسه إيجاباً 

( و طبعاً عشان هي كانت رفضاك و مش عايزاك ...فقررت إنت إللي تتهجم عليها و تقتل عيالها عشان تنتقم منها .....لأ و إيه كمان لعبت دور الضحية و إتصلت بالبوليس )

بدأ بدير القهقهة قليلاً بينما كان أسامة ينظر له في شجونٍ و لا يعلم ما الذي سيقوله 

أكمل بدير ( أتاريك كنت عمال تعيط في العزا أكتر من جوزها ...أكيدمكنتش قادر تستحمل الجريمة إللي عملتها )

صاحب الخط الأحمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن