الجزء السادس

35 5 0
                                    

يجلس بدير على مكتبه و عيونه شاردة مشرئبة تتطلع إلى الحاسوب الذي أمامها بتركيزٍ بالغ حتى بدأت عيونه تجف من قلة الدموع التي نتجت عن التحديق بحدة ، فقد كان يُعرض على الحاسوب مشاهد لخطبة الشيخ عبد الله كاملة ، و كان بدير يقوم بتقديم الفيديو ثم تأخيره و هو يلاحظ عدم وجود وليد في بدايته 

دخلت إيمان المكتب مستأذنة و على وجهها ملامح الحيرة و القلق ، إقتربت إيمان من بدير و قالت بإندفاعة هادئة بعض الشيء (بدير !!....في حاجة لازم تعرفها )

إلتفت لها بدير و قال متسآلاً ( في إيه ؟؟)

أخرجت إيمان هاتفها و فتحته و بدأت تُقلب به قليلاً قبل أن تعطيه لبدير قائلة ( بُص على الصوٌر دي ....وليد بيضحك علينا و طلع بيحب واحدة على مراته )

نظر بدير إلى الهاتف و ظل صامتاً يفكر فيما تقول ، ثم أومأ رأسه قائلاً ( يبقى أنا تخميني صح )

عاد بدير إلى حاسوبه و بدأ يُقلب به و يقول ( وليد مكنش في الشغل ساعة إرتكاب الجريمة ....بوصي ....الخطبة كانت الساعة واحدة ....بس وليد مكنش موجود ....و جيه الساعة إتنين و نص ....و كان جاي مستعجل عشان عارف إنه متأخر )

علت الحيرة ملامح إيمان التي بدأت تقول مترددة (طب ....إحنا هنعمل إيه دلوقتي ؟؟)

..................................................................................................................................................

عُدنا مرة أخرى إلى غرفة التحقيقات و التي كثُر التردد عليها في إطار المحاولة لكشف لغز هذه الجريمة ، و لكن هذه المرة كان وليد من يجلس عليها و ينظر حوله في قلقٍ يختلط بالغضب و الحيرة 

و لم يكن هادئاً في مقعده ، حيث أنه لم يتوقف عن الزمجرة و التساؤل عن سبب مجيئه متعللاً بتعطيلهم عن البحث عن هذا القاتل 

دخل عليه بدير و معه أحد من العساكر ، ثم جلس أمامه يطلب منه التهدئة من روعه و أن جلوسهم لن يكون سبباً في تعطيله إلا بضع دقائق معدودة ، ثم بدأ السؤال بحدة ( كنت فين ساعة إرتكاب الجريمة ؟؟)

تغيرت ملامح وليد و إنقلب وجهه إلى اللون الأصفر و هو يقول ( كنت....كنت في الشغل )

حاول بدير تهدئة نفسه و أعاد السؤال ( طيب ....هسألك تاني ....كنت فين ساعة إرتكاب الجريمة ؟؟)

( في الشغل ....و الله كنت في الشغل )

قطعه بدير و هو يضرب بيديه على الطاولة ( كداب ....إنت روحت الخطبة متأخر ساعة و نص ....و في صوٌر بتأكد إنك على علاقة ببنت تانية إسمها ريما ....مش كدة ؟؟)

نظر وليد أسفله في حجلٍ و بدأ يبتلع ريقه و يدور بحدقتا عينيه في كل مكان كي يعتصر ذهنه و يخبرهم بكذبة أخرى تخلصه من هذه الورطة ، إستمر وليد صامتاً بعض الوقت إلى أن نفذ صبر بدير ، فقال بنبرة صارمة تحمل بعضاً من التهديد و الوعيد ( هااا....لسة بردو مش عايز تقول الحقيقة ؟؟.....ولا أبعت الكلام ده للمحكمة و أقولهم إنك إعترفت بقتل مراتك و عيالك ؟؟)

صاحب الخط الأحمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن