في مكانٍ مظلمٍ إكتظت به رائحة عفنة إجتمعت مع أصوات الحشرات الليلية المزعجة ، و في مكانٍ ضيقٍِ مليءٍ بالأتربة و المباني الغير مكتملة البناء ، و في أحد زوايا هذه البنايات كان يقف بدير و وراءه بعضاً من ضباط الشرطة مختبئين يستمعون إلى هذا الحديث في إهتمام و ترقب
( أنا كدة يا باشا عملت إللي عليا ....المفروض آخد نصيبي بقى )
(متقلقش ....نصيبك أهو )
أخرج الشيخ بشير حزمة من النقود و أعطاها لهذا الرجل الماكث أمامه ، ثم أكمل كلامه ( بس مش عايز أشوف وشك هنا تاني ....مفهوم ؟؟)
عدنا مرة أخرى إلى بدير الذي كان يستمع إليهم و يقول للضابط الذي خلفه بنبرة آمرة (روح هاتلي الراجل ده قبل ما يهرب )
أومأ له الضابط و تحرك و أخذ معه أحد الكتائب ، ثم إبتعد الرجل من أمام الشيخ بشير ليبقى هو في الساحة وحده ، و قبل أن يهم بالرحيل وجد العديد من الضباط تكتنفه من كل حدبٍ و صوب يتوسطهم بدير الذي كان ينظر إلى بشير بعيون تملاءها النصر و الغضب ، إنتفض الشيخ بشير و إرتعد خوفاً و لكنه لم يستطع الهرب من قبضتهم
....................................................................................................................................
(إيه علاقتك بالشيخ عبد الله و الحارس بتاعه ؟؟)
قالها بدير بصرامة للشيخ بشير الماثل أمامه على الطاولة بعد أن إصفر وجهه من كثرة الخوف
قال الشيخ بتردد (إ....إ..علاقتي )
قطعه بدير بغضب و هو يقترب منه (عارف إن إنت كنت بتكرههم ...عشان كدة قتلت مرات الحارس و عياله ....مش كدة ؟)
علت الصدمة و الذهول ملامح بشير و هو يقول (ق....قتل ....قتل إيه ؟؟....أنا مقتلتش حد .....ولله مقتلت حد )
(أومل الراجل إللي كان قدامك ده إديتله فلوس على إيه ؟؟)
إبتلع بشير ريقه و ظل صامتاً لا يجد ما يقوله ، فأخذ يردد (عشان .....عشان ...)
قطعه بدير بصوتٍ عالٍ د(عشان إيه ؟؟)
(عشان كنت عايزه يعملي فضيحة للشيخ عبد الله على السوشيال ميديا .....و الله العظيم هي دي الحقيقة )
رد عليه بدير بسخرية (فضيحة أه ....فضيحة ....عموماً الراجل معانا .....لو الراجل قال حاجة غير إللي بتقوله هتتحبس ....و لو قال إللي بتقوله هتتحبس بردو ....بس ده مش موضوعنا ....إيه حكاية رسايل التهديد إللي كنت بتبعتها للحارس بتاع الشيخ عبد الله ؟؟)
بدأ بشير يحرك بؤرة عينيه بعد أن كست ملامحه علامات الحيرة و هو يقول (رسايل تهديد !!....أنا مبعتش حاجة ....دول أكيد عايزين يوقعو بيا ....مش مكفيهم إللي عملوه )
(مين دول إللي عايزين يوقعو بيك ؟؟)
(الشيخ عبد الله و الحارس بتاعه ....و الله العظيم يا باشا أنا بريء )
أنت تقرأ
صاحب الخط الأحمر
Mystery / Thrillerتدفع هذه اليد الباب ببطء يحمل بعضاً من الخوف و الهلع ، فصاحب هذه اليد كان يتوقع أن الباب مغلقاً ، و مع ذلك أكمل سيره داخل المنزل و هو لا يدري ما الذي يقبل عليه بدأ يتلفت حوله و إذا أنه يجد المنزل شبه مهدماً و كأن شجاراً قد تم به ، ثم يجد على الحائط...
