المُقدِمةُ

6.6K 300 81
                                    












لم تسمحِ الفرصةُ لأحدنا أن يختارَ بِدايتهُ ، جميعُنا نُلقى هكذا ، و بلا أي تخطيطٍ مُسبقٍ نجدُ أننا نضطرُ لمواجهةِ ما جئنا إليهِ ،

الكتبُ تتحدثُ و البرامجُ كذلك عن كيفَ أنهُ علينا أن نكونَ أقوياءَ و نواجهَ مهما كانَ ما يعيقنا أو يجعلنا نبكي طويلًا في ليالينا الباردةِ ...

و لكن الأمرَ في النهايةِ نسبي ، الكتبُ و البرامجُ لا يعرفونَ ما يتحدثونَ عنهَ ، هم لديهم تصورٌ واحدٌ للمواجهةِ ، و هو عدمُ ترك مشاقِ الحياةِ تنسينا سعادتنا، 

و لكن أليسَ التحلي بالأملُ يحتاجُ حظًا؟ كأن تربتُ والدتكَ على كتفكَ في نهايةِ يومٍ سيءٍ ، أو أن تحصلَ على وجبةٍ لذيذةٍ بعد بكاءٍ طويل،  الأملُ لا يصنعُ نفسه،  الأملُ يحتاجُ عواملَ صغيرة لا أملكها حتى...

و بذكر الليالي الباردة، هل الجميعُ يملكُ ليلتهُ الباردةَ كما أفعل ؟ عندما يُدركُ تمامًا في منتصفِ الليلِ أنّ الماضي مؤلم ، و الحاضرُ يمضي بسرعةٍ ، و المستقبلُ غير قابلٍ للتنبؤِ ،

أتساءلُ دائمًا في الليلِ لمَ هجرتنا أُمي ؟ هل كنتُ طفلًا سيئًا ؟ هل كرهتني لهذهِ الدرجةِ يا ترى ؟ كي تلقي كل شيءٍ وراءها و تتركني أبكي على الأرضِ ؟

و بعدَ التفكيرِ بالأمرِ ، أنا أملكُ نهارًا باردًا حزينًا كذلك .. رؤيةُ والدي يطهو الفطورَ و ساقهُ مبتورة بسببِ إصابةِ عملٍ لم يعوضنا أحدٌ عليها ، و رؤيةُ جدتي تخيطُ جواربَ الجيرانِ الممزقةِ ليتصدقوا علينا ببضعِ عملاتٍ ،

ثم خروجي قبل شروقِ الشمسِ لتوزيعِ الجرائدِ ، و الحصولُ على نباحِ الكلابِ القبيح، ثم العودةُ جريًا للمنزلِ و تجهيزُ نفسي للمدرسةِ بسرعةٍ متناسيًا تصفيفَ شعري ،

بعدها أتأخرُ عادةً ثم أُعاقبُ بتنظيفِ الساحةِ الخلفيةِ و سماعِ تعليقاتِ الطلبةِ الأكبرِ مني بأن المدرسة لا تحتاجُ منظفًا ما دمتُ موجودًا ،

أعني نهاري يؤلمني كذلك ، إنهُ مكتظ بالصعوباتِ ، و يجعلني أرغبُ بألقاءِ نفسي وسطَ الشارعِ الرئيسي ، و لكن لا شارعَ رئيسي في قريتي في بوسان ، لا شيءَ هنا سوى بؤسي.

" جيمين حبيبي ، ستتغيرُ حياتنا !" و هذا ما قالهُ والدي ذاتَ صباحٍ بينما يبكي مع جدتي ، و لم أفهمْ حينها ،

أكان يعني للأفضلِ أم للأسوأ؟











...

الرواية رح اتأخر شوي قبل لا انشرها :(

اتمنى عجبتكم المقدمة ، و أأكد لكم أنكم مو عارفين ولا شي عن الرواية بعد ، بس حابة اشوف ايش فهمتو من المقدمة .

كونوا بخير..

The Ninth Doll | الدّمية التّاسعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن