لا تَتَدخلْ

2.3K 242 85
                                    



ليسَ خطأي أني لستُ كافيًا




في الظلمةِ يبكي بلا هوادةٍ ، و لا نورَ إلا نورًا أصفرًا ينبعثُ من ظهرٍ امرأةٍ تقفُ أمامهُ ،

تخطو للأمامِ و تبتعد ، و الطفلُ يصرخُ و يصرخُ و لكنهُ لا يسمعُ شيئًا سوى قرع خطواتِ كعبها الذي يبتعد .

" أمي .. أمي .. سأكونُ طفلًا جيدًا أرجوكي عودي ."

أخذ يبكي بهستريةٍ جعلتهُ يشعرُ بقلبهِ يكادُ يكسرُ قضبانَ صدرهِ و يتحرر،

لكنها لم تلتفتْ ،

و تحت انظارِ الطفل كانتْ تصبحُ أصغر فأصغر ، و للافقِ الذي لا ينتهي ، هي انتهتْ ، جاعلةً من الطفلِ يكادُ يجن تمامًا ،

لينتهي بهُ الأمرُ مستيقظًا من أسوأ كابوسٍ ، و العرقُ يغزوهُ بغزارةٍ .

" هل أنتَ بخير؟ "

يونغي الذي كانَ جالسًا على سريرِ جيمين أخذَ يسألُ بقلقٍ ، فهو قد استيقظَ بسببِ صراخِ الأصغرِ ، و مناداتهِ المؤلمةِ لوالدتهِ.

" هيونغ ؟"

جيمين بلا وعي تحدثَ و كأنهُ ليسَ هنا ، كأنهُ يعيشُ شيئًا داخلَ رأسهِ ، أو يسترجعُ ذكرى من نوعٍ ما ،

ليفتحَ بعدها عينيهِ على مصرعيها حين أدركَ أن يونغي يجلسُ على سريرهِ .

" ابتعدْ عن سريري ."

دفعهُ ، و ما كانَ من الأكبرِ سوى أن ينهضَ بهدوءٍ متجنبًا غضبَ جيمين ،

جيمين أخذ يلتقطُ انفاسهُ بينما يتذكرُ الكابوس الذي راودهُ ، لقد آلمهُ هذا حقًا،

يكرهُ بشدةٍ حقيقةَ أن والدتهُ تركتهُ و هو لا يزالُ في عامهِ الثالث ، يكرهُ أنهُ لا يذكرُ منها شيئًا ، و يكرهُ أنهُ لم يحظَ بحبها يومًا .

نظرَ إلى يونغي الذي يقفُ بقلقٍ جوارهُ ، ليزمَ شفتيهِ من ملامحِ الأكبر ، هو يقسو عليهِ و لكن هذا ليسَ بيدهِ ،

فجيمين ليسَ واثقًا من مكانتهِ عند أحد،  لأنهُ تُركَ من قِبل والدتهِ ، و لأنهُ لم يحظَ بصديقٍ في حياتهِ ، لطالما واجهَ كل حزنهِ بمفردهِ ،

هو يظنُ أنه مكروه،  و أن أحدًا لا بتقبلهُ ، لذلك هو يملكُ مشاكلًا في تقبلِ نفسهِ ، و رحلةً طويلةً لم يبدأها ليحب ذاته،

الطريقةُ التي يتصرفُ بها تجعلهُ يشعرُ بالقرف ، و وجههُ هو أسوأ ما قد ينظرُ إليهِ في المرآة ، صوتهٌ مزعج ، أفكارهُ غبية ، أحزانهُ ليستْ مهمةً لأحد ،

The Ninth Doll | الدّمية التّاسعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن