نِصفُ ساعةٍ

3.4K 261 183
                                    





لطالما كانتِ الحياةُ قطارًا سريعًا جدًا .. بمحطاتٍ لا تنقضي حتى نضحي بجزءٍ منا .








" تأخرتُ ."

نهضَ فزعًا عن فراشهِ بسرعةٍ ، ما إن أدركَ أنهُ قد قامَ بإغلاقِ المنبهِ ، و نامَ نصفَ ساعةٍ إضافيةٍ لا يجبُ عليهِ إضاعتُها ،

ارتدى زيهُ المدرسيّ بفوضويةٍ ، إنها المرةُ الأولى التي يفعلُ هذا بها ، فهو عادةً ما يرتديهِ بعدما يعودُ من توزيعِ الصحفِ كي لا يتسخ ، لبسَ حذائهُ دونَ أن ينظفهُ ،

و أخيرًا ،" آسف ." هو بعجلةٍ اعتذرَ لفراشهِ لأنهُ لن يرتبهُ .

" صباحُ الخيرِ جدتي ، صباحُ الخير أبي ."

و بنفسِ وتيرةِ سرعتهِ ، اتجهُ لطاولةِ الفطورِ تحتَ أنظارِ والدهِ و جدتهِ ليلتقطَ شطيرةَ جبنٍ ، و يضعها بفمهِ ، و يبدأ بربطِ شريطِ حذائهِ .

" اهدأ جيمين ، لا بأس لو تأخرتَ قليلًا ."

والدهُ حاولَ أن يُهدأ من روعهِ قليلًا ، و لكنهُ أجابَ بسرعةٍ :

" سأعاعع ."

أخرجَ الشطيرةِ من فمهِ بعدما أنهى ربطَ حذائهِ ليكررَ :

" سأُعاقَب."

و دونَ أي كلمةٍ إضافيةٍ ، خرجَ جيمين من المنزلِ يجري .

" تأخرتَ ."

رجلُ المطبعةِ عاتبهّ بينما ينظرُ إلى ساعةِ يدهِ ، و جيمين دونَ أن يفكرَ كثيرًا ، هو انحنى و اعتذرَ ،

ليأخذَ الصحفَ و يجري مجددًا يوزعها على ثلاثةِ احياءِ كما اعتادَ أن يفعل ،

الجو كانَ باردًا بالفعلِ ، و لكن جيمين لم يشعرْ بهذا إلا بعدما وصلَ إلى المدرسةِ ،

لأنهُ ادركَ توًا أنه تأخرَ و انتهى الأمر ، لذلك قلتْ سرعتهُ و احساسهّ بالوقتِ عاد لطبيعتهِ ،

نظرَ إلى بناءِ المدرسةِ بحزنٍ ، هو الطالبُ الوحيدُ في الشارعِ الآن ، زيهُ المدرسي متسخُ إلى حدٍ ما ، شعرهُ مبعثرٌ، هو حتى لم يغسلْ أسنانهِ أو وجهه ،

زم شفتيهِ ، ثم دخلَ إلى المدرسةِ ، الدرجُ خالٍ و كذلك كل الممراتِ، و هذا ما أضفى رعبًا في قلبهِ  ،

الصفُ الحادي عشر ج ،

قرأ اللافتةَ ، ليتنفسَ الصعداءَ و يدخل .

The Ninth Doll | الدّمية التّاسعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن