لُعبَةُ أطفالٍ

2.7K 249 165
                                    

الطرقُ التي تسيرُ في اتجاهاتٍ متعاكسةٍ ستلتحمُ يومًا





" سأكملُ أنا منذُ أني لا أملكُ مدرسةً غدًا ، خذا قسطًا من الراحةِ ."

حينما تخطتِ الساعةُ منتصفَ الليلِ ، جيمين تبرعَ لإكمالِ السلةِ المتبقيةِ ، رغمَ الألمِ الذي يشعرُ بهِ في ذراعيهِ بسببِ العقابِ سابقًا و تكسيرِ الجوزِ حاليًا ، لكنهُ لم يشتكِ ،

هو يعلمُ كم أن جدتهُ متعبة ، و والدهُ كذلك، هو الوحيدُ بينهم الذي بإمكانهِ تحملُ العملِ لوقتٍ متأخرٍ .

" شكرًا صغيري ."

الجدةُ كانتْ متعبةً جدًا ، لذلك هي قبلتْ عرضَ جيمين ، و ذهبتْ لفرشِ فراشها على الأرضِ و النومِ ،

فمنزلهم صغيرٌ حقًا ، و لا أحدَ ينامُ في غرفةٍ سوى جيمين ، منذُ أنهُ طالبُ ثانويةٍ و عليهِ الحصولِ على الهدوءِ كي يدرس- رغمَ أنهُ لا يملكُ وقتًا لهذا .-

" سأتصلُ على الرقمِ لطلبِ رعايةِ أحدِ الأطفالِ ."

والدهُ تحدثَ ، لينهضَ من مكانهِ متجهًا لغرفةِ جيمين و مغلقًا الباب ،

جيمين لم يعرْ الأمرَ اهتمامًا ، و عوضًا عن هذا أخذَ يفكر أنهُ سيكونُ من الرائع أن يحصلوا على المالِ ،

لن يتأخر عن المدرسةِ هكذا ،و سيملك وقتًا ليدرس ، قد يشتري لوالدهِ كرسيًا متحرك أو قدمًا صناعيةً حتى ،
سيكونُ الأمرُ كنقلةٍ نوعيةٍ هائلةٍ في حياتهم .

مرتْ ساعاتٌ لينتهي جيمين قبلَ السادسةِ صباحًا ببضعِ دقائق ، هو لم ينمْ ، رغم شعورهِ بثقلِ رأسهِ و تعبهِ ، لكنهُ أرادَ أن ينهيها .

" اوه جيميني .. ألم تنم؟"

والدهُ حالما استيقظَ سأل بصدمةٍ ، لينهضَ من فراشهِ و يتجهَ نحو ابنهِ يتفحصهُ ، كانَ الفتى بحالٍ يُرثى لها .

" لا تذهبَ إلى العملِ اليوم ، عليكَ أن ترتاح ."

احتضنهُ إلى صدرهِ برفقٍ ، و جيمين لم يفعلْ شيئًا سوى اغماضِ عينيهِ ، متعبٌ ليتحدثَ حتى ، فضلًا عن أنهُ لم يعد يشعرْ بذراعيهِ ولا حتى يديهِ .

" انهضْ ."

والدهُ ساعدهُ على النهوضِ ليغسلَ يديهِ ، و يضمدَ الجروحَ الصغيرة التي حصلَ عليها في أصابعهِ .

" سأشربُ قهوةً و اذهب للعمل ، آسف لا يُمكنني أن أُطرد ."

بعدما فاقَ قليلًا ،جيمين وضحَ لوالدهِ رأيهُ بالأمرِ ، ليضعَ ابريقَ مياهٍ على النارِ لصنعِ القهوةِ لنفسهِ و للجميعِ.

The Ninth Doll | الدّمية التّاسعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن