بيت من ورق

الجزء الرابع

في تمام الساعة الرابعة فجراً

تقلبَ السيد جيون في نومه وكانت قطرات العرق تغطي جبينه بالكامل

كان يمر بكابوس

بيداه الاثنتان كان يحمل جثة طفله الرضيع جونغكوك

والمطر ينهمر عليهما بغزارة

كان يسير به نحو تلك الحفرة التي تنتظر إستقبال جسده الضئيل

دوت صيحة عميقة في المنزل وتحديداً من الغرفة

فتح عينيه مفزوعاً لاهثاً خائفاً وبدون أن ينتظر أستقاَم من فراشه

دنا نحو سرير الطفل وبدأ في تفحصه بخوف

كان الطفل شاحباً بطريقة مخيفة و الرضاعة مرمية جانبه

وضع يده على قلب الصغير وكان ينبض ببطأ

"لا... لا... جونغكوك صغيري ماذا أصابك؟"

حمله بين يده وبدأ يهزه ويصفع وجنته بخفة لكن الصغير لم يفتح عينيه

"جونغكوكي أبني... يا إلهي ساعدني..."

ركض السيد جيون بالطفل الصغير ونزل السلالم بأقصى سرعته

لم يغير حتى ملابس نومه فقط ألتقط مفتاح السيارة وتوجه به للمشفى

.
.

.

ساعة كاملة قضاها السيد جيون كانت توازي الدهر في طولها

هو على يقين بمن أفتعل هذا بولده

هو يعرف طباع أولاده ويعرف طبع جونغ هيون بالذات

كانت الغيرة والفتنة على أخيه الأصغر تجري في دمه

لكنه مصدوم بحق... كانت فعلة ولده البكر أصعب من أن يتصورها

لم يكن يصدق أن طفل بهذا العمر يقوم بوضع السم في رضاعة طفل رضيع

ماذا سيقترف عندما يكبر أذن؟

ماذا سيفعل بأخوته عندما يموت السيد جيون

في تلك اللحظات حارب نفسه وأفكاره لكنه لم يستطع التغلب عليها

أشترى علبة من السجائر وأشعل واحدة

فور إن سرى سُمها داخل عروقه شعرَ براحة والضغط يخف عليه شيئاً فشيئاً

خرج الطبيب من غرفة العمليات وأردف بهدوء

"لو أنتظرتَ أكثر لضاع الطفل من بين يدينا... لقد تعرض للتسمم.. هل تريد التبليغ
عن الجريمة يا سيدي؟"

طأطأ السيد جيون رأسه وأردف

"لا... لا أريد... المهم من أن طفلي بخير... نعم المهم إنه بخير فقط"