تمهيد
يقال ان الحب جنون مؤقت .. مثل البركان يثور ويخمد .. فهل اتحدت جذوره
بيننا .. ام فقط انطبق عليه وصف مجرد .. علاقه اراد هو منها شيء ولم
اعرف انا اين نتجه ..
لقد زارني اليوم مرة اخرى في صالة العرض ... لست متفاجئه لكن حزينه لقد
اختفى الدفء والسعاده والامتنان لكن ماذا افعل وكله مقرون ب جرحي المؤلم
منه ... و رغم ذلك لا استيطع التفكير اني لن اراه مره اخرى هو هذا جنون الحب بعينه ...
رفضت ان ارد على رسائله التي يتركها على هاتفي او في مكان عملي ..
قصاصات يملئها الرجاء .. فإن اجبته اهنت نفسي مرة اخرى .. لكنه بسطوة
حضوره فرض كلمة اخيره لم يعرف لمن ستكون حينها
وقفنا خارجا عند جذع الشجره والرصيف شبه خال من الماره تعمدت
الصمت وانا انظر صوب مدخل صالة العرض..
قطعه بنفاذ صبر
" هل وصلتكِ رسائلي ...؟ "
صوته الذي يلفه السأم افصح عن ما كان يقصده .. فاومات أيجاباً وانا ارهق
نفسي بتساؤل عبثي ماذا سيقول بعد ؟؟ لن يسعف وجعي وخيبة الامل
كلمات اعتذار
تابع يسالني بإصرار وهو يضع عينيه في عيني :
"الى متى سيستمر ذلك ..! "
وماذا يجدي .. الا يستطيع ان يقرا ما تقوله عيناي المطلتين فيه تحت هذه
السماء المكفهره .. الا يرى حجم ألمي وما بعثرة من ذاتي .. والان يعتقد اني
سأوضح نفسي وأبرر...
وامام صمتي القصري ضاق ذرعاً رفع وجهه نحو السماء تنفس بعمق وتنفست
بعمق معه .. لا يدري يشدني اليه خيط خفي قد يهلكني واضيع في مسلك
الاشواق المنكسره .. واصدق اعتذاره واغالط الكلام ..
طافت عينيه الحادة ونظراته الحيرى على ملامحي تهمس لغة قديمه
امتزجت بالبؤس واليأس حد الألم وقال كأنه يتحدى نفسه
" تدركين عمق اهتمامي بكِ .. هل اصدق انكِ مستاءة الأن ... "
غصصت بالوجع والطعنة البارده فهمست بلا روح
" لا زلت تظنني امرأة بلا كرامه .. امرأة تبيع نفسها للشيطان ..."
عبرت ملامحه موجة سخط وانا اتابع كلامي بسخط مماثل " انا اؤمن بان احب رجل واحد .. رجل حقيقي .. لن يطالبني بشيء فقط لأنه سخي .. "
صَفعتُه بالحقيقه كما رماني بخيبة بالامل .. وان احبني .. لكنه يصدق ما يقوله ..
دون أن يُدرك أين خانته الكلمات
ثم تركته يقف على ناصية الشارع .. غادرت وانا اكتم نشيج كاد يغادر شفتي..
للحظه اغمضت عيني بقوة وربتت على قلبي بلطف مرة .. مرتين .. همست
بحزن دفين .. كان طيفا عاشقاً .. وتلاشى .. تلاشى ..
توقفت مليكه عن كتابة ورقتها نزفت روحها فوق تلك الحروف
ثم مزقتها ....
أنت تقرأ
مدن لاينزل فيها الغيث الجزء الاول من سلسلة المرايا لكاتبة اسماء
Romanceياإمراة نصفها شمس ونصفها ظلال احبك يافراشة الفرح العابر