الفصل الاول
سمعتهما يتجادلان للمرة الاولى .. مااثار استغرابها لطالما كان والديها شديدا البرود في التعامل مع بعضهما امر لم تكن تفهم منه مليكه ابنه الاثني عشر عام شيء لكنها لن تنسى كلمات والدتها كينور قبل وفاتها بثلاث اشهر وهي تطرق مسامعها
" كلكم كاذبون بعتم انفسكم للشيطان وتريدون مني ان انفض غبار افعالكم .. لاني ادرك ما هي الحقيقه فيكم .. لا شيء سوى الحقد ,ثقب قلوبكم ولم تعرفو سبيل للعيش .. وان كنت تحبني لم يمنعك ذلك من ايلامي يا محمد لانه هكذا وفقط هكذا ................
" مستنفذه حتى الرمق الاخير " ما احست به مليكه وهي تتجه صوب مكتب المحامي
الموكل بتنفيذ وصية والدها .. كأن وفاته الان فقط اصبحت واقع يلقمها مخاوف الوحده القادمه
رغم انها في الثالثه والعشرين .. لكن لطالما كان لوالدها الحنون الدافيء جانبه الغامض بطبيعته وشخصه لكن ذلك لم يمنع شعورها ب الترقب الموشى بالقلق حول ماهية تلك الوصيه التي لم تعرف عنها حتى بعد ثلاث اشهر من وفاته واكثر لما ذكر المحامي طرف اخر يشترط حضوره ايضا وقت قراتها ..
طرف لا زال مجهول لها فمذ حادث السير الذي تعرض له والدها وتركه في غيبوبه لمدة اسبوع ثم فارق الحياة لم يظهر اي شخص حتى صديقه اصف الذي كان يلتقيه دوما خارج المنزل ..
والقليل الذي تعرفه عنه انه ووالدها نشأ في نفس المدينه ..
هل يعقل ان يكون يستحضر احد من ماضيه, وهو ابن وحيد لأبويه وقريب اخر له يسكن خارج البلاد .
زفرت بثقل ثم مسحت على وجهها وجبينها بقوه فسرعان ما تبدلت مخاوفها الى واقع اخر ..
ان تظهر زوجة ابيها وتطالب بشقيقتها الصغيره الامر الذي يفوق احتمالها .. لا يمكن ان تصبح الخساره اثنتين ابيها ثم شقيقتها, عائلتها الوحيدة .
تحولت اشارة السير الى اشارة عبور المارة فأجتازت الشارع صوب المبنى الشاهق حيث يقع مكتب المحامي في الطابق التاسع منه وقفت امامه تنظر الى ساعتها كان الوقت يشير الى الساعه الثانيه وتسع وثلاثون دقيقه ثم اكملت طريقها
بعد دقائق من دخولها وجدت المحامي هو نفسه من تولى قضية انفصال والدها وزوجته الثانيه يرحب بها في مكتبه مشيرا الى قرب وصول السيد اصف خلال عشر دقائق
حينها عقدت حاجبيها لم تحتاج لبرهة تفكير لتتعرف على الاسم لكن غامرها الشك فسالته بتاكيد يشوبه التحير " اتقصد السيد أصف نوري .. صديق والدي "
نظر المحامي نحوها باستغراب وبدى انه يُخير نفسه بين ان يظهر استغرابه او استفهامه
" نعم .. هل انتِ على معرفة به ؟؟؟ "
اومات بحركه غير مفهومه
" ليس كثيرا سمعت اسمه من والدي والتقيته مرتين او ثلاث لا اذكر "
" هذا ما قاله السيد اصف ايضا "
شعرت بالغباء لوهله هل كان يختبر مصداقيتها ام يحاول استبقاء المعلومات لنفسه ..
تلك اللحظه اعلنت السكرتيره وصول موضوع حديثهم القصير هذا .. يدخل الغرفه يملأ بهالة
وجوده المكان , رجل فارع الطول اشيب الشعر بدى في نهاية عقده الخامس .
وجدته بعد ان القى التحيه يقف امامها وهي التي لا تعرف متى نهضت ووقفت كانها تنتظر
لحظة التفاته اليها .. عرف عن نفسه وهو يمد كفه ليصافحها فنظرت الى عينيه الصافيتين
اللتين لم يبهت بريقهما رغم خطوط الزمن العميقه حولها سمعته يقول لها بصوت متهدج
" اسف لخسارتك .. كنت خارج البلاد سمعت مؤخرا بما جرى .. "
خيم الصمت من جديد فحاولت ان تقول شيء بدل الوقوف بحالة تشتت هكذا
قالت بشيء من الارتباك
" كان وجودك ليريحه قليلا .. "
اجابها بلطف .. " اعتذر عن تقصيري . .."
" شكرا للطفك .. الامر خارج عن ارادتنا جميعا .... صمتت لحظه ثم اضافت بمراره .. و .. .. انت كنت صديقه الوحيد "
اوما أيجابا قبل ان تنكسر نظراته بحزن .. ودخل مجددا هالة الرجل الصلب التي غادرته بضع لحظات .. ففكرت هل هو تناقض ام انه يحاول اخفاء شيء من توجس القادم مثلها .سخرت من نفسها تلك اللحظه وهل تتوقع لرجل تحيطة الحياة بخبرتها ان يتوجس من مفاجئات الواقع ..
كان يصفه والدها ب رجل الحافات ..
انتبهت لرفقته .. عرف عنه انه محاميه .. ارتعشت ملكيه حينها وقد شعرت ان الموضوع اكبر مما توقعت ليحضر معه محاميه ام انه فقط اجراء روتيني لمثل هؤلاء البشر من تخالط الخبرة والثراء شخصهم, ملامحهم و واقعهم .. فهل يتركون شيء للصدفه
تنهدت قبل ان تعيد تركيزها لهم
كان .. كلا الطرفين على علم مسبق بسبب تواجدهم .. ثم نوه المحامي انه س يتلو وصية والدها
وما ان انهى قراءة الوصيه .. لم تنبته مليكه انها كانت فاغرة فاها منذهله .. وفاقدة الشعور بما حولها تهمس في جزع .. لماذا فعلت ذلك يا ابي ..
أنت تقرأ
مدن لاينزل فيها الغيث الجزء الاول من سلسلة المرايا لكاتبة اسماء
Romanceياإمراة نصفها شمس ونصفها ظلال احبك يافراشة الفرح العابر