الفصل الرابع
" الحب لا يبدا ولا ينتهي بالطريقه التي نظُنها . الحب معركه , الحب حرب , الحب نضوج " جيمس بالدوين
لم تحتاج مليكه لرد فعل صديقتها هذا فهي تملك كفايتها من الاضطراب حين قالت الاخيره
" تلتقين معه ... ذلك البارد .. الصلب .. المناور .. ؟؟ "
السؤال الدهش وعينيها الفزعتين اربكتها .. ورغم انها لم تجرب يوما نشوة الاستسلام لكن مع غياث تشعر انها تعيش شيء فريد .. ويمنحها هدوءه والكثير من التوازن في ما يدور بينهما وان كان خفياً .. لكنه جميل يورق انوثتها برفق ..
قالت لها مليكه وفي صوتها شيء من الرفض لرد فعلها
" ليس بالمعنى الذي تتصورين ... مجرد لقاءات قصيره واخرى تجلبها الصدفه .. "
" صدفه " صرخت صديقتها بانفعال .. ما اثار استغربها وسلب شيء من بهجتها التي تملاها بالرضا .. وهي تقول " اكره تلميحك هذا "
" انا لا اٌلمح بل اقول لك بشكل مباشر ان لا صُدف مع غياث .. انت لا تعرفيه .."
ظلت مليكه جامدة تنظر الى رفيقتها ان تتم كلامها فتابعت الاخيره بصوت بارد
" لنقل انكما على علاقه .. الوصف الادق لما يريده غياث "
فاجابتها ببهجة ساذجه فهي لن تكره ان تكون مع رجل مثله
" لنقل اننا صديقان .. اعني انه في الحادي والثلاثين .. وانا لا زلت طالبة جامعيه .. "
ابتسامة صفراء اهدتها اياها رفيقتها قائله " وتعرفين عمره .. الا يوحي ذلك باكثر من مجرد صداقه .."
" ولما اشعر انك تضعين ايحاء اخر خلف كل كلمة اقولها؟؟"
" ليس هذا ما اعنيه " اجابتها وقد لانت ملامحها وعينين ماكرتين
" يا ملكيه انه صديق خطيبي .. انا اعرفه .. صمتت لحظه ثم تابعت . . . اخشى ان يوذيك عدم حرصك هذا ... فكري دائما بالمنطق انه لا يشبه صديقه .. رجل اعتاد الامساك بكل ما يريده "
عبست مليكه وقد تلبس الذعر ملامحها وهي ترى جدية صديقتها .. هل هي ساذجه الى هذا الحد ولم تستطع لمس نواياه وإن لم يبدي ما يثير استيائها .. حافظ على المسافه وراعى خجلها وتوترها ..ففكرت ان عليها ان تبتعد ولا تلاقيه بسهوله فيظنها سائغة سهله .. تلك كانت هي القشه التي اوحت لغياث بصدق كلام صديقه
تهربت من لقاءه بشكل متكرر مخاوفها التي سيطرت عليها بدءت تتسع بشكل بغيض حين تختلي بنفسها .. واعذارها استرت بانشغالها مع اسرتها وهذه المره طال غيابه اكثر من المره السابقه لكنه اخبرها انه قادم لرؤيتها ولو لبضع دقائق ثم يعود فهناك الكثير ما سيتركه عالقا .... تشكل في قلب واحساس مليكه انه ليس بمرغم ان يفعل ذلك لو لا ان هناك شي صادق يدفعه .. احساس ابعد مما وصفته صديقتها فيه
فتهيات ليس ككل مره بل بشعور اعمق وحاجه مُلحه ان ترى نفسها وانوثتها بعينيه فتهالكت كل مشاعرها ولهفتها على ادراك عمق بساطة نظرتها له وللحياة
وكان الدرس الأبشع ... تعرف انها انفعاليه ومباشره واضحه تجيد التعبير عن نفسها بطريقتها لكن ما عرضه فاق الجنون والانحطاط نفسه .. يومها فكرت بدهشه وذهول .. هل فقد عقله ام هي من كانت ساذجه .. اختارها من بين مئات الاجساد المستعده للتهالك فوق جسده عن طيب خاطر .. ورغم ان عينيها قد تجمدتا تحدجانه بنظرات قالت كل شيء بصمت .. وجدت صوتها يقول بثقه ممزوجه باحتقار
"هل تراني بدون اخلاق "
قست عيناه وكتم انفاسه قبل ان يطلقها مع كلماته التي مرت فيها مثل سكين
" أتراني اخطات تقدير ما تراه عيناي .. اعتقدتك امراه يصعب ارضاءها .... تغريك ثم تتباعد ببراعه .."
قاطعته بحده وهي تعقد حاجبيها " انا لم احاول أغراءك ولم أفكر بالامر حتى .."
عاد يقول لها بصوت بارد وقاس كملامحه
" لا بأس .. لكنه الاستنتاج الطبيعي لقد التقينا اكثر من مره هل كانت مصادفه ام مدبره ثم تباعدت فجاة دون سابق انذار .. حينها فهمت تحذير صديقي وخطيبته تصرفتي بمكر"
اتسعت عينيها بذهول وهي تتمتم .. " تحذير "
تابع بصوت مهزوز ينبأ بعدم ارتياح
" كان يجب ان افهم ماذا تريدين ولما تفعلين ذلك .. فكرت لربما نكون رفيقين مقابل المال لكن بمصداقيه "
هزت رأسها بعدم فهم مبهوته بما تسمعه هل يتهمها بملاحقته ... هذا المغرور المتعالي يؤلمها.. ولماذا تتالم .. حرقت الدموع عينيها وتختنق الكلمات في جوفها تابع بصوت خافت كئيب
" ادخلتني في حيرة جلعتني اقول اشياء لم يكن في نيتي يوما قولها ... "
" لكنك فعلت .." أجابته وقد احتدت عينيها وازاد حنقها عليه ومن نفسها ومن صديقتها .. الوضع برمته كان يضعها في قفص اتهام سخيف
وللحظة ساد الصمت بينهما وثقُل الهواء نهض ببطا قبل ان تنظر الى تعابير وجهه بلوم ثم قالت
" الى الجحيم انت وكل اموالك لا تعني لي شيء . . . "
أنت تقرأ
مدن لاينزل فيها الغيث الجزء الاول من سلسلة المرايا لكاتبة اسماء
Любовные романыياإمراة نصفها شمس ونصفها ظلال احبك يافراشة الفرح العابر