الفصل السادس

286 10 1
                                    

الفصل السادس

في غرفة اصيل ..
تطلع غياث صوب اخيه الذي كان يقطع الغرفه جيئة وذهابا صارم الوجه محتد المزاج رغما عنه
" لن اتنازل عن الدعوى .. ذلك المتهور يجب ان ينال جزائه .. ليس لانه تسبب لي باقامة مضجرة في المشفى وتعطل عن اعمالي وصعوبة في الحركه .. بل لانه يتعاطى المخدرات "
اسند اصيل نفسه الى باب خزانة ملابسه مفكر بما لا يمكنه الافصاح عنه ...
لو ان ضررا اصاب ديلار لانه ذلك اليوم منعها من المغادره لحال سبيلها .. قبل وقوع الحادث .. هكذا فقط لن يستطيع تجاوز الامر والان .. الان ديلار نفسها تمس مخاوف اخرى في نفسه ...
حين قابل غياث الصمت من اخيه قال بهدوء حذر
" ماذا لو اخبرتك اني اريد ان اعرف ان كان وراءه شخص تقصدك بالاذيه .. "
" مالذي يدفعك لهذه الشكوك "
قال بضجر مؤكدا تاركا الاشارة لشكوكه بشكل مباشر
" الوضع برمته "
أجابه اصيل بصوت خافت يملئه غضب دفين
" انا بالفعل اتقصى في خلفيته ... وامور اخرى "
" ولن تتحرك بتهور دون اخبارنا .. الامر لن يخصك وحدك بعد الان .. هناك مليكه ...! "
استقلالية اصيل الاخ الاصغر جائت في وقت مبكر ... ما لبث ان اظهر تفرد واستطاعه على تحمل المسؤليه ولم تنقصة الجراءه المشبعة بالتهور فيتصرف بانفراد يثير حنقهم ..
ابتسم اصيل مموها عن الموضوع
" اه نعم .. مليكه صحيح قل لي .. كيف ستبرر عدم اقامة حفل زفاف ؟
اجابه غياث بهدوء وهو يتجه صوب الباب
" بان مليكه رفضت الحفل لانها لا تزال في حداد على والدها ... زواجها هو صفة شرعيه كاملة يجب ان تسكت الالسن عن الثرثره ...
اوما اصيل براسه وتابع
"انا اهنئك يجب ان افعل تبدو راضيا بهذا الزواج ...؟ اتسال كيف اقنعت مليكه لتتزوجك..
رفع غياث حاجبيه ثم فتح الباب مشير ان حان وقت الذهاب والكف عن الكلام ..
لكنه قبل ان يلتحق بضيوفهم فيغرفة الضيوف تناهى الى سمعه صوت جيهان قادما من غرفة الجلوس فتقدم ليجدها هي فعلا بكامل اناقتها وحضورها الملفت فخرج صوته بتشكيك رغما عنه .. فالمفاجئه لم تكن بوجود جيهان بل مليكه التي تقف هناك وعلى وجهها ابتسامة بلا لون
" جيهان متى وصلتي ... "
التفتت اليه وعينيها تلتمعان بحده قائله
" مذ مدة كافيه لأتعرف على زوجتك ... واخبرها ان زوجها خطيبي السابق رجل عديم الاحساس وشديد البلاده حين يريد ... "
ابتسم .. بل وشدد على شفتيه لكي يخفي ابتسامته لكنه لم ينجح وشخر ضاحكا دون ان يفوته ملاحظة شيء من الدهشه يعلو ملامح مليكه الصامته .. لان الاولى حريصه على تنشب مخالبها وتشوة صورته .. وان كان ذلك عبثا
تلك اللحظه قالت مليكه وهي تخفي مشاعرها الحقيقه بسهوله كانها تقف امام مرأه
" كلنا نعيش ذلك في فترات كثيره ... وانا اعرف الناس بغياث في هذا الامر .."
توقفت نظراته عليها تاملها ببطا شديد نسي تماما تلك المتحفزه التي وقفت هناك ترمي كلامها في محاوله واهيه لإظهار نفسها في حياته مجددا .. فنظرت اليه مليكه بتحد خفي ونشوة تواصل مُختلف ..
دون ان يبعد عينيه عنها مشى باتجاهها .. لم يكن يوما فخور بما فعله بها يوما لكن مشاعره نحوها كانت حقيقه يمكنه ان يتاكد من ذلك في كل لحظه تمر وهو يراها امامه لانها ببساطه تملئه بدهشه الحياة
وقف بجانبها ثم احاط كتفيها بذراعه .. قائلا يحدث جيهان
" لا تقلقي سنكون بخير معاً ....

مدن لاينزل فيها الغيث الجزء الاول من سلسلة المرايا لكاتبة اسماءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن