الفصل الحادي عشر
اترقب وجوه العابرين وابكي غيابك ..
في منزل عائلة اصف ..
.. جذبها صوت انهماره فالقت ديلار بنظرها خلف النافذه
بلل المطر كل شيء وسقى ظمئه ألا قلبها المكلوم
حاولت مرارا الاتصال بوالدها ... تتلوى في داخلها رغبه لتخبره انها مضت كما قال لها.. لكن كيف وماذا ستقول له بعد ان رأت لامبالاته .. في قلبها غصة مؤلمه قد تتلاشى ان حدثته بأفكارها
" ابي تزوجت رجل محترم ولم تكن انت وكيلي .. لقد منحت نفسي لرجل دون ان تهتم
او تدعي السؤال عمن يكون ؟؟ واركان الذي لم تعرف وجهه يوما كان الرجل الذي وقف بجانبي كاخ لي
وان دارت العيون حولي بترقب غريب لكن هناك ايد شدت على يدي بلطف .. الرجل الذي اعمل معه جلس امامه ونفخ صدره بالتوصيات والتساؤلات عما سيمنحني اياه زوجي المستقبلي .. جارتي طويلة اللسان التي تراقب ظلي في ذهابي والاياب .. حضرت متأنقه وكأني ابنتها .. اخبرتني انها كانت تراقبني خشية عليَّ من تحرشات ابناء الحي لاني فتاة جميله .. اما خالتي فقد احتضنتني بلهفة عمرها كله للفرح .. لم اشعر بالوحده والوحشه .. لدي عائله .. لكنني افتقدتك لانك ابي بحلوك ومرك بكل سيئاتك وحسناتك
وافقت وقلت نعم قبلت .. ثم نظرت الى عيني ذلك الرجل الذي تحدى رفضي له مرار رأيته يتأملني كظمأن وجد ظالته و رأيتك في النصف الاخر من نظراته
لم استطع تفسير ه.. ف زارني الخوف .. وامنت اني احتاج لقوة كالقدر تغير واقعي
فكان اصيل ..
اخرجها من شرودها صوت ضحكاتهم .. على شيء قالته الصغيره ليما .. نظرت صوب مدخل غرفة الضيوف
اصيل تركها مذ عشر دقائق ليرد على مكالمة هاتفيه .. الفراغ الذي خلفه غيابه ولو وقتياً اربك انفاسها ..
ادارت عينيها حولهم مجدداً مدركه انهم تقبلوا وجودها بتحفظ ..
أما الاب اصف فقد بقيت عينيه لا تلوح عليها ابدا .. تعامله المهذب لم يخفي رفضة الواضح حتى في يوم عقد قرانهما هي واصيل لم يهنئها بل مرت نظراته جامده فوق ملامحها
تلك اللحظه
عاد اصيل فتفست حضوره بأرتياح .. اخذ طريقه ونظراته عليها وكانه شعر بما في قلبها .. ثم ابتسم وأومات عينيه بتفهم .. جلس بجانبها وانحنى مقترباً ليهمس بخفوت
" عيناك تقول انك افتقدتني ..؟ "باعدت شفتيها تبحث عن رد وهي تنظر اليه غافله عن العيون التي راقبتهما .. وابتسامة عمته وهي ترى الفتى الشرس بهذه الرقه .. وغياث الذي تظاهر بعدم الانتباه مدركا ان عالم اخيه انقلب راسا على عقب ما ان عرف ديلار
جاء صوت رودينا بسؤال مبتهج "متى موعد العرس ..؟"ارتجفت انفاسها في صدرها وهي تنقل نظرها بين محدثتهم ثم اصيل الذي ظل يبحث عن صدى هذا السؤال واجابته في اتساع عينيها .. حتى حكت ابتسامته لهفتة الجريئه وهو يجيب
" بعد شهر ان شاء الله ..."
بعد شهر وثلاث ايام ...
يصبر ويكابد اقسى تعذيب بالتباعد عنها وعلى حرب الاعصاب التي تمارسها مذ شهر ونصف
هي لا تلين وهو يزداد تصلبا بانتظار الوقت الملائم ليأتي بالمحتوم .. لن يخوض مجددا مغامرة فقدها ولو جُنت عليه وكرهته عمرا
سبقهم الجميع لحفل الزفاف بسبق الإصرار والترصد ليتركوه مع مليكه والكل اصبح يعرف ان زوجته المصون ليس فقط ترفض مشاركته غرفته بل وتتباعد بمهاره ودون رتوش
قال لهم بهدوء.. أسبقونا وسنلحق بكم انا ومليكه .. لحظتها تأزرت عيونهم واستجابتهم لتشعره انهم يقفون في صفه في حين هي لوحدها تحاربه بشجاعه ..
لكن حتى متى سيستمر وضعهم هكذا وهو يحترق رويدا رويدا
عرف شخصها .. أحب روحها وتذوق نعومتها .. لا سبيل منها إلا اليها
ف عزم الليله لحديث اخر طويل بينهم .. قد يستعين برياح شوقه او عواصف عواطفه
أنت تقرأ
مدن لاينزل فيها الغيث الجزء الاول من سلسلة المرايا لكاتبة اسماء
Romanceياإمراة نصفها شمس ونصفها ظلال احبك يافراشة الفرح العابر