الفصل التاسع

275 13 0
                                    

الفصل التاسع


ترك اضواء السياره مفتوحه صوب الفيلا المهجوره وقد اضطربت احاسيسه وتملكه خوف وقلق ان لا يصح اعتقادهم
نظر حوله بعينين متلهفتين والخشية تضغط على قلبه صاح ملا رئتيه بالهواء " مليكه ..
لم يحتج لمرة ثانيه سمع صوت خافت .. صوتها يخرج من احد الزوايا ثم ظهر ظلها .. حثت خطاها وهرع هو ناحيتها وما ان اصبحت بين ذراعيه حتى ضمها اليه بقوة كادت تحطم عظامها الناعمه يزيدها ولع كل دقيقه ثقيله مرت وهو يبحث عن سبيل لها .. كانت لحظه يحفظها في ذاكرته .. فقد تمسكت هي الاخرى به بشده ... ذلك اودع في صدرة غصة عميقه دون ان يزفر بارتياح ما زال أمامه حساب اخر .. تمتم بلهفه قلقه
" هل انت بخير "
ثم ابعدها قليلا وتفحص وجهها .. لكن ظلال الظلام لم تسعفه ..
" كدت اجن حين لم استطع الوصول اليك ما الذي جرى ..."
"انزلق هاتفي من يدي .. وتبعثرت اجزاءه .. جمعتها بصعوبه لكنه لم يعد يعمل .. "
عاد وانحنى ناحيتها مس دفء شفتيه صدغها البارد .. وهي شبه مستسلمه يشعر بانفاسها المتسارعه تلامسه قبل ان تسند رأسها الى كتفه وهي ترتجف متمته بصوت اجش تنقصه القوه
" لقد تاخرت .. !!
نعم تأخر رغما عنه وتلظى في الحيرة استحق ما شعر به في تلك السويعات .. هو لا يؤدي واجبا للحفاظ عليها .. او لانها مسؤليته .. هي تنتمي اليه تخصه بكل جنون عنادها معه وحرائق قلبه المستعره ..
عاد يمسك وجهها بين يديه يقرأ ذعرها الساكن ..
" اسف انا اسف ... انت بخير وانا هنا الان اهدئي ... "
ومن يهديء غيضه وغضبة الاعمى ... نظر حوله في المكان الذي لفة الصمت .. وضع ذراعه حول كتفيها وسار بها نحو السياره .. خلع معطفه ورماه على ساقيها بعد جلوسها في المقعد وما ان اصبحى على الطريق اتصل بعائلته يطمئنهم ..
راقبته مليكه بعنين نديتين .. اي قدر وحياة جمعتهما تحت شجره هذا الماضي
لما لا يمكن ان تمحو الذاكره شيء من قسوته ...
فخالها لم يتسامح حتى مع نفسه .. وهي لا تستطيع تجاوز تلك الحكايا ودهاليزها
وغياث .. وجهه القريب من القلب .. وروحه المتلهفه .. وثنايا دفء صدره
تخبرها ان تنتمي اليه .. هل سيكون يوما سبب في سعادتها فقد
قد يهلكها المضي بهذا الطريق وحيده
ان كانت خياره .. وكان ظالتها ... لما لا يزول جرحه لها ...
تنهدت بثقل ... فالتفت اليها ... ادارت وجهها وانزلق الصمت بينهما بتوجس
ما ان وصلا المنزل كان طاهر هناك تحمد لهما على السلامه ثم التفت غياث ناحيتها وبكل تلقائيه اخذ كفها بكفه ونظر الى وجهها فجمدت ملامحه اخفض وجهه وعينيه عنها
وسالها بصوت خشن
" هل اذاكِ "
صمتت .. اثارت ارتيابه بصمتها .. اعاد سؤاله بصوت خافت ورفع راسه تشابكت عيناهما بحذر
" لقد اخبرته انني زوجتك .. وكاد يُجن لذلك .."
" هل فعلت ِ "
لم يكن سؤاله ساخرا او متهكما بل ممتزجا بالعجب .. فاحنت راسها وهي توميء ايجابا
" كان يُصر على انني انتمي اليهم ... و ..
تنهدت بثقل " أثرت استياءه بشكل لا يوصف .. انه لا يريد ضمي اليهم فقط لاني اعيش معكم ..."
سألها بحذر "هذا فقط ؟ ... "
أجابته بلهجة غامضه "هل يجب ان يكون هناك امر اخر ... "
أوما نفياً وهو يتاملها بصمت .. يهيأ لامر اخر .. تحسبه لم يلاحظ .. كل غبي وبصير كان ليرى اثر صفعة على جانب وجهها .. اتضحت اكثر تحت اضاءة المنزل
تلك اللحظه وصل اصيل فلم يمهله وهو يقول
" اصيل هناك أمر يجب ان انهيه ثم اعود .."
أمسك الاخر بذراعه " سأرافقك ... "
" كلا يجب ان اتعامل معه بنفسي .."
وقبل ان تستوعب مليكه شيئا مما يجري .. انطلق غياث مغادر فنظرت الى اصيل بتساؤل وحيرة .. كأنها تساله عما يجري والى اين ...
زفر الاخر بثقل ناظرا في اثر مغادرهم ثم همس
" سيكون كل شيء بخير لا بأس يا مليكه ...."
رفرفت جفنيها بتركيز وتفكير ... ثم قالت بهلع وهي تلتفت اليه
" لا يعقل انك تركته يذهب اليه ... كان يجب ان تمنعه ...؟"
" لا ... كنت لأفعل المثل يا مليكه .. انت زوجته تعرضت لكل هذه الاهانه والرعب "
كادت ان تقول باكيه وبحسره .. يكفي ما مررت به انا .. لكنها زفرت بثقل واوجعها قلبها بقلق شديد لم يتبدد حتى تراه امامها ...
جذبها صوت اصيل قائلا دون مقدمات كما هو معروف عنه
" مليكه ... ايهم ابن خالك جمال هنا ... يطلب لقاءك ..."


مدن لاينزل فيها الغيث الجزء الاول من سلسلة المرايا لكاتبة اسماءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن