قبل عامين ونيف
. . . . . . .
تعثرت ملكيه وهي تنزل مسرعه من سيارة الاجره وركضت صوب مكتب المحاماة حيث يعمل خطيب صديقتها . . وللهفتها للوصول قبل وقوع الكارثه نسيت تماما مظهرها الرث ببنطاله الجينز وكنزتها الذهبية الالوان ثم حذائها الرياضي الذي ارتدته على عجل ل تتبعها حين اخبرتها برساله نصيه انها ذاهبه للقاء خطيبها الخائن وهي تعتزم افتعال فضيحه له في مكان عمله حسب خطتها غير المدروسة.. في ذلك الوقت كانت رفيقتها في الجامعه مخطوبه لرجل من اسرة مرموقه يعمل محاميا ..
دخلت المكتب لاهثه وجدتها قد اشعلت فتيل حربها وسمعتها تشتمه .. فشهقت فتاة تقف في زاوية الغرفه كانت سكرتيرته وهناك ايضا رجل اخر يراقب بصمت.. وفي فعل غاضب منه امسك معصميها وهزها مؤنباً قبل ان يفلتها فترنحت ووقعت على الارض
ودون شعور منها صاحت مليكه باندهاش " يا الهي ما اقبحك .. اتتباهى بنفسك "
انتبه الحضور اليها حين اندفعت صوب صديقتها تساعدها على النهوض فقال الاول وهو يشير لها بانزعاج ونبرة السخريه تطفح من صوته
" ها قد اتت صديقتك الوفيه .. هل لديك جنون تلقينه انت ِ الاخرى "
التفتت ناحيته و قست نظراتها " .. وهل تظن نفسك فوق التصنيف .. "
" أذن ارحلي لا دخل لك بأي حديث بيننا "
" حين تطلب هي مني ذلك سافعل وإلا لن اتركك تتنمر عليها ايها الخائن "
قدح الغضب في عينيه فتقدم ناحيتها خطوه .. وبسرعه وجدت رجل يحول دون وصوله اليها واضعا ذراعه امامه قائلا بهدوء " تروى .. لا يصح ذلك "
امعنت النظر في خطيب صديقتها الباكية العينين خلفها .. شاهدته يمسح وجهه بكفيه وهو يدور حول نفسه .. ثم التفت يمعن النظر في حيره صوب صديقتها التي كانت قد نهضت رغم دموعها المنهمره بسخاء وقفت تنظر اليه كند له ما جعل مليكه تُسر للحظه ثم سمعته يضيف قائلا بنفاذ صبر
" عن اي خيانة تتحدثين.. وهي ترفض ان تجيب على مكالماتي .. ضقت ذرعا بقلة عقلها "
شعرت مليكه بلمسة صديقتها على ذراعها قائله بصوت اجش
" لنغادر سمعت ما يكفي "
صاح الاول بغضب " كلا لن ولن تخرجي من هنا حتى نتحدث لقد شتمتني وجلبتي هذه المجنونه معك .. يجب ان اعرف لما تتهمينني بالخيانه "
ورغم انه وصف مليكه بالجنون لكن الاخيره اخذ اهتمامها ما وجدت في نبرة صوته من إصراره وفي غياهب المجهول ما يحاول ان يعرفه ... فجاة كان الرجل الاخر الذي حال بينها وبينه قبل لحظات يقف امام مليكه قائلا " الافضل ان ننسحب لبضع دقائق يا انسه "
تلك اللحظه شدت على يد صديقتها قبل ان تتبع اقتراحه ورافقته الى غرفة الانتظار يمنحان المساحه للثنائي .
جلست متوتره على طرف كرسي والقت نظره على الرجل الاخر فبدى عليه الهدوء والكثير من الرزانه جعلها تبصر عمق الانفعال والعصبيه التي عايشتها قبل قليل ثم انتبهت لحذائها الرياضي الحائل ينقر بتوتر على السجاد الثمين .. فتوقفت تفكر في سرها حتى سجادته اظهرت شيء من التصنيف سمعت صوته الرخيم يعلو فوق همهمات الحديث الدائر بين الثنائي المتخاصم
" تبدين منفعله وقلقله حتى اكثر من صديقتك "
رفعت نظرها ناحيته وضيقت عينيها قائله " ماذا تقصد .. ؟ "
لاحظته يقف بأسترخاء وهو يتكأ على الجدار خلفه وينظر اليها نظرات تقويميه فسارعت تدير وجهها الى ناحية اخرى تحاول اظهار لا مبالاتها به ثم اجاب
" لا شيء انتِ منفعله اكثر من اللازم .."
اخذت نفسا عميقا وهي تجيبه متوجسة من معنى كلامه
" كرهت ان اراه يعاملها كصبي متنمر.. "
اجابها بهدوء وهو يثبت عينيه على وجهها
" لقد حسبها ستهجره ثم جاءت تتهمه بالخيانه .. يبدو ان هناك سوء فهم يحتاج كليهما استيضاحه "
اومات براسها وهي تهمس" اتمنى ذلك فعلا "
" وما موقعك انت .. حارسها الشخصي "
رفعت وجهها ناحيته بانزعاج لسخريته
" يمكنك ان تحتفظ بتعليقاتك الساخره حين لا تعرف شيء عن الاخرين"
احنى رأسه يخفي نصف ابتسامه لا غير ثم رفع كفه ومرر ابهامه على جانب فكه حين بدت ممتعضه من مسار الحديث .. تشعر ان هذا المتانق يرمي الى اتهامها بشيء اخر .. تقدم الرجل ناحيتها ومد كفه قائلا دون مقدمات
" انا غياث .. صديق الصبي المتنمر الذي في الداخل "
ودون ان تبتسم او تصافحه قالت " وانا المجنونه التي تفضل عدم التعاطي معك .. "
كانت تلك هي البدايه فقط. . . . . . . .
أنت تقرأ
مدن لاينزل فيها الغيث الجزء الاول من سلسلة المرايا لكاتبة اسماء
Romanceياإمراة نصفها شمس ونصفها ظلال احبك يافراشة الفرح العابر