الفصل الرابع عشر

279 10 0
                                    

الفصل الرابع عشر


كان يتوق لرؤيتها .. يتوق ان تحتويه ذراعها وتنفض عنه غبار سنين عجاف وظلمت قسوتة على نفسه وعليها في وقت ماض لكنه يتجنب ذلك الان ..
ماذا لو كان حجم ما يكابده اعتى فيجرفها ويؤذيها بحمم اشواقه نفسها وغيرها ..
تنهد بثقل ثم شعر بكف انثويه ناعمه تربت على ظهره .. التفت اليها
كانت عمته نازك .. باسمت العينين
تتأمله بحنو تقرا ملامحه
" ماذا يا ابن اخي أ تجرك الامواج بعيدا عنا ..."
وحين لم يجبها بل احنى رأسه زافرا بضيق اضافت
" تكاد تُغرقك ..."
" انا بخير .. عمتي لا تقلقي .."
" نعم انت دائماً بخير ... اعرف هذا .."
كانت ساخرة بنقد وعتب .. واستجاب هو لها بنصف ابتسامه قائلا
" بل انت في قلبك حديث اخر يا عمتي أفضي به .."
اشارت له براسها نفيا .. وزمت شفتيها تخفي ضحكة تكاد تطفو
" ما يخصكم يخصني ... وانت تجيد التباعد وتناور كثير لكن زوجتك لا تعرف ذلك ...
انها تعجبني .. "
رفع حاجبيه بتعجب ثم ابتسم " وانا ايضا .."
" لقد كادت تطحن والدتك باجاباتها المباشره .. لا تخشى شيء ..
ومع ذلك هي قطة وديعه .."
ندت منه ضحكة خافته يعرفها بالفعل هي وديعة كقطة حين تنظر اليها وصريحه بطريقة بريئه كطفله تستفزك ..
" انه طبعها وهي لا تقصد اي اذى ابداً ..."
هزت راسها برضى
" ولكم تناسبك ... فالفتى الشرس لا يُظهر نفسه تحت الضغط بل يتحرك بمزاجه ..
فكيف بها مع مزاجك ...؟"
اجابها بشرود" انها تسرق مزاجي في كثير من الاحيان .."
لانت ملامح نازك وهي تراه يشرد للحظه مثل عاشق مشتاق
" وانت فعلت المثل .. رأيتها معنا وليست معنا واحيانا تراقب الباب بلهفه .. رغم اننا
اطمئننا على وضعك حول تلك القضيه .. لكن يبدو ان لها حديث قلب اخر .."
احنى رأسه مفكرا ان صبره نفذ ...
يحتاجها .. يحتاجها كم يحتاج الهواء وفي هذه اللحظه ينازع نبضه المجنون اليها
لكنه يتكأ بوهن على حديث عمته ..
انحنى وقبل وجنة عمته بخفة متمتماً
" وصلت الرساله .. اين هي الان ... ؟"
اجابته بتهكم " واين يفترض ان تبحث عنها .. انا عائده لمنزلي ايها الفتى ..."
...
..
الباب الموارب منحه فرصة الدخول بهدوء دون ان تنتبه تجلس بجانب النافذة تحني رأسها تقلب اوراق دفتر صغير بدى كمفكره .. وشلال شعرها يتحدر على كتفيها راقب جانب وجهها كل شيء فيها مشرق يشده وينتزع منه اي ارادة اخرى عدا السعىي اليها لقربها .. ليلمس كينونتها الرقيقه الخالية من شوائب روحه
اعلن حضوره وهو يوصد الباب ثم يتكأ عليه وعينيه معلقة عليها وهي تلتفت اليه على وجهها تعبير مختلط فرحه ناعمه وبسمة خفيه وضعت ما في يدها
فقال يشاكسها ويعلم نفسه التروي
" قالوا لي انك بحثتي عني ..."
انعقد حاجبيها بأستغراب وضاقت عينيها دون ان يختفي ربيعها
ثم حل محل وجومها ابتسامه ساحره ارعدت نبضه وهي تهمس
" انت غشاش متلاعب .."
خطى نحوها بتمهل وعواطفه جياشة كزوابع وحين لفحة اريج عطرها .. ادرك انها تسبقه بخطوه فتنفسها بعمق وهو يمد يديه يجذبها اليه هامسا بصوت اجش وعينيه على ثغرها الباسم رغم ارتجافتها
" في كل مره تبتسمين فيها اجد نفسي .. لكن ضائع فيك .."
كلماته وقربه ورائحة الرجوله فيه جعلت نبضها يتسارع وسرى فيها شوق غريب ان يضمها لكنه همس بنفاذ صبر ..
" أريد ان اقبلك ..."
ورد الخجل وجنتيها وزاحم الانفاس فتلعثمت قائله
" انت تاخذ ولا تطلب ..."
ارتفعت زاوية شفتيه وانحنى نحوها مضيفاً بلطف
" نعم اخذ ما هو مُلكي طبعاً .."
على مسافة اصبعين فقط توقفت انفاسه وهي تميل بوجهها قائله تناوره
" الا يبدو تعبيرك سادي .."
اغمض عينيه وقد بدءت الرغبه تاخذ حيزا مجنونا في كل كيانه فشعر بكفها عند موضع صدره " اصيل أ انت بخير ؟ .."
اصابعه التي تزحلقت ببطا على احساسه اربكت كل حواسه وود لو يضمها اكثر يلصقها بصدره مثل قلب ثان ينبض فيه لكنه اجابها بصوت اجش
"الساديه هي التي امارسها على نفسي مذ اول هذا الصباح والان وامنع نفسي من حملك الى سريرنا لنحُل لغز الملكيه هذا.. ملكيه اتفق عليها كلانا مسبقا ..
هربت حرجاً تدفن وجهها في صدره فأزداد شعوره بالرضا والبهجه وهي تستجيب له على طريقتها العذريه ..
" الان الليله يا ديلا .."
اصبح صوته همسا خافتاً وهو يحملها لسريره ويدفن وجهه في شعرها .. بحث عنها وسعى اليها بكل لهفته وشوقه ...
قبلاته الناعمه كان اولها حذرا حنوناً يلتمس سبيل ليسكب روحه في روحها .. ثم غازيه محمومه بحرارتها ..سرقت انفاسهم لتخالط نعومتها القوة المنبعثه من جسده .. وحين تستجيب اليه .. تدفعه للمطالبة بالمزيد ..ف كان طامعاً .. غازياً ... وجريئاً وهو يسحبها صوب احاسيس ما عرفت شرقها من غربها ..
تتخبط بين ذراعيه حتى هدهد ذعرها بهمسته .. فكانت لحظه انسجام ملؤها الحنان وتيار احاسيس بعثر كل الثوابت .. عداهما ..
....
ثم ارخى ذراعيه رويدا رويدا ودفع شعرها المشعث عن وجهها يبحث عن تقاسيمها الناعمة عن عينيها المذهولتين الضائعتين فيه هامسا لها بقلب خافق
" احبك يا امراة نصفها شمس ونصفها ظلال .."






مدن لاينزل فيها الغيث الجزء الاول من سلسلة المرايا لكاتبة اسماءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن