كراكن

1.9K 239 56
                                    

                             (( ج))

لعنه ريتانا
بقلمى: سماح سمير شبل عطالله
البارت الثالت من الفصل الاول

بيلا
كانت صغيره عندما حرموها من والدتها ونفوها للمملكه القديمه والتى تعتبر منفى للحوريات الصغيره حتى تتم اباده كل الحوريات وينتهى نسلهم جميعا، منذ سنوات اكتشفت اللعنه التى جعلتها هى وقريناتها فى هذا المنفى، ومن يومها وهى تخرج يوميا إلى سطح المياه حتى تستكشف الجزر حولها وايضا تتمنى أن يدخل ابن الاميره اندريا إلى البحر وتجبره على كسر لعنه ريتانا وفى يوم كانت تجلس على الصخره الضخمه ورأت سفينه تقف أمام الصخره، شدها الفضول ونزلت إلى المياه واقتربت من السفينه، و وصل إلى مسامعها أن الشاب الذى يقف خائفا هنا هو طاهر ابن الاميره اندريا، فقالت بحماس:
يا اللهى ! انه هو.
ثم انتظرت حتى تغرب الشمس وتختطفه، وبالفعل عندما سمعت حديثهم وتأكدت أن والده والراجل الآخر ابتعدوا قفزت قفزه عاليه وهى تكور الماء بيدها لتتحول القفزه إلى دوامه مياه عاليه تسقط على طاهر وهبه معا وتلتقطهم، ليصرخ الاثنين من المفاجآه ويراهم حسن و رجب والدوامه تبتلعهم وتسقط بهم مره آخره إلى قاع البحر، ليفقد رجب توازنه ويغشى عليه، اما حسن فيصرخ ويقفز خلفهم فى البحر ويغطس لأمتار عديده حتى يختنق صدره وينفذ الأكسجين ويفقد الوعي، ليسقط جسده إلى القاع، اما هبه وطاهر ففقدو الوعى بعد أن شعرو بضربه قويه على رأسهم عندما التقمتهم دوامه المياه، بصوت يرتجف خوفا قالت:
هل هذا هو؟
بيلا بهدوء:
نعم .
ارتجفت الحوريه الأخرى وقالت برعب:
ومن هذه؟
بيلا:
لا اعلم، ولكنها تشبست به عندما رأت دوامه الماء.
جلست الحوريات بجوار هبه وطاهر فقالت الحوريه شيلا:
هل ماتو ؟!
بيلا بغضب:
منذ أن اخذونى من امى وانا تعيسه الحظ، هلا صمتى يا شيلا، فأنا افكر كيف أجبر هذا الجبان أن يكسر اللعنه.
شيلا:
وكيف عرفتى أنه جبان؟ أن وجهه بري.
التفتت لها بيلا وقالت بغضب:
سمعت حديثه مع هذه الفتاه، واكتشفت أن ابن اكبر المحاربات جبان ولا يعتمد عليه.
شيلا برقه:
ولكنه جميل جدا.
بيلا بنفاذ صبر:
شيلا حبيبتى، احملى الفتاه وادخليها حجرتك وتأكدى أن باب الحجره مغلق ولا تتركيها، هيا.
شيلا بتذمر:
وطاهر؟
بيلا بغضب:
اذهبى قبل أن أكل لحم رأسك الفارغ هذا.
بسرعه ورعب حملت شيلا هبه ودخلت حجرتها و وضعتها أرضا وجلست بعيدا عنها قليلا وهى تحاول أن تهدأ من روعها فهى تتقن لغه البشر ولكنها تخاف منهم كثيرا وما تسمعه عنهم أنهم همج وأكلى اللحوم، كانت تشعر بدوخه وفتحت عيناها بصعوبه وهى تمسك رأسها وتحاول أن تعتدل فى جلستها، اما شيلا عندما رأتها تتحرك تأهبت لأى رد فعل همجى من هبه التى ما أن اعتدلت ونظرت حولها ورأت أنها تجلس بداخل قوقعه ضخمه ولكنها شفافه من إحدى الجوانب التى جعلتها تُدرك أنها فى قاع البحر لتصرخ بعنف وتتلفت حولها بهستريا لترى حوريه تحمل رمح طويل يعادل حجمها مرتين لتصرخ مره اخرى وهى تقفز واقفه وتنظر حولها لترى صخره مدببه ، لتحملها وهى تقول برعب:
انتى مين يابت انتى ؟ اعااا يالهوى امى طلعت ما بتكدبش، اخرتها اموت الموته الزفره دى؟
لمست وجهها وهى تقول:
فين نضارتى؟
ثم مالت بسرعه لتطاقتها من الأرض وبعد أن اعتدلت سألتها مجددا:
وفين طاهر ؟! انتى كلتيه؟!
ما أن خطر ببالها هذه الفكره وغضبت هبه وصرخت وهى تقترب من شيلا وتقول بعدوانيه:
وحيات امك لقطعك بسنانى يا مفجوعه، كالتى اخويا يابت انطقى.
كانت هبه تتحدث وهى تنظر لشيلا بعدوانيه جعلت الأخرى ترتجف خوفا وتقول برعب:
لا ، لا ، لم أكله ، أنه بخير.
هبه بغضب:
يعنى فين هو؟
شيلا برعب :
انه فى غرفه أخرى، صدقينى لم يحدث له سوء.
نظرت لها هبه بشك وقالت بتهديد:
عارفه يابت انتى لو طاهر جرا له حاجه انا هعمل فيكى ايه؟
نظرت لها شيلا برعب ونفت برأسها علامه لا بتوتر ، لتكمل هبه تهديدها وقالت:
هنسر لحمك ده نسيره نسيره، وهشويكى حيه، خليكى تتنطتى على الشوايه كده.
شيلا برعب :
لا ، ارجوكى ، انا مازلت صغيره ولم اتزوج بعد.
هبه بصدمه :
حتى انتو عندكم مشكله العنوسه؟!
شيلا بعدم فهم:
ارجوكى عنوسه لا تأكلينى ، انا مذاقى غير جيد نهائيا.
هبه :
عنوسه مين يا بت انتى ، انا أسمى هبه وبعدين انجرى ودينى لطاهر يالا.
شيلا بأسف:
لم استطيع، إن لم تقتلينى انتى ، سوف تقتلنى هى.
هبه بنفاذ صبر:
هى مين ؟
شيلا :
بيلا صديقتى.
نظرت لها هبه بشك وجلست بهدوء وقالت:
طب قوليلى يا اسمك ايه، انتو مين واحنا هنا ليه وفين ابويا وعمى؟
شيلا :
انا شيلا، وبيلا من تريد طاهر حتى يكسر اللعنه، اما انتى فالولا انك تشبستى بطاهر ما جلبتك هنا.
اشتعل الفضول داخل هبه فقالت بلطف:
الله اسمك جميل يا شيلا، ده معناه ايه؟
هدأت شيلا قليلا ولكن مازلت ممسكه بالرمح، وقالت:
معناه الجنه، ابى من اختاره لى.
هبه برقه:
الله معناه جميل، طيب يا شيلا اقعدى انتى هتفضلى متزنبه كده و واقفه على ديلك، ده حتى يتعبك.
شيلا بتوتر :
لا ، ذيلى قوى.
هبه بضحكه مكتومه:
انتى خايفه منى ولا ايه؟
شيلا بثقه مهزوزه:
بالطبع لا.
هبه :
طب خلاص اقعدى ناخد وندى فى الكلام كده لغايه ما صحبتك تيجى ولا نروح لها.
جلست شيلا بتوتر وقالت:
انتى اخت طاهر ام حبيبته.
هبه بشمأزاز:
حبيبت مين ؟ طاهر ؟! لا يا حبيبتى طاهر ده ابن عمى واخويا بس غير كده وحياتك عندى ما ينفع.
شيلا بسعاده:
حقا !!
هبه بخبث:
الظاهر أن طاهر عجبك. صح؟ ما تتكسفيش، هو فيه زى طاهر ولا جمال طاهر ولا حلاوت طاهر ولا طيبه طاهر ، ده ملاك لا بيهش ولا بينش، مكان ما هتحطيه هتلاقيه ، دى يابختها اللى طاهر يبقى من نصيبها والله.
نظرت لها شيلا بغباء وقالت:
ما كل هذا؟ أنه مجرد اعجاب، ولكن بيلا قالت إنه جبان.
هبه بغضب :
مين ده اللى جبان!!! طاهر ده سيد الرجاله، وبيلا دى من غير ما اشوفها كده شكلها بت غلاويه.
شيلا :
انه مجرد رأى، وما معنى غلاويه؟
هبه :
يعنى بغل كده، وبعدين رأيها ده تحتفظ بيه لنفسها.
شيلا :
اه فهمت غلاويه من تبدى رأيها فى غيرها.
رمشت هبه عدت مرات لتستوعب غباء شيلا ولكنها لم تعلق على هذا واكتفت بلصمت.
______
طاهر
همسات بجوار أذنه تشبه هذه الهمسات التى كان دائما يسمعها فى أحلامه، استغلت بيلا سحرها وهو مغشى عليه واستطاعت الوصول إلى عقله الباطن لتكتشف أن والدته تتصل به منذ سنوات فى أحلامه ولكن بسبب حبسها فى جزيره الحوريات المنسيه لم يستطيع أن يسمع حديثها، تباً، قالتها بيلا عندما لم تستطيع أن تسمع حديث اندريا هى الأخرى، كان يشعر بألم شديد يعصف برأسه وكان يحاول أن يفتح عينه ولكن الألم يجعل رأسه ينشطر نصفين، وبعد عده محاولات استطاع اخيرا أن يفتح عينه ولكن بيلا كانت تنظر له بستكشاف وكانت قريبه من وجهه لدرجه انه عندما فتح عينه لم يرى إلا عينان فقط، ليصرخ من الفزع وبحركه خفيفه كان يبعد عنها حوالى متر للخلف لقد عزز الخوف لديه الادرينالين، لقد فزعت بيلا هى الأخرى من المفاجأه وصرخت عندما صرخ، ولكن طاهر تجاهلها بعد لحظات من استيعابه لما حوله وظل يدور حول نفسه حتى يجد مخرج من هذا الشئ الغريب الذى يوجد بداخله، مما أثار الاستياء لدى بيلا وقالت بغضب:
هل تتجاهلنى؟!
لم يبدى طاهر اى نوع من انواع الاستيعاب، أو الاعتراف بوجودها، فغضبت ولكنها أغمضت عينها لثوانى تستجمع فيهم الهدوء وقالت بصوت هادئ:
طاهر.
يستمع لها جيدا ولكن عقله يرفض التصديق أنها حوريه وأنها تحدثه فظل يتجاهلها وهى لم تيأس وظلت تنادى عليه، حتى وجد قوقعه ضخمه فى ركن من أركان القوقعه الضخمه الاساسيه، ليفتحها بسهوله ويرقد بها ثم يغلق القوقعه على نفسه مره اخرى ويغمض عينه، هو مازال نائما وبعد قليل سيستيقظ ويجد نفسه فى حجرته وعلى فراشه كا كل يوم صباحا، اما الان ما عليه سوى أن يغمض عينه حتى يتغير هذا الكابوس أو يوقظه والده أو هبه، الان،الان سيجد الماء يغرقه ويقفز مفزوع وتضحك هبه المخبوله لأنها تسببت فى قطع خلفه.
كان هذا حديث طاهر فى نفسه حتى يتجاهل صوت بيلا التى لم ولن تيأس، اقتربت بيلا من الصدفه إلتى تخلد بداخلها للنوم وقالت بهدوء:
طاهر ، اين انت يارجل؟
طاهر وهو يضع كفيه على أذنه ويتحدث بهستريا
انت بتحلم يا طاهر ، انت بتحلم ، ودى مش اكتر من وهم فى عقلك الباطن
تذمرت الفتاه وقالت
انت مستيقظ يا رجل ، لماذا تُصر على انى وهم؟
لم يرد عليها وظل يغنى بصوت عالى وهو يقول
الليله عيد اه الليله دى عيد اه اه
اقتربت منه بغضب وقالت
صوتك مقزز يا رجل ، كف عن هذا، انت هنا وصدقنى انا لم اود اجبارك على المساعده ولكنك مجبر لأن امك من تسببت فى هذه اللعنه .
قالتها وهى تفتح عليه الصدفه.
التفت لها وقال بغضب
انتى وهم
ضمت شفتيها بتذمر وقالت
وان كنت أنا وهم وانت واهم، هل الفتاه المجنونه التى كانت معك وهم أيضا؟
طاهر
هبه!!! اهى دى بقى اللى هتخلص لى منك ومن المساخيط اللى معاكى وتخليكم تروحونا.
رمشت بيلا عدت مرات وقالت بتذمر:
هل تقول اننى من المساخيط انا وبنى جنسى؟!
طاهر بغضب:
مساخيط وملعونين كمان.
رفعت إحدى حاجبيها وقالت بخبث:
الملعون هو من يتبرأ من جنسه ولو كان هجين ارعن مثلك، وايضا الملعون من يحتمى بفتاه ليس لديها ربع قوته البدنيه، والملعون من يقف أمام مرأته وهو يعلم جيدا إنه جبان، اتدرى؟ عندما استمعت لحديثك انت وهذه الفتاه تمنيت أن تكون ابنه الاميره اندريا، هل تعلم لماذا؟ لأنها اشجع منك ولكن للأسف انت من يستطيع أن يخلصنا ويخلص نفسه و والدته والجميع لانك الوريث الشرعى للملكه.
أنهت حديثها وهو ينظر لها بغضب لتقترب منه أكثر وتمسك بيدها قميصه بعنف وتقول بحده جعلت أسنانها تصدك ببعضها البعض:
وصدقنى انت مجبر على كسر اللعنه حتى لو ذهبت بعدها للجحيم الابدى،انت وبنى جنسك من البشر، اما انا وجنسى والاميره اندريا لن نموت بسبب طفل مدلل مثلك، ولتعلم أننا جنس الحوريات ارقى من الانتقام من بشرى ضعيف مثل والدك لتركته يموت غرقا عندما قفز خلفكم انت والفتاه.
قاطعها طاهر بصدمه وقال:
ابويا !!!
بيلا بشمأزاز:
نعم ، سبب الكوارث التى تلاحقنا جميعا.
نفض طاهر يدها من على قميصه بعنف وقال:
ابويا لو حصل له حاجه هو ولا عمى هولع فيكى وفي اى حد يتشدد لك.
اخذت نفس عميق وقالت بنصف ابتسامه وهى تمسك يدها بالم:
هل تظهر قوتك على فتاه ايها الاحمق؟
طاهر بغضب وصوت عالى متلعثم:
بقولك ابويا فين؟ انتى غبيه؟
بيلا ببرود:
لقد انقذت والدك ايها الأرعن، اللعنه عليك هل يردون البشر المعروف هكذا؟ اللعنه.
هدء طاهر وقال بخوف طفل حقيقى:
انا اسف، بس بالله عليكى ابويا وعمى كويسين؟
بيلا بنفاذ صبر:
قلت لك أنهم بخير.
طاهر وهو يمسح وجهه بكفيه:
الحمد لله، الحمد لله.
بيلا وهى تجز على أسنانها:
لماذا لم تطمئن على الفتاه؟ كل تفكيرك فى والدك وعمك، انت مثل والدك لم تفكر فى امرأتك فقط من يشغل بالك الذكور، اللعنه عليكم جميعا.
نظر لها طاهر بشمأزاز وقال:
امرأتك ايه وبتاع ايه يا متخلفه انتى، وعلشان بقى تبقى عارفه لا انتى ولا صنفك كله ممكن يقدرو يعملو لهبهوب حاجه، ولأخر مره هقولك اوعى تفكرى انك تجيبى سيرت ابويا الريس حسن بقله ادب، ساعتها هقطع لك لسانك الزفر ده.
بيلا بغضب:
اللعنه عليك، اللعنه عليك…..
صمتت بيلا فجأه وهى تستمع إلى صراخ، أنه صراخ شيلا، لتقفز من مكانها هى وطاهر عندما اقتحمت شيلا وهبه القوقعه ولم تتوقف كلاهما عن الصريخ بهستريا، توتر طاهر وبيلا وحاولت بيلا السيطره على شيلا لتهدء من روعها وتقول لها لماذا تصرخ؟ لتستمر شيلا فى الصريخ وتنطق هبه اخيرا برعب لتقول:
فيه سواد على دماغنا كلنا، اتصرفى خلينا نمشى من هنا هنتاكل.
ثم ظلت تقفز فى مكانها وهى تصرخ مجدداً، لم تفهم بيلا وقالت بغضب:
شيلا ما دهاكى يا فتاه هل فقدت عقلك؟ لا يوجد هنا مخلوقات خطيره.
شيلا وهى تحاول التحدث:
الان يوجد.
هبه موجهه حديثها لطاهر:
اتصرف يا طاهر انت برضو نص سمكه هتعرف تهرب يا خويا انا اعمل ايه؟ انا كده هتاكل.
طاهر بتوتر:
اعمل ايه؟ اعمل ايه؟
شيلا تصرخ وهى تقول:
هلكنا ، هلكنا جميعا.
تداخلت اصوات شيلا وطاهر وهبه مما أدى إلى تشويش بيلا كثيرا وجعلها تفقد السيطره على نفسها وتقول بصوت جعلهم جميعا يصمتون بفزع:
شيلا ، ما الذى يخيفكم؟
شيلا برعب:
وحش البحار كراكن.
تعرق وجه بيلا وقالت بخفوت:
كراكن!!!

روايه ((لعنه ريتانا))بقلم :(( سماح سمير شبل )) فنتازيا ((مكتمله))حيث تعيش القصص. اكتشف الآن