لعنه ريتانا
البارت الثانى
من الفصل الثانى
بقلم سماح سمير شبل عطاللهريتانا
منذ عقود كانت مملكه الحوريات مملكه مسالمه ولا تحتك بعالم البشر الا قليلا من خلال ملك الحوريات عندما طلب منه ملك مدينه اطلانتس الانضمام لحفلاته كانوع من أنواع الترابط بينهم لأنهم يعيشون فى نفس المملكه ولكن مملكه الحوريات فى أعماق المحيط أسفل مدينه اطلانتس ، حتى جأت حوريه من الغرب تبحث عن مأوى وتطلب من ملك الحوريات الانضمام لمملكته هى وعشيرتها ، كانت مملكه الحوريات تضم الكثير من انواع الحوريات فلم يعارض الملك، وجأت الى المملكه هى وعدد لا بأس به من نوعها ، وبعد فتره ليست كبيره اكتشف انها وعشيرتها يتغذون على البشر وقد ازعجه هذا التصرف ليطلب لقائها وعندما سألها عن سبب افتراس البشر قالت إنها طبيعتهم وان البشر يأكلون السمك فلما لا يأكلونهم، غضب الملك وطردها هى وعشيرتها لتتخذ أكواخ قريبه من المملكه مسكن لهم تحت جزيره قريبه من اطلانتس لينتشر السحر الاسود بين البشر ويطلب ملك مدينه اطلانتس العون من ملك الحوريات الذى غضب من ما تفعله هذه الحوريه هى وعشيرتها ، لم يقتصر شرها على بنى البشر ولكن انتشر السحر الاسود بين مملكه الحوريات وبدأ الملك فى نفى اى من أهل مملكته يتبع خطى هذه الساحره الخبيثه ، ليأتى اليوم الذى يحارب ملك مدينه اطلانتس الحوريه الساحره وتتحد هى ومن معها ويتسببو فى دمار اطلانتس وغرقها وتدمير مملكه الحوريات ، لتهرب الملكه ومن تبقى معها من أهل المملكه بعيدا وبعد أن استطاعوا أن يبنو مملكه جديده أتت لها ((شرمانه)) ملكه الحوريات السحره التى دمرت اطلانتس والتى طردها الملك من قبل وطلبت بكل خبث الانضمام مره اخرى الى مملكه الحوريات، رفضت الملكه الام بشده ، فغضبت شرمانه واخبرتها أنها ستنعل نسلها حتى يكونو جميعهم اناث، وذهبت شرمانه إلى مملكتها مره اخرى لترتجف الملكه وتجمع وزرائها ومن ضمنهم السلطعون الحكيم والذى يتنبأ بلمستقبل، فقال لها
(( لعنتك ولعنت نسلك الملعونه، ولكن سيأتى من نسلك امير هجين سينتقم منها ومن نسلها ولكن ستفقد المملكه معظم أهلها قبل ياتى الهجين، سيكون من نسل الملعونه فتاه لم يرى المحيط شر كا شرها ولا اسود من قلبها وستنتقم من المملكه عندما تتأكد من ولاده الأمير هجين الدم ))
قالت الملكه بلهفه:
متى ؟؟
قال السلطعون الحكيم:
لا اعلم ، ولكن الحرب ستكون حرب دمار لمعشر الحوريات ومعشر البشر وسيكون الأمر كله بيد هذا الهجين ، اما ان يسحقها واما ان تسحقه.
قالت الملكه الام بغضب:
انت قولت أنه سينتقم منها.
السلطعون:
المستقبل مبهم ومتغير دائما مولاتى ، وانا وان كنت أرى شئ منه لم أجزم لكِ أنه سيحدث حقا، الأمر كله بيد الله سبحانه.
مرت عقود وعند تولى الملكه الجديده تقص لها الملكه السابقه ما حدث وتقص عليها النبؤءه التى كانت لا تخرج سوى للملكات فقط بعد أن أصبحت النبوءه مقتصره على ملكات المملكه، كانت الملكه فاسيليا تعلم بالنبوءه ومع ذالك لم تمنع شقيقتها الاميره اندريا أن تتزوج من تحب ولكن عندما أنجبت شقيقتها طفلها قصت عليها ما تعرفه واوصتها بعدم البوح به إلا لولدها الأمير لانه هو من سيكون الملك عندما يبلغ ولأنها أيضا لا تثق أن كانت هى من ستسلمه العرش ام لا، فانها تعلم أن ريتانا لو اقتحمت المملكه ستقضى عليها فى الحال، ولكن هناك من سمع حديثهم وهى الحوريه التى كانت ترافق الاميره لتخدمها فى جزيره الضباب وهى أيضا من كلفتها اندريا برساله لزوجها حسن عندما سقطت المملكه، ولكن الحوريه عندما رأت لهفه حسن أرادت أن تطمأنه وهى لا تعلم أن ريتانا تراقبها، وقد علم الجميع بالنبوءه بعد أن قتلتها ريتانا.
اندريا
كانت اندريا من أذكى الحوريات فى المملكه وكانت أيضا أكثرهم علم بجغرافيا المحيط والمحيطات التى على الارض فكانت كثيرا ما تغامر حتى تستكشف البحار والمحيطات والجزر عليهم ، فعندما أخبرتها شقيقتها الملكه بالنبوءه ، كرست وقتها لرسم خريطه مفصله لجميع الجزر والمداخل السريه لها، كما ذكرت بحار ومحيطات فى هذه الخريطه لم يكتشفها البشر بعد، وكونت صداقات فى كل بقعه اكتشفتها وكتبت فى الخريطه كل هذا حتى اسماء أصدقائها هناك واخيرا كتبت رساله لطفلها فى ظهر الخريطه وسحرتها حتى لا يستطيع مخلوق قرائتها سوى طاهر، ولكن عليه أن يصدق كل هذا اولا.
رساله
طفلى العزيز اعلم أنك أصبحت رجل بالغ الآن وقد اتمممت السادسه عشر من عمرك البشرى، لقد كتبت لك تاريخ مملكت الحوريات لكى تعلم كل شئ عن معشر الحوريات، اعلم أن حسن اخبرك بكل شيئ ولكن أردت دوما ان اكون انا من يقص عليك تاريخنا ولهذا كتبت لك كل شيء فى هذه الرساله ورسمت لك هذه الخريطه، أنها كنزك الان الذى سيجعلك تستطيع القضاء على ريتانا المسحوره، اتمنى أن تصل إلى ابنه خالتك بيلا وابنه صديقتى شيلا ، كونو عونا لبعضكم البعض ، واخيرا اتمنى ان اراك قبل أن أموت ولو لدقيقه واحده، احبك.
امك اندريا.
انهمرت دموع طاهر وهو يقرأ الخريطه بكل ما فيها ويقرأ الرساله للمره العاشره وعندما ينتهى يقول (( احبك أيضا امى)) حاولت شيلا وبيلا السيطره على دموعهم ولكن هبه لم تستطيع وأنهمرت دموعها وبكت بحرقه لتمسح أنفها الذى بدأ فى السيلان وقالت ببكاء وصوت غاضب:
بيلا عندها حق يا طاهر، عم حسن طلع واطى.
طاهر :
انا مش عارف كان هيستفيد ايه ؟
ثم بكى مره اخرى حزنا على نفسه ومن والده .
صمت خيم على المكان مع ظلام الليل ، لتقول هبه بتوتر:
انا خايفه، هو الليل هيطول زى النهار كده؟
بيلا:
نعم ، الليل اطول من ليلكم عشر مرات.
هبه :
يا حزنى !! طب هنعمل ايه دلوقتي ؟!
طاهر :
الاحسن أننا نمشى من هنا، ريتانا ممكن تبعت حد يتأكد أننا موتنا.
شيلا :
هل نخرج من هنا الان؟
طاهر :
لا ، احنا هنا على سلالم آخرها ممر تحت المحيط هنمشى فيه لغايه ما نوصل جزيره الحوريات المنسيه.
تبادلت شيلا وبيلا وهبه النظرات المصدومه لتقول بيلا بجديه:
اعلم أن ما اكتشفته لتوك ليس هينا ولكن اندريا وهى ترسم هذه الخريطه كانت لا تعلم أن ريتانا ستسجنها فى جزيره الحوريات المنسيه، ومن المؤكد أنها جربت كل الطرق للهرب من هذا السجن ، ولكن هى مازالت هناك نحن نشعر ببعضنا البعض.
طاهر بجديه:
احنا هنجرب وممكن هى ما تقدرش تخرج من مكانها بس احنا ممكن ندخل لها.
شيلا بحماس:
نعم بيلا ، لقد ألقت الملعونه لعنه التيه عليهم وعلى كل معشر الحوريات حتى لا يصل إليهم أحد حتى هى لا تستطيع أن تصل الى الجزيره الان.
طاهر :
بالظبط كده ، انا هجين وهبه المفروض بنى ادمه و…
هبه مقاطعه :
مفروض!! على أساس انى نسناسه يعنى ولا ايه؟ ما تاخد بالك من ملافظك ياض انت.
طاهر بنفاذ صبر:
مش قصدى يا غبيه انا بفهمهم ان انا وانتى مش دايره اللعنه بتاعت زفته دى.
هبه وهى تعدل لياقه قميصمها:
ايوه كده ، اتعدل .
بيلا بستفهام:
لقد نعتك بالغباء، هل هذا طبيعى ؟!
هبه :
بت يا بلبل انا واخويا احرار ماتدخليش بينا، وعلى رأى المثل ، ياداخل بين البصله وقشرتها ما ينوبك الا دمعتها يا ختى.
بيلا بنفاذ صبر:
انتِ غريبه الأطوار وحديثك دائما غامض، اذهبى للجحيم انتِ وحديثك.
هبه بغضب:
بعيد الشر عنى يا بومه، جحيم ياخدك انتى لوحدك.
كادت بيلا وهبه أن يتشاجران ولكن طاهر صرخ بهم وقال بغضب:
مش وقته خناق انتى وهى، المفروض أن احنا نتحرك دلوقتى ، يالا .
أنهى حديثه ثم أخذ فرع شجره كان قد سقط مسبقا وانتزعه من الماء حتى يجف وأخذ حجارتين ثم ظل يحكمها حتى اشتعلا واشعل الفرع وسبقهم بخطوات ، لتنظر له شيلا بإعجاب واضح وتشرد بعيدا بخيالها، لتفيق على يد هبه التى تجذبها من لياقه قميصمها وهى تقول:
يالا يا ختى مش وقت مسلسل حريم السلطان ده.
ضحكت بيلا عليهم ، هى لا تعلم عن حريم وسلطان هبه تتحدث ولكنها أيقنت أنها تتمنر على شيلا واعجابها بطاهر ، و واصلو السير خلف طاهر الذى يسير وكأنه قد سار على هذه السلالم لمرات عديده، لدرجه انه حزرهم أن الدرجه القادمه بها خلل وطلب منهم تخطيها.
____________
وصل التنين الاحمر إلى البحر الميت ليرى جميع مملكته تنتظره وعندما ظهر لهم نفثو النيران ترحيبا بعودته، ولكنه طأطأ رأسه فأقبلت عليه زوجته بسرعه وقالت له:
لا تحزن فما حدث ليس من شيمك وجميع أهل المملكه ينتظرون عودتك حتى يثأرو لك.
التنين الاحمر بغضب:
ساقطعها ارباً ، هذا ثأرى وحدى.
صاح أهل المملكه إن الثأر لهم جميعا وان ريتانا ستصبح من الماضى عندما يأذن الملك لهم.
التنين الاحمر :
إذن ، فسوف استعيد طاقتى مره اخرى وبعدها نشن الحرب على ريتانا.
_____________
اه يانا يا ركبى ، هو السلم الحزين ده مش هيخلص.
كانت هذه هبه التى تذمرت للمره المئه من طول الدرج الذى لا ينتهى.
بيلا بألم:
لم امشى كل هذا الوقت من قبل.
شيلا بألم:
نعم ، هل يمكننا التحول لحوريات حتى نسبح افضل يا طاهر؟
طاهر وهو ينظر إلى الخريطه:
مش هينفع الميه هتجرفكم بعيد عن طريقنا ، وبعدين هانت فاضل ميت سلمه.
هبه بصدمه:
ميت سلمه! يا لهوى يانا يامه، طب اقولكم حاجه انا هنام وانتو دحرجونى على السلالم اسرع.
بيلا وشيلا بعدم فهم:
ما معنى هذا؟
طاهر بسخط:
ندحرجك!! راح فين حث المغامره والساسبنس اللى كنتى هتموتى طول عمرك وتعيشيهم يا هبهوب.
هبه:
هو لازم يعنى علشان اعيش المغامره تبقى منيله كده؟ انت عارف انى لو كنت فى مغامره لوحدى ما كنش حصل فيا كل ده، إنما حظى المنيل وقعنى فى مغامره مع اكتر واحد منحوس فى الدنيا يا قدرى.
ضحك طاهر بصوت مرتفع وقال:
لا فى دى عندك حق ، انا نحس فعلا.
انفجر الجميع فى الضحك وبعد أن صمتو جميعا مره اخرى ظلت هبه تغنى ليتفاجأ الجميع بصوتها الجميل، لم يعلق أحدا منهم وتركوها تغنى وبعد أن انتهت صفق لها الجميع ليتحول وجهها إلى الأحمر القانى وتقول شيلا بدهشه وعفويه:
كنت أظنك لا تخجلين مثل الفتيات هبه!
ليضحك طاهر مره اخرى على عفويت شيلا ، وتصفعها هبه على موخره رأسها وهى تقول:
احترمى نفسك يا نحنوحه انتى .
شيلا بصدمه:
هل تتعدى عليا بالضرب؟ هذا الشئ مرفوض.
بيلا :
حمقوات.
هبه :
شيلا يا ختى لمى لسانك علشان الم ايدى ، وانتى يا باجور الجاز انتى بطلى شعلله ، الحوار مش ناقصك.
قاطع طاهر شجارهم الذى على وشك البدء مره اخرى وقال بابتسامه:
اخيرا ، وصلنا النفق .
انتبه إليه الجميع وقالت بيلا:
طاهر انظر مره اخرى فى الخريطه ، هل هذا النفق فيه اكسچين ام لا؟ هبه لم تتحمل قله الأكسجين.
هبه وهى تربت على صدرها قالت:
تعيشى يا بلبل.
أخرج طاهر الخريطه مره اخرى وتفحصها وقال:
مش مكتوب اصلا ، فيه اكسچين ولا لا انا اصلا سامع صوت الميه فيها.
شيلا :
اظن أن النفق معبر للمحيط، وهذا سيكون سهل علينا جميعا الا هبه.
طاهر :
خلاص لو اتحولت رجلى لديل زيكم هشيل انا هبه ونحاول كلنا نخرج منه بسرعه.
هبه :
اصيل يابو نسمه.
شيلا بصدمه:
من نسمه؟ هل انت متزوج؟
ضحكت هبه بشده وقال طاهر:
دى دعابه ، دعابه ياشيلا يالا بقى الله يستركم خلونا نخلص.
أنهى حديثه وقفز فى النفق وبالفعل تحولت قدميه وسيقانه إلى ذيل سمكه ولكن لم يكن ذيل عادى لقد كان ذهبى اللون وبريقه أضاء النفق المظلم بالكامل، كانت صدمه طاهر لا تقل عن صدمه الجميع ، ولكن الاصوات التى سمعوها جميعا جعلت انبهارهم يتحول الى رعب وتسابقو فيما بينهم للخروج من هذا النفق وهم يكتمون أنفاسهم، حتى هبه التى كانت تتعلق بظهر طاهر عندما سمعت الصوت ورأت شيلا وبيلا يهرعون للخارج قفزت من على ظهره وسبحت بمهاره لم تكن تتخيل انها لديها هذه السرعه فى السباحه ولكن الخوف هو من دفق الادرالين فى عروقها لكى تهرب بسرعه، نظر لهم طاهر بصدمه وقال فى نفسه:
ياوطيه انتى وهى وهى.
ثم هرع خلفهم ليخرجو النفق ويجدون أمامهم ما لم يتوقعوه ولم تذكره اندريا فى خريطتها, لينظرون لبعضهم بصدمه
_____________على عرش من بلور مطعم بالاحجار الكريمه تجلس ريتانا وهى تمتاز غضبا وحولها حاشيه تشبهها وتقول واحده منهم برعب خوفا من بطش ريتانا عليها:
مولاتى ملكه البحور والمحيطات، جاءت رساله من الثعبان الاسود أن الملاعين لم يظهرو حتى الآن.
خبطت ريتانا شوكتها السوداء فى الرخام أسفلها وقالت بغضب:
لم يموت الهجين للأن ولم استطيع الوصول لمكانه، هل ابتلعه المحيط؟! ابحثو عنه فى جميع المحيطات ولا تعودو لى الا بجثته.
انصرف الجميع بسرعه البرق قبل أن تغضب ريتانا أكثر من ذالك ولكنهم لم يخرجو من حدود القصر الا وصوتها الغليظ الغاضب يجعلهم يهرولون خارج القصر، اما فى جزيره الحوريات المنسيه ضحكت أندريا ضحكه رنانه وقالت:
يعجبني غضبها فى كل مره لم تدركهم .
بانو بابتسامه:
اتمنى ذالك.
اندريا بسعاده:
أنها الحقيقه بانو لقد مر وقت طويل حتى اتم طاهر السادسه عشر ولكن من الواضح أنه عثر على بيلا وشيلا وهم الآن يراوغون الملعونه واظن أنهم يستمتعون بهذا.
ثم ضحكت مره اخرى لتنظر لها بانو وتقول:
لا اعلم ولكن إن كان طاهر الان فى السادسه عشر ستكون بيلا وشيلا الان فى السادسه عشر أيضا ولكن بزمن الحوريات وهذا غير معقول.
اندريا بسعاده:
نعم وما الغير معقول فى هذا؟
بانو :
لقد كنت اداوم على عد الأيام التى نقضيها هنا ، وان كانت حساباتى صحيحه فهم جميعا الان تخطو العقد الثانى لهم بقليل.
توترت عضلات وجه اندريا وقالت :
لا من الواضح انك اخطأتى هذه المره بانو ، لقد وعدنى حسن أن ينفذ ما اطلبه منه دوما .
بانو :
نعم ، من الواضح اننى أخطأت حساب الايام .
وصمتت بانو وهى تعلم جيدا أن حساباتها صحيحه وان طاهر وشيلا وبيلا تخطو السادسه عشر، ولكنها لم تبوح بهذا حتى لا تحزن اندريا مره اخرى.