لعنه ريتانا
بقلمى سماح سمير شبل عطالله
البارت الخامس
من الفصل الاولشيلا
عندما قالت لها بيلا اذهبى مع طاهر ، علمت أن هناك خطب ما، بيلا ليست قرينتها فى المنفى فقط ، أنها صديقتها الوحيده والمقربه، وتحفظها عن ظهر قلب، ولكنها تجاهلت الأمر وسارت مع طاهر الذى كان صامتا لم يتحدث الا القليل، القليل جدا، لم يبتعدو كثيرا عندما وصل إلى مسامعهم صوت ينبوع الماء فقالت شيلا:
استمع، أنه صوت ينبوع الماء العازب.
طاهر بدهشه:
ينبوع !! انا كنت مفكر أن فيه نهر بيصب ميته فى البحر.
شيلا:
لا ، هنا فى جزيره الضباب ستكتشف أنها مليئه بلألغاز، هذا الينبوع يخرج من باطن المحيط ولا يوجد له مصدر.
طاهر :
سبحان الله العظيم ، قادر على كل شئ.
شيلا بسعاده:
نعم سبحانه بقدرته نحيا وبقدرته نموت.
طاهر بدهشه:
انتو تعرفو ربنا؟ اقصد يعنى..
شيلا بضحكه ساحره قاطعت طاهر وقالت له:
يا رجل ، يسبح له من فى الارض ومن فى السماء ومن فى البحار أيضا، الأسماك دائما ما تسبح بأسم الله ولكنكم معشر البشر لا تفقهون حديثها ولو سمعتموه ونحن أيضا حتى ماء البحر والرياح والسحب، جميع مخلوقات الله تسبح له وتشكره كثيرا على الانعام الذى انعم بها علينا.
طاهر بخشوع:
سبحانه.
اقترب طاهر وشيلا ورأى الينبوع الذى يخرج منه الماء العزب، مد طاهر يده وغرف من الماء وشرب حتى ارتوت عروقه ثم غسل وجهه وظل يتلفت حوله فى حيره.
شيلا:
هل تريد شئ؟
طاهر :
اه عاوز حاجه املاها ميه.
بفرقعه إصبعين من شيلا فى الهواء وقع بين يديها دورق كبير أعطته لطاهر وقالت:
اطلب فقط يا طاهر.
طاهر بتعجب:
انتو اى حاجه تعوزوها تقدرو تجيبوها بسحركم؟
شيلا :
لا ، ليس كذالك، السحر يساعد فقط فى الاشياء التى تشبه الدورق ولكن لا نستطيع أن نأتى بالماء أو الطعام بنفس السحر، فقط الاشياء التى تساعد مثل الملابس أو الدورق.
هز طاهر رأسه بتفهم ولم يعلق مره اخرى وملئ الدورق وظل يجمع بعض الفاكهه التى يعرفها فقد رأى انواع من الثمار لم يسمع حتى عنه من قبل، انتظرت شيلا أن يشاركها الحديث مره اخرى ولكن طاهر صمت مره اخرى، هل كل الرجال هكذا؟ دائما صامتون؟!
سألت شيلا نفسها هذا السؤال، ظلت تسير خلفه وتأخذ من الثمار الذى يختاره حتى قال:
يالا نرجع لهم.
شيلا :
حسنا ، ولكن هل هذه الثمار كافيه؟
اكتفى طاهر بهز رأسه بنعم وأكمل طريق عودته إليهم مره اخرى، اما شيلا فأحبطها رده المختصر، لقد كانت تحاول أن تفتح مجال للحديث مره اخرى معاه ولكنه قطعه من قبل أن يبدأ، كادو يبتعدو عن ينبوع الماء عندما قابلو بيلا و هبه يسيرون فى اتجاههم.
هبه :
كويس كنت خايفه نتوه من بعض.
طاهر وهو يعطيها الدورق لتروى ظمأها قال:
ايه اللى جابكم؟
جذبت هبه الدورق وظلت تشرب حتى ارتوت ثم قالت له:
ابدا، هندور على مكان نبات فيه.
طاهر بسخريه:
نبات ! انتى مش واخده بالك أن احنا بقالنا كتير جدا والشمس لسه وسط السما ، اليوم طويل جدا للدرجه دى؟ ولا انتى عندك تفسير تانى يا اخت بيلا؟
لثوانى استوعبت هبه أنهم بالفعل منذ أن خرجو من القوقعه ومرت ساعات كثيره جدا ولم تغرب الشمس أو حتى تهدأ حرارتها.
بيلا ببساطه:
اليوم مازال فى ساعاته الاولى.
هبه وهى تعدل من وضع عويناتها:
بيلا يا ختى فعلا بقالنا كتير هو اليوم بتاعكم غير بتاعنا ولا ايه؟
اكتفى طاهر بنظرات السخريه لبيلا التى قالت بغيظ:
هل انت مجنون؟ لماذا تنظر لى هكذا؟ انا لم اكذب، وان كان طول اليوم يضايقكم ،فلتحمدو الله أن اليوم يسير ببطئ حتى نستطيع ايقاف هذه اللعنه قبل أن تسيطر على العالم أجمع.
انهت حديثها وتركتهم وذهبت إلى شجره ضخمه وجلست تحتها، نظرت لهم شيلا وقالت:
بيلا رقيقه جدا عكس ما تظهره من قوه، ولكنها متوتره لأن اللعنه من الممكن أن تؤذى البشر ولكنها ستقضى على معشر الحوريات جميعا بكل انواعها.
تركهم طاهر واختار له شجره أخرى واسترخى تحتها، اما هبه وشيلا ذهبتا الى بيلا واعتذرت هبه منها.
بيلا:
ابلغوه أننا سنجتمع بعد أن تعد لنا شيلا غداء، علينا وضع خطه لكسر اللعنه قبل أن تغرب الشمس.
أومأت لها هبه وتركتها واقتربت من طاهر الذى تجاهل وجودها تماما.
هبه بغيظ:
ما تسطعبطش يا طاهر انا عارفه انك صاحى، شيل ايدك من على عينك وقوم خلينا نتكلم.
اعتدل طاهر فى جلسته بنفاذ صبر وقال بلا مبالاه:
ارغى يا هبه.
تجاهلت هبه حماقته وقالت بحزم:
انت مالك؟ بيلا عاوزه تساعدك وتساعد نفسها، أظن ان المفروض انك تشكرها مش تتخانق معاها كل خمس دقائق.
طاهر:
اشكرها!!! دى خطفتنا يا هبه ولا انتى ناسيه؟
هبه:
علشان تساعدها على تكسير اللعنه، واللى الظاهر أن ابوك وابويا ما يعرفوش عنها غير نصها بس.
طاهر:
يعنى ايه؟
هبه:
ما انت لو بتركز كنت فهمت، شيلا قالت إن اللعنه ممكن تأذى كتير من البشر بس هتقضى على معشر الحوريات كله، اول حاجه احنا ما نعرفش الجزء ده من الحكايه، تانى حاجه امك من الحوريات وده معناه انها هتموت زيهم، وانت كمان هجين مش بعيد يكون مصيرك زيهم برضه، ده غير الخلل اللى هيحصل، وفيه حاجه مهمه احنا كنا فاهمين أن ريتانا دى حوريه زى ما ابوك وابويا قالو، بس كلام شيلا عكس الكلام ده، لأنها لو حوريه اكيد مش هتموت نفسها بلعنتها.
نظر لها طاهر باستيعاب وقال:
معاكى أن هما عارفين اكتر مننا بس ده مايمنعش أنهم مش دوغرى وكلامهم ناقص حاجه دايما، انما لو كل واحد فينا قال اللى عنده بصراحه هيبقى الوضع مختلف وممكن ساعتها اهتم، بس لو حسيت بس أنهم مخبيين عنى تفصيله هسيبهم يولعو واحنا معاهم.
هبه وهى تعدل من وضع عويناتها:
انت اكتف قوى، بس معاك حق، عمتا البت شيلا هتعمل لنا غدا ناكل ونملى التانك علشان هنعمل اجتماع.
طاهر بضحكه:
اجتماع!!!
هبه :
اه يا ظريف، علشان نعمل خطه، وما تقلقش انا هبلغها بكلامك ده علشان نبقى كلنا كده على نور من اولها.
طاهر وهو يسترخى مره اخرى قال:
خليها تشوى لينا سمكتين، انا مش قرد علشان أكل فاكهه.
قالها بصوت عالى متعجرف لتنظر له بيلا بشمأزاز وتضحك هبه و شيلا عليهم.
تركته هبه واقتربت من بيلا وقالت:
خلى عندك روح رياضيه يا بلبل انتى نباتيه، احنا لا، وبصراحه الواد عنده حق بعد العوم ده كله عاوزين اكله تسد معانا الفاكهه حلوه بس هتهفتنا، يرضيكى نفيص منك قبل اول جوله؟
بيلا بشمأزاز:
حديثك غريب، هل انتم تتحدثون دائما هكذا، ام أنتِ فقط؟
هبه:
ليه بكلمك لاوندى ما انا بتكلم عربى اهو.
بيلا:
هذه عربيه فصحه؟!
هبه بضحكه عاليه:
الفصحى فى ذمه الله، دى عربيه عاميه يا اختى.
بيلا بشمأزاز:
اذهبى مع شيلا، هيا يا فتاه لقد افسدتى يومى بحديثك الهمجى هذا.
هبه:
يووه انتى قفوشه ليه يا بلبل، انا بهرء معاكى.
بيلا:
من بلبل هذه! انا بيلا وهيا اغربى عن وجهى.
هبه:
مش بقولك قفوشه، ده انا بدلعك ، عمتا انا رايحه مع شيلا بس عاوزه اقولك حاجه، طاهر موافق أن احنا نعمل اجتماع بس الاول تقعدى كده وتحكى كل اللى تعرفيه عن حكايه اللعنه دى وعن ريتانا، واحنا كمان هنقول اللى عندنا ، وفى الاخر هنقدر نتعاون، إنما شغل السسبينس ده وانكو تحتفظو بمعلومات لنفسكم هيخلى طاهر يعند ويسبنا نخبط روسنا فى روس بعض انا وانتم، وهو ما شاء الله، اللهم لا حسد واخد نوبل فى البرود .
اخرجت بيلا زفره قويه وقالت:
اذهبى.
هبه قفزت من جوار بيلا واقتربت من شيلا وشبكت زراعها فى زراع شيلا وقالت وهى تسير:
ايه يا ختى ده! بيلا دى عنيفه قوى وقفوشه، انتو كلكم كده يا شيلا؟
ضحكت شيلا بصوت عالى وقالت:
سوف تتسببين فى موتها غيظا أنتِ و هو.
_________
على سفينه الريس حسن
افاق رجب ليجد حسن مبتل وفاقد الوعى بجواره، ليقف سريعا ويقترب منه ويحاول افاقته وهو يضرب بكفه وجه حسن برفق:
حسن ، حسن.
ليسعل الاخر عدت سعلات متتاليه ويساعده رجب فى الجلوس ويهرول ليأتى بكوب ماء ويساعد حسن ليشرب، ليستوعب حسن ما حوله ويقول بحزن:
طاهر وهبه .
رجب:
ايه اللى حصل ده يا حسن؟ انت تعرف مين اللى خطف العيال؟ تكون الملعونه هى اللى خطفتهم؟
حسن وهو ينفى ويهز رأسه علامه على النفى:
لا مش هى ، اللى خطفتهم حوريه من الحوريات، وهى نفسها اللى ساعدتنى وطلعتنى من قاع البحر.
رجب بصدمه:
انت بتقول ايه؟ انت كنت هتغرق!!
حسن :
انا غطست وراهم بس للحظه فقدت السيطرة على نفسى ونفسى راح وبقيت انزل لغايه ما الدنيا عتمت وجسمى لمس رمل القاع، بس ايد قويه سحبتنى بسرعه وقفل ما يغمى عليا شفتها حوريه بتتحكم فى الدوامه اللى خطفت فيها العيال والايد التانيه بتحطنى على ضهر السفينه هنا.
رجب :
انا مش فاهم منين خطفت العيال ومنين انقذتك؟ والعيال فين دلوقتى؟
حسن :
الحوريه دى من نوع اندريا والنوع ده مش مؤذى واكيد كانت عاوزه طاهر بس علشان يكسرو اللعنه، وهبه راحت بالغلط.
رجب:
بنتى كده فى خطر يا حسن.
حسن بدموع:
انا اسف يا رجب كل ده غلطى انا، عنادى وطمعى انى عاوز كل حاجه هو اللى وصلنا لكده.
أنهى حسن حديثه واجهش فى البكاء، ليربت رجب على ظهره برفق ويقول بثقه:
ما تلومش نفسك يا حسن، كله مقدر ومكتوب، وبنتى وابنك استودعتهم الله، وربنا يحفظهم، خلى يقينك بالله كبير.
رفع حسن رأسه الى وجه صديقه وقال:
يارب ، يارب نجيهم يارب.
ساعده رجب فى الوقوف وقال:
تعالى نتوضى ونصلى ركعتين لله الفجر اكيد إذن، الساعه اربعه ونص دلوقتى.
أومأ له حسن وسار مع صديقه ولكن تذكر أمر وقال بسرعه:
الساعه.
رجب بدهشه:
مالك يا حسن؟
حسن بسرعه:
الخريطه مع هبه، الساعه بعد الصخره غير هنا يا رجب.
رجب بعدم فهم:
يا حسن الله لا يسيئك فهمنى انا مش فاهم حاجه، ساعت ايه والخريطه اللى مع هبه مالها؟
جلس حسن وهو يتمتم:
الحمد لله، الف حمد وشكر ليك يا رب، الف حمد وشكر ليك يارب.
رجب !!!!!!!
____________
هبه :
هتاكلى معانا يا شيلا ولا انتى نباتيه زى بلبل؟
شيلا :
لا بيلا فقط النباتيه، اما انا سأكل معكم، ولكن هل ستكفيكى انتى وطاهر سمكه واحده؟!
هبه وهى تنظر إلى السمكه التى تزن أكثر من عشر كيلو غرام قال:
دى السمكه دى تاكل عيله ، انا وطاهر مش هنقدر نخلصها اصلا، انا مش عارفه انتى ليه جايبه اتنين.
شيلا:
الأخرى لى ، ولو تبقى منكم شئ سأكله.
هبه بصدمه:
يا حزنى !! هاتكلى كل دى لواحدك!! انت مفجوعه يا بت انتى ولا ايه، امال ياختى ما يبانش عليكى كده.
شيلا وهى تضحك:
المقارنه بين الحوريات والبشر سوف تهلك تفكيرك هبه.
هبه :
بس انتى دلوقتى فى جسم البشر .
شيلا:
ولكن مازلت حوريه ولست بشريه، وهذه وجبه خفيفه حتى لا اخلد للنوم بعد وجبه دسمه.
هبه بصدمه:
يامه!!!
اقتربت منهم بيلا وتجاهلت النظر إلى السمك الذى تشويه هبه وقالت:
سوف اذهب شيلا لم أتأخر .
هبه :
رايحه فين يا بلبل ؟
بيلا:
اتناول وجبتى من أعشاب البحر.
قالتها بسخافه ولم تنتظر رد من هبه وغطست فى الماء.
هبه بشمأزاز:
يع ايه القرف ده ، أعشاب البحر !!!
شيلا:
والطحالب أيضا.
هبه :
يع بجد هرجع ، هى ازاى تاكل القرف ده؟
شيلا بشفقه:
لقد مرت بيلا بالكثير وهى طفله وأكلها الطحالب والاعشاب البحريه ليس من فراغ.
هبه بفضول:
طب ما تحكى لى.
شيلا بحزن:
بيلا هى نفسها الاميره بيلا.
هبه بعدم فهم:
اميره ايه انا مش فاهمه حاجه.
شيلا :
من الواضح أن والد طاهر لم يبوح لكم بكل ما يعرفه.
هبه:
لا انتى تقعدى كده وتحكى لى من طأطأ لسلامو عليكم.
ضحكت شيلا وقالت:
من هذا طق طق؟
هبه :
يا بت اسمه طأطأ ، ما علينا مش مهم .
شيلا :
مره اخرى .!!
هبه :
طب يا لا السمك استوى واحنا بناكل احكى لى.
شيلا:
هيا لنأكل وبعد الطعام سنجتمع وتسرد عليكم بيلا القصه بكل تفاصيلها.
جلست هبه وشيلا وطاهر الصامت يتناولون الطعام فى صمت.
_________
غطست بيلا فى البحر وظلت تسبح حتى وجدت احدى سمكات التونه العملاقه فقالت لها:
اين الأسماك؟
سمكه التونه برعب:
جميعهم مزعورين من اقتحام التنين لهذه البقعه الهادئه.
بيلا:
منذ متى وهو هنا؟
السمكه:
منذ أربع ليالى.
بيلا:
هل هاجم أحدهم؟
السمكه:
لا ، أننا جميعا لو اجتمعنا فى أسراب ودخلنا إلى فمه الكبير لم يشبع، هناك قرشين يأتون يوميا بعد الغروب ومعهم الكثير من الفقمات ليتغذى عليها هذا التنين المتوحش.
بيلا:
هل يكون معاقب وهنا المنفى الجديد له؟
السمكه:
يالك من ساذجه، التنين الاحمر هنا من أجل تنفيذ مهمه محدده، لا نعرف ما هى ، ولكنه لم يظل هنا كثيرا أن موطنه البحر الميت حيث أن المياه شديده الملوحه هو الوحيد الذى يستطيع العيش داخلها لأنها مناسبه له.
بيلا :
معذرتا، انا لا اعلم الكثير عن التنين الاحمر ولكنك تعرفين الكثير، يالكِ من ذكيه.
السمكه بثقه:
لا عليكى، انا بالفعل ادرس الوحوش البحريه وأريد أن أوكد لك ، أن هذا التنين لا يخرج من كهفه سوى مرتين فى اليوم فقط مره والشمس ساطعه ومره اخرى بعد الغروب مباشرتا، أراهن أنه خرج مرته الأولى لهذا الأسماك مختبئه وعندما تغرب الشمس سيخرج كا كل يوم ويحوم حول الجزيره ، من الواضح أنه يبحث عن شيئ محدد.
ابتلعت بيلا لعابها وقالت:
ما المده التى يحوم بها حول الجزيره؟
السمكه:
حتى يختفى قرص الشمس ويحل الظلام الحالك.
بيلا :
اشكرك، وعندما اعود وطنى سأخبرهم عنك ومدى ذكائك.
ثم سبحت بسرعه بعيدا وظلت تأكل بسرعه من أعشاب البحر والطحالب وعندما شعرت بلأمتلاء خرجت مره اخرى على سطح البحر وتحول زيلها الى ارجل وهرولت اتجاه طاهر وهبه وشيلا التى وجدتهم مازالو يتناولون وجبتهم، اكتفت بأشاره من رأسها لهم وجلست تنتظرهم حتى ينتهو، انهى الجميع طعامه لتقول بيلا بجديه:
من منكم يحمل خريطه اندريا؟
هبه:
انا ليه؟
بيلا براحه:
الحمد لله، شيلا نريد مركب سريع مثل الذى رأيناه.
شيلا بسعاده:
عندما كنا نتجسس على البشر ذو البشره البيضاء؟
بيلا :
نعم .
قفزت شيلا بسعاده وهرولت اتجاه البحر وبفرقعه إصبعين ظهر لانش أمام شيلا، وعادت مره اخرى الى بيلا وطاهر وهبه.
شيلا بسعاده:
لقد انتهيت.
بيلا:
حسناً هيا بنا، سنرحل.
طاهر بغضب وصوت عالى :
هو احنا تحت امرك ولا ايه، انا مش هتحرك من هنا غير لما افهم كل حاجه.
بيلا :
ارجوك يا طاهر نرحل اولا، وبعدها ستفهم كل شئ.
طاهر بنفس الصوت:
مش هتحرك من هنا غير لما افهم.
أنهى حديثه وجلس مكانه مره اخرى.
بيلا بغضب:
المكان هنا خطر، وان لم نرحل الان سنهلك جميعا.
هبه برجاء:
يالا يا طاهر وحيات ابوك، هنتاكل، الله يحرقك قوم .
تجاهلها طاهر وتوترت شيلا تعلم أن هناك خطب والان تأكدت أنهم حقا فى خطر.
شيلا:
طاهر هيا وعندما نبتعد عن هنا سوف اقص عليك كل شئ، اوعدك.
طاهر بغضب:
بتراضى عيل صغير انتى صح؟ انا مش ماشى من هنا.
بيلا بغضب:
إذن ابق وحدك، هيا.
قالتها وهى تشير إلى هبه و شيلا.
هبه :
ما تقوم بقى يا طاهر انا مش هتحرك من غيرك.
بيلا بغضب:
احمق متعجرف.
قفز طاهر وهو يحمل حجر صغير وبكل قوته قذف بيلا به وقال بغضب:
لسانك لو طال تانى هقطعه.
تبادلت هبه وشيلا النظرات المتوتره فقد احمر وجه بيلا بغضب عندما سال خط دم رفيع من رأسها على وجهها وقالت بصوت اهتزت له الجزيره:
اللعنه عليك ايها الاحمق المدلل، اللعنه عليك.
ثم قالت بصوت غاضب
شيلا سريعا.
وفاجأت هبه عندما حملتها وركضت اتجاه الشاطئ ، اما شيلا فرفقعت باصبعيها تجاه طاهر الذى تجمد ثم حملته وركضت خلفها، ولكن دم بيلا كان كفيل ليوقظ التنين الاحمر ويهاجم الجزيره لتصرخ بيلا وترجع إدراجها وهى تقول :
شيلا عودى، أنه هنا.
هبه وهى تضرب خديها يكفيها:
ارجعى التنين هياكولنا، الله يحرقك يا طاهر يا بن حسن ، وحيات امى لطحنك ضرب بس لو عيشنا.
شيلا ركضت برعب إلى داخل الجزيره ولكن النيران لاحقتهم، التنين ينفث نيرانه بعشوائيه، وقفت شيلا وانزلت طاهر ثم بحركه سريعه جعلته يعود لوعيه وقالت بغضب لاول مره:
تبا لعنادك، اركض .يتبع
يا جماعه الفوت بيقل 💔
لو فضل كده مش هكمل الروايه