هجوم

1.5K 218 53
                                    

لعنه ريتانا
بقلمى سماح سمير شبل عطالله
البارت الرابع
من الفصل الثانى

كانت بانو تجلس على الشاطئ عندما خرجت فقمه من الماء وقالت بلهفه:
يوجد اغراب على الجزيره بانو ، يوجد اغراب.
انتفضت بانو وقالت:
اين هم؟
الفقمه:
لا اعلم، ولكن فافى قالت إنهم كانو سيأكلونها منذ قليل على الجزيره، ففرت هاربه إلى قاع المحيط.
قفزت بانو بسعاده وهرولت إلى كوخ اندريا واقتحمته، لتجد اندريا تبكى كالعاده،وتقول:
اتركينى الان بانو .
بانو وهى تجذبها بسعاده:
انهضى يا فتاه اطفالنا على الجزيره.
تجمدت اندريا قليلا قبل أن تقفز من فراشها وتقول بلهفه وهى تخرج من الكوخ بسرعه:
اين هم؟
بانو :
لا اعلم ، لقد اخبرتنى الفقمه أن فافى فرت من اغراب كانو يحاولون اكلها.
اندريا بغضب:
ياحمقاء، هل اولادنا يأكلون الثعابين؟!
بانو :
وهل يجد الجزيره اى مخلوق سوى من يمتلك خريطتك؟!
اندريا بتوتر :
لا ، ولكن لا اريد أن اتعلق بأمل خائب.
بانو بسعاده:
قلبى يخبرنى أن شيلا قريبه، قريبه جدا.
اندريا :
لنبحث عنهم.
خرجت بانو واندريا وظلو يبحثون فى الجزيره.
____________
هبه
عندما جذبت الحبال اكتشفت انها ماهى الا ثعبان ضخم يلتف على جزع الشجره فركضت وهى تصرخ وتتوعد طاهر أن تبرحه ضربا إن لم يأكلهم الثعبان، ولكن هبه لم تكن تركض كانت تقفز مثل حيوان الكانجرو مما جعل شيلا وبيلا وطاهر يفقدون السيطرة على نفسهم ويسقطون تباعا من الضحك عليها ، لأن الثعبان لم يهاجمهم بل فر هاربا هو الآخر، ليقفز طاهر بعد ثوانى ويهرول خلف هبه التى اختفى صوتها وصوت قفزها على الأوراق الجافه الساقطه على الارض من أشجار الجزيره، ليصرخ بأسمها عدت مرات ولكن بدون جدوى ، اقتربت منه شيلا وبيلا و أوقفته بيلا وهى تجذب ملابسه وتصرخ به قائله:
انتظر ياطاهر ، ليس من الحكمه ان نفترق حتى لا تصيبنا اللعنه.
طاهر بغضب :
وهبه !!
لم تتحدث بيلا وفضلت الصمت اما شيلا فقالت مسرعه:
هبه لن تصيبها اللعنه ، ننتظر هنا حتى تعود، أنا أثق فى ذكائها.
طاهر بغضب:
ذكاء مين ؟! انا استحاله اسيبها.
وهم ليركض خلفها ولكن نظره واحده من بيلا لشيلا كانت كفيله ليسقط طاهر أمامهم مغشى عليه.
شيلا بحزن:
اسفه ولكنك عنيد، عنيد جدا يا نور القلب.
بيلا بنفاذ صبر:
كفى يا فتاه عن هذا ، ليس لدينا وقت لهذه المشاعر الساذجه.
شيلا بغضب:
أنها ليست مشاعر ساذجه، أنه قدرى وانا قدره.
بيلا بأسف:
شيلا انتى صديقتى الوحيده وانا لم اسمح لأى مخلوق أن يكون سبباً فى تعاستك، وطاهر من الممكن ان يكون مثل والده انانى ، لا تنجرفى فى مشاعرك نحوه بهذه الطريقه.
شيلا بحزن:
قلبى يخبرنى أنه غير والده.
بيلا :
حبيبتى ، كل الرجال انانيه.
شيلا بصدمه:
بيلا حبيبتى نحن ليس لدينا بديل، هل اعشق ملاك!!! ام اعيش كل حياتى وحيده!!!
بيلا بنفاذ صبر:
لا فائده من الحديث معك.
________
ظلت تركض وتقفز حتى وصلت إلى كوخ على الشاطئ لم تنتظر أو تفكر ودخلت الكوخ لتختبئ به.
هبه برعب:
يالهوى يا نا يامه ، ده كله تعبان!! وطاهر كان عاوز يربطنى بيه!!! نخرج بس من المرار الطافح ده وانا هعلم على وشك انت وابوك يا طاهر.
كانت تتحدث مع نفسها عندما سمعت أصوات بالخارج فقالت بغيظ:
اخيرا وصلتو ، ولاد حلال وتستهلو اللى هعملو فيكم.
وبحثت حولها على اى شئ لتبرحهم ضرب،حتى وجدت شوكه ذهبيه عملاقه فحملتها وهى تقول:
مش بقول ولاد حلال ويستهلو .
وحملتها وخرجت من الكوخ وهى تصرخ وتقول:
وحيات امكم لانفخكم يا….
صرخت بانو واندريا لتصرخ هبه فى وجههم وتقول :
انتو مين ، فين العيال؟!
اندريا بغضب:
من انتِ؟ وكيف تجرؤين على المساس بشوكتى؟
هبه وهى تترك الشوكه لتسقط أرضا قالت بغضب:
اتكلمى بأسلوب احسن من كده يا بت انتى .
جحظت عين اندريا وقالت:
من هذه الحمقاء بانو؟
بانو:
لا اعلم ولكنها ليست ابنتى اندريا.
هبه بصدمه:
بانو !!!! اندريا!!! يا حزنى ده انتو اصغر منى!!!
بانو :
من أنتِ يا فتاه؟ وكيف دخلتى إلى جزيرتنا؟
هبه وهى تعدل من وضع عويناتها:
انا هبه.
اندريا بغضب:
اللعنه، ليست بيلا وليست شيلا ، أنها غريبه ضلت الطريق ، قلت لكِ اننا نبحث عن وهم.
نكست بانو رأسها وقالت:
اسفه.
لتنظر لها اندريا بحزن وتنحنى لتلتقط الشوكه الذهبيه من على الأرض وتدخل إلى كوخها وهى تشعر بطعنات فى قلبها الرقيق.
هبه بسرعه:
لا انتو فاهمين غلط ، انا فعلا مش بيلا ولا شيلا انا بنت عم طاهر.
كادت اندريا تغلق باب الكوخ عليها ولكن ما أن سمعت اسم طاهر حتى ركضت لهم مجددا وقالت:
ما اسم والدك؟
هبه :
الريس رجب.
اندريا بسعاده:
اين طاهر وبيلا وشيلا؟
هبه بغضب:
الواطيين ، معرفش كل واحد مننا جرى فى ناحيه.
بانو بلهفه:
هل شيلا معكم؟ هل هى بخير؟
هبه :
انا وشيلا وطاهر وبيلا جينا مع بعض.
اندريا بسعاده:
هيا نبحث عنهم .
هبه :
انا مش هتحتح من هنا ده فيه تعابين.
اندريا :
حسناً هبه، اين تركتيهم؟
هبه:
مش عارفه احنا خرجنا من النفق اللى فى الشجره اللى كان متعلق عليها التعبان.
بانو بسعاده:
نحن نبحث عن هذه الشجره منذ سنوات.
هبه :
هى قريبه ، بس اللى عرفته أن اللى ما تتسمى لعنتكم بالتيه فى الجزيره، يمكن علشان كده مش بتلاقوها.
اندريا :
نعم ، ولكن طاهر وبيلا وشيلا الان فى خطر أن تصيبهم اللعنه .
خبطت هبه كفها بجبهتها وقالت:
صح، خلاص انا هاجى معاكم ، ولا اقول لكم ، هاتو لى حاجه اكلها الاول علشان بجد هفتانه.
تبادلت بانو واندريا نظرات الدهشه ولكن بانو قالت بأدب:
اعزرينا عزيزتى اعلم أنك تشعرين بالجوع ولكن نحن نشعر بألم اقوى من الم الجوع ، مشتاقين لروئيه اطفالنا.
هبه باستهجان:
اطفال ، دول بغوله ، عمتا ماشى يالا وامرى لله.
وتقدمت هبه وخلفها اندريا وبانو وهم ينظرون لبعضهم البعض بسعاده عارمه، اما هبه فكانت تتحرك وكل انش فى جسدها ينتفض خوفا أن تقابل هذا الثعبان العملاق مره اخرى وبداخلها تُسب طاهر وعمها حسن وشيلا وبيلا وحتى اندريا وبانو التى تتعجب كيف لهم أن يكونو بهذا الجمال حتى الآن، يااللهى لا بهرمون!!!!
كانت تلقى عليهم نظرات من أن لأخر بدهشه لحفاظهم على هذا الشباب وهذه الانوثه المتفجره من كل واحده منهم ، اللعنه شيلا وبيلا ليسو بهذا الجمال الاخاذ، اللعنه انا الان اقل جمالا منهم جميعا، تبا لك يا ريس رجب لماذا لم تتزوج من جنيه البحور مثل هذا المعتوه حسن الذى له الفضل فى كل هذا الدمار الشامل الذى حل بنا جميعا، ما هذا ؟ انا انعت والدى بالمعتوه وعمى بالمدمر ؟!!! ماذا حدث لى؟؟ لم يكن هذا من شيمى ؟!!!
انتبهت بانو واندريا لتوقف هبه عن السير مره واحده وهى تقول بصوت عالى افزعهم :
انا ايه اللى بيحصل لى؟!! ما تردو !!!!
بانو بشئ من الخوف أن تكون هذه الهبه مختله قالت:
ماذا يا فتاه ؟ ما بكِ؟
هبه بهستريا:
انا عمرى ما كنت كده، انا ايه اللى حصل لى؟
تبادلت بانو واندريا النظرات الغبيه لم يفهمو ما بها ، ولكن اندريا قالت بلطف:
اهدئى ابنتى ،ما حل بكِ، تحدثى ونحن اذان صاغية وسنساعدك.
هبه وقد سقطت دموعها بفزع قالت :
انا عمرى ما قارنت جمالى وشكلى بحد ، وانتو الاتنين اجمل منى ومن شيلا وبيلا وكمان عمرى ما تطاولت على ابويا ولا عمى حتى فى خيالى، انا ايه اللى بيحصل فيا.
انتبهت لها اندريا وكادت بانو تتحدث ولكن قاطعتها اندريا وهى تقول بجديه وحزم:
استغفرى ربك يا فتاه، الشياطين تتلاعب بمن توقف قلبه ولسانه عن الذكر.
انتبهت هبه أنها منذ أن ركضت من أمام الثعبان وهى لم تسبح كما هى عادتها ولكن الخوف والتذمر مكنو الشياطين منها بسهوله، لتنظر إليهم بخوف حقيقى وتردد الاستغفار ودعاء لم يترك لسانها يوما وقالت:
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين ، استغفر الله و اتوب اليه ، استغفر الله و اتوب اليه.
اخرجت اندريا زفره قويه وقالت:
هذا افضل؟
نظرت لها هبه براحه وقالت:
الحمد لله ،شكرا.
لم تعلق اندريا مره اخرى واستمرو فى السير خلف هبه التى كانت صامته ولكن لم تدع فرصه للشياطين أن تقترب منها وهى تسبح بصوت خافت لا يسمعه سوى قلبها الذى اطمئن بالذكر والتسبيح وأصبحت أكثر قوه كعادتها.
____________
كانت تقوم بالطقوس بقلب متحجر لم تمنعها فطره الامومه من التراجع خطوه، بل كانت تردد فى نفسها أن طفلتها الجميله ستكون سبب ازدهار مملكتها وستقوم بأحياء ذكرى لها عند كل اكتمال قمرى، لم تمنعها تلك الضحكه البريئه التى صدرت من طفلتها عندما حملتها بجمود و وضعت الخنجر على عنقها وتردد بكل شر طلاسم سحرية لتقديم القرابين لتتحول ضحكه الطفله لنظرت ذهول ودمها يغرق النجمه السداسية ثم تخرج من النجمه نار ترمى بها جسد الطفله لتلتهمه النار بدم بارد  أمام تلك التى تجردت من أسما مشاعر، مشاعر الامومه، لتختفى النار بعد قليل من ترديد الطلاسم ويختفى معها جسد الطفله ولكن دمائها تظل ظاهره على هذه النجمه الملعونه، لتنظر لها ريتانا بجمود وتتركها وترحل من غرفه القرابين بنفس راضيه كل الرضا عن فعلتها الحقيره، ولكن ما أن اختفت ريتانا من هذه الحجره الملعونه وكانت هناك من تراقب برعب وجسد متخشب ولسان لم يتحرك من الصدمه ولكن لم تستمر هكذا طويلا وسبحت بكل قوتها تاركه المملكه والمحيط كله خوفا وفزعا، هى مجرد خادمه فى قصر الملكه المتوحشه التى لم تتصور يوما ان تراها وهى تذبح طفلتها، لهذا قررت الفرار سريعا، ولكن ما أن خرجت من حدود المملكه حتى تم القبض عليها وأصبحت الجسد الذى تخرج به ريتانا كل حقدها وكرهها، لم يكن اتباع ريتانا من الشياطين يتركو فرصه مثل هذه ليأكدو لريتانا تعاونهم .
_______________
فى منزل حسن
رجب بقهر :
نص اليوم راح يا حسن فاضل اربع ايام ونص.
حسن :
قبل اليوم الخامس ما يعدى هيكونو هنا يا رجب.
رجب بقهر:
حاسس ان كل دقيقه بتعدى روحى بتروح منى.
حسن بحزن:
صدقنى انا زيك بس انا املى فى ربنا كبير أنه ينجيهم ويسامحنى.
رجب :
يارب .
قالها بكل جوارحه، يعلم أن الأمر بيد الله ولا يستطيعون فعل شئ ولكنهم ليسوا ملائكه حتى ينزعو الخوف من المستقبل من قلوبهم ولكن الاستعانه بالله هى من تجعل السكينه تحتل قلوبهم.
____________
على شاطئ من شواطئ البحر التى تذهب الناس لها للأستجمام كان يجلس هو وزوجته ويتحدث فى الهاتف قائلا:
يا امى ما انا قولت لكم تيجو معانا وانتو اللى قولتو لا.
أمه عبر الهاتف:
ما انا زعلانه ومقهوره الصراحه منك انت وجميله، بقى يا معفن متجوز بقالك عشر سنين ما اشوفش عيالك غير مرتين بس، ولما قولت انك نازل اجازه جاى هازز طولك انت ومراتك من غير العيال، اسفخس عليك انت وهى.
انفجرت جميله فى الضحك لقد كان معتز يتحدث وهو فاتح السماعه الخارجيه للهاتف ، لتتذمر أمه وتقول:
اضحكى ما انتى طول عمرك هبله.
أعطى معتز الهاتف لجميله وظل يضحك والأخرى تحاول التماسك وعدم الضحك مجددا حتى لا تغضب ام زوجها أكثر فقالت جميله:
حقك عليا ، بس انتى عارفه اجازتنا انا وابنك جت والعيال فى المدرسه وكتر خيرها حوا قعدت بيهم علشان افك شويه عن نفسى.
ام معتز :
يا قلبك يا ختى ، هاين عليكى تتفسحى وتبلبطى فى الميه انتى والبغل جوزك من غير العيال!! صحيح امهات اخر زمن.
جميله :
ما هو انا والبغل .. اقصد انا ومعتز مطحونين فى الشغل والعيال بيحبو يونس وحوا وعيالهم ومبسوطين ، يبقى احنا كمان نتبسط ولا ايه يا مزتى.
أغلقت ام معتز فى وجه جميله لتنفجر مره اخرى فى الضحك هى و زوجها الذى قال:
انا بغل !!
جميله :
يوه مقصدتش يا ميزو ، وبعدين مش امك هى اللى بتقول.
معتز:
وانتى مكدبتيش خبر.
جميله بضحكه رنانه:
سورى يا ميزو.
معتز:
خلاص ، بس بجد امى صعبانه عليا.
جميله:
هانت يا ميزو والعيال تعرف تتحكم فى نفسها وهيهروها زيارات لما تشد شعرها منهم وتطردنا كلنا.
معتز :
صح عيالك لا يطاقو.
جميله وهى تضحك:
طالعين لك يا قلب جميله انت.
معتز !!!!!
ظلت جميله تضحك حتى صرخ طفل فى المياه لتركض هى ومعتز إليه وكل من على الشاطئ وأمه تصرخ بهلع طفلها يغرق، كانت جميله اول من وصل إليه ولكن عندما اقتربت منه شلتها الصدمه لثوانى وبعدها انتزعت الطفل بسرعه وعادت إلى الشاطئ وهى تصرخ فى الجميع :
ارجعو البحر فيه قروش.
صدمه الجمت الجميع ومنهم من فر بعيدا ومنهم من تيبس فى مكانه غير مصدق حتى خرجت جميله والطفل الذى يبكى وساقه تنزف لقد لاحظ الجميع جرح غائر بطول ساقه،اقتربت الام وجذبت ابنها بلهفه ليقول الطفل قبل أن يفقد وعيه:
الوحش كان هياكولنى.
ثم فقد وعيه لتركض به أمه وهى تصرخ طالبه النجده، اما من كان من الناس لا يصدق فر هاربا هو الآخر إلا معتز الذى قال ببهوت:
قرش ايه يا جميله؟!! انتى شوفتى ايه؟؟!
جميله بدموع:
مصيبه يا معتز ، مصيبه، لازم نرجع المملكه حالا.
معتز !!!!
_____________
ملحوظه
معتز وجميله من ابطال روايه لأجلك.
معتز بنى آدم عادى
أما جميله فهى هجين من ام بشريه واب جنى.
ياريت اللى مقرأش روايه لأجلك يسلى نفسه بيها فى الأيام اللى مش بينزل فيها فصول لعنه ريتانا 🤍
اتمنى للجميع قرأه ممتعه


روايه ((لعنه ريتانا))بقلم :(( سماح سمير شبل )) فنتازيا ((مكتمله))حيث تعيش القصص. اكتشف الآن