التنين الاحمر

1.8K 221 52
                                    

لعنه ريتانا
بقلمى سماح سمير شبل عطالله
البارت الرابع
من الفصل الاول

هبه
بعد أن ملت من الانتظار قالت لشيلا:
بقولك ايه يا حلوه ما تيجى نروح لطاهر وصحبتك ، لحسن انا بدأت اتوغوش على طاهر.
شيلا بعدم فهم:
تتوغويشى!!!
هبه بنفاذ صبر:
لا ما هو احنا مش وقته هو، خليكى حلوه كده وما تتعبينيش، وانا اوعدك لما ربنا ينجينا من الحزن اللى احنا فيه ده هشرح لك المعجم كله واحفظهولك صم.
شيلا :
انا لا افهم حديثك ، ولكن أن ذهبت من هنا قبل أن تأذن لى بيلا سوف تغضب.
هبه بلهجه شريره:
انتى خايفه من بيلا بتاعتك دى علشان ما شفتيش وشى التانى لما بزعل، صدقينى انا نفسى مش بحبه.
شيلا برعب وغضب طفولى:
ماذا؟ هذا ظلم. انا لم افعل لكى أو لها شئ لما هذا الشر!
هبه اشفقت على شيلا ولكنها قالت بصرامه:
انا ماليش دعوه ، انا عاوزه اروح لطاهر حالا بدل ما افتح دماغك دلوقتى.
شيلا بقله حيله:
تبا لكم جميعاً، هيا حتى اذهب الى بيلا لأستمع إلى تهديداتها هى الأخرى.
ثم نقرت على إحدى جوانب الصدفه العملاقه لتظهر منها فتحه ما أن ظهرت حتى دخل الماء إلى الداخل، لتقفز هبه بسرعه وهى تقول:
انا مش معايا اكسجين.
شيلا بنفاذ صبر:
هل تقصدين انك لا تستطيعين التنفس تحت الماء؟
هبه:
اه ، انتى فكرانى سمكه زيك؟
شيلا بضحكه مكتومه قالت:
انا لستُ سمكه ، انا حوريه، ومع ذالك نحن لسنا تحت الماء هذه النقطه تشبه الجزيره، ولو خرجتى من الصدفه سيكون جسدك فقط هو من تحت الماء اما نصف صدرك سيكون خارج المياه.
هبه عدلت وضع عويناتها وقالت ببعض الغرور:
انا بعرف اعوم على فكره، اوعى تفتكرى انى…
قاطعتها شيلا عندما قالت:
هيا يا فتاه ستغرق حجرتى بالماء.
أنهت حديثها وخرجت من القوقعه لتجعل هبه تقفز خلفها بسرعه وعندما خرجت من القوقعه اكتشفت أن شيلا محقه ولكن ضربات قلبها زادت عندما نظرت حولها ولم تجد اى شئ سوى البحر الواسع فأبتلعت لعابها وقالت :
هى الصخره بعيده ياشيلا؟ اللى انتو خطفتونا من عندها يعنى.
التفتت لها شيلا وقالت بلا مبالاه:
اعرفها، ولكنها بعيده جدا عن هنا، نحن فى وسط المحيط.
هبه بهمس:
يا لهوى!!! وسط محيط ايه احنا اصلا يا اما بحر احمر يا اما بحر متوسط، محيط ايه اللى بتقول عليه شيلا دى؟ شكلها بت هبله وتقصد أننا فى عرض البحر، بس يا خرابى ده شكله يخوف.
أنهت حديثها مع نفسها لتقول لشيلا:
هو طاهر وصحبتك بعيد عن هنا؟
شيلا وهى تشير على بروز صخرة صغير بالقرب منهم قالت:
لا أن هذه غرفه بيلا.
هبه:
قوقعه!! ده انا فكرتها صخره!
شيلا بابتسامه:
لا انها قوقعه عملاقه نستخدمها فى المبيت بداخلها حتى لا نتعرض لأى هجوم مفاجأ.
هبه كانت قريبه من شيلا فجذبتها من زراعها وقالت برعب:
هجوم ايه؟ هو هنا فيه قروش؟!
شيلا :
لا ، لا يوجد هنا قروش ولكنها العاده لدينا.
هبه براحه :
الله يطمنك يا شيلا.
كانت شيلا تنظر إمامها عندما همت لترد على هبه ولكنها صرخت وقالت:
ما هذا ؟ أنه وحش البحر كراكن.
نظرت هبه فى الاتجاه الذى تنظر به شيلا وتدقق النظر حتى رأت شئ يسبح بعيدا فقالت:
وحش ايه يا بت انتى انا مش شايفه عدل.
شيلا برعب:
أنه كراكن مخلوق متوحش يزن أكثر من مائة طن وفمه قادر على بلع سفينه بحجم جسده ولديه ازرع تسحق ما تطوله سحق.
هبه برعب:
يالهوى يانا يامه ، يا رتنى سمعت كلامك يا غاليه، منك لله يا شيلا، ياريتك ما قولتى لى .
شيلا بسرعه:
هيا نخبرهم حتى نستطيع الهرب، سيكون لديه ساعه من الان حتى يصل إلى هنا.
هبه وهى تدفعها:
طب يالا يا ختى نقولهم.
بيلا
عندما قالت لها شيلا أنها رأت وحش البحر كراكن، أصابها الهلع ولكنها تمالكت نفسها سريعا عندما لاحظت الهلع الذى أصاب طاهر وهبه وشيلا فقالت بثبات:
اهدأو قليلا، هذا الوحش يشتم رائحه الخوف وعندها سيلعب بفريسته ثم يقوم بأبتلاعها.
شيلا برعب:
اعلم ذالك.
هبه اقتربت سريعا من طاهر وقالت له بصرامه:
احنا مش هنخسر من اول جوله, فاهم .
قالتها بتحزير ثم نظرت إلى بيلا وقالت بثبات:
هنعمل ايه؟
بيلا:
اين رأيتموه؟
شيلا:
أنه قرب وادى الحيتان.
بيلا :
علينا التحرك الان، شيلا اذهبى إلى ، صديقتى مارى واطلبى منها المساعده.
شيلا هزت راسها بطاعه وذهبت سريعا، لتنظر بيلا إلى طاهر الذى كان فى حاله يرثى لها، ولم ينفع معه حديث هبه، لتنظر له بيلا بنفاذ صبر وتقول:
ماذا بك يا طاهر؟
طاهر بغضب وحروف متلعثمه:
انتى بتضحكى علينا ولا على نفسك؟ الوحش ده انا قريت عنه كتير وعارف أنه هيقتلنا كلنا ومش هنلحق نهرب منه، ومش عاوزانى اخاف؟ وانتى يا هبه ، حلوه المغامره؟! مبسوطه كده؟!
هبه بشفقه على طاهر:
أهدى يا طاهر ده لسه بعيد جدا عننا.
طاهر بغضب وحروف متبعثره:
أهدى !!!
بيلا بلطف:
ستحملك ماريا صديقتى وستحمل هبه إحدى قريناتها، أنهم من سمكة المارلين والتى  تعتبر أسرع مخلوق بحري، حيث تتجاوز سرعتها 110 كم في الساعة.
هبه :
دى السمكه اللى بطير؟!
بيلا :
نعم هى.
هبه بدهشه:
بس دى بتعيش فى استراليا ، ايه اللى جابها هنا؟!
بيلا :
هنا جميع انواع الأسماك، لا ترهقى نفسك الان.
اقتحمت شيلا القوقعه مره اخرى وخلفها اثنين من سمكه المارلين المجنحه، لتنظر لهم بيلا وتتحدث معهم بلغه غريبه لم يفهمها طاهر أو هبه.
شيلا بلطف:
أنهم لا يجيدون لغه البشر وبيلا تشرح لهم الوضع.
هبه :
شكرا يا شيلا.
نظر لها طاهر بغضب فنكست شيلا رأسها بحزن، لتنظر له هبه بغضب ويتجاهل طاهر نظرات هبه الناريه، لتنهى بيلا حديثها الجانبى وتقول لهم :
هيا ستحملكم الأسماك.
هبه:
طيب وانتى وشيلا؟
بيلا سنسبح بجواركم، ولولا أننا فى عجله من أمرنا لحملناكم انا وشيلا ولكن هذا سيبطئ من سرعتنا الان.
اقترب الأسماك من طاهر الذى قفز فوقها بيأس وهبه التى فعلت مثله وانطلقت السمكتين بسرعه رهيبه جعلت طاهر يتقيأ، اما هبه فتناست أن خلفهم وحش عملاق وقالت فى نفسها
(( عيشى يا هبوهوب اللحظه))
وبالفعل ظلت تصرخ بسعاده وكأنها فى الملاهى، اما شيلا وبيلا فنظرن لها بصدمه، عندما تشبثت فى اجنحه السمكه وحاولت الوقوف على ظهرها ولكنها لم تنجح، لتقول السمكه التى تحملها لبيلا بلغه الأسماك:
هل هى مجنونه؟ أنها تتعامل مع اجنحتى بقسوه، اجعليها تهدأ بيلا حتى لا اغرقها فى قاع المحيط.
بيلا :
هبه لقد تأذت سمكه المارلين منكِ وحزرتنى أنها ستغرقك فى قاع المحيط لو لم تهدأى حتى تنتهى رحلتنا.
هبه بصدمه:
ليه كده بس ! انا كنت بعيش اللحظه، هو لازم حد ييجى يفصلنى كده؟ عالم غتته بجد.
بيلا :
أنها تساعدك يا فتاه، هل انتى حمقاء؟! اهدأى لأننى لم انقذك أن نفذ صبر السمكه واغرقتك فى أعماق المحيط.
هبه بقله حيله:
اهو اترزعت ربنا يسد نفسكم يا بعده.
ضحكت شيلا ولم تعلق ولكن قلبها هو من تعلق بهذا المقزز الذى يتقيأ كل دقيقه تقريبا، بيلا بلغه السمك بشمأزاز:
كيف لهذا الاحمق أن يكون هو ولى العهد ومنقذ الجميع من لعنه الملعونه ريتانا؟ لقد انكمشت معدتى من هذا التقيأ.
ردت عليها السمكه التى تحمله بشمأزاز:
لقد ابتلعت للتو هذا الشئ اللزج الذى يخرجه من معدته، وأشعر ان معدتى ستخرج من فمى.
شيلا بعتاب:
يالا قسوه قلوبكم، أنه مسكين يتقيأ لانه لم يعتاد على هذه السرعه فى البحر.
بيلا بستهزاء:
يالا رقه قلبك شيلا، حبيبتى أنه ليس طفل، ولكنه مدلل وهذا اسوء، فأحزرى ، فأنا أرى بعينك لمعه غريبه لا تطمئن.
احدى سمكات المارلين بضحكه عاليه:
عيناها تلمعان بشده ، هل تعلقت به بهذه السرعه؟ ام هذا موسم التزاوج عند الحوريات؟
ضحكت بيلا بشده، وغضبت شيلا وقالت بتحزير:
لا تختبرى صبرى وكفاكى سخافه ، موسم التزاوج هذا عندكم انتم اما نحن معشر الحوريات نتزوج ونتكاثر من رجل واحد فقط طوال العمر.
السمكه بلا مبالاه :
جميعنا يتكاثر حتى لا ينقرض ولا يهم هذا الهراء.
كادت شيلا أن تتحدث ولكن هبه قاطعتهم جميعا وقالت بغيظ وصوت عالى:
ايه، انتو ايه قله الزوق دى؟ هاتك يا رغى وانا مش فاهمه حاجه لا انا ولا الغلبان ده ، ما تحترمو نفسكم بقى ، عيب كده ، مش اخلاق دى.
بيلا :
عذرا هبه ، أنه حديث عن شئ لا يعنيكم والا كنا تحدثنا بلغتكم.
ضحك طاهر لأول مره منذ أن كان على سفينه والده وقال موجه حديثه لهبه:
قصفت جبهتك يا هبهوب.
ثم دخل فى نوبه ضحك هستيريه .
رمشت هبه عدت مرات وقالت :
يا بنت ال .
بيلا :
ماذا !!!
هبه :
انتى بتحرجينى بالزوق يا بيلا الحزن والندامه انتى؟!
بيلا:
انتى من تدخلتى فيما لا يعنيكى هبه.
هبه بتذمر:
علشان عيب تتكلمو مع بعض بلغه تانيه واحنا نبقى زى الاطرش فى الزفه.
شيلا :
ماهى الزفه؟
هبه !!!!!!
مضى من الوقت ساعه تقريبا لتقف سمكه المارلين فجأه وتقول موجهه حديثها لبيلا وشيلا:
لم نستطيع التقدم انا واختى، المياه ستكون أكثر ملوحه فى هذا المكان.
بيلا بلطف:
شكرا ماريا ، اراكى على خير.
ابتسمت لها ماريا ونفضت طاهر من فوق ظهرها ليغطس وتنشله شيلا سريعا، كما فعلت قرينتها مع هبه، التى تذمرت وقالت:
ما براحه يا ست.
بيلا ودعت السمكتان وقالت:
سوف نُكمل رحلتنا بدون مساعده.
طاهر:
ارتفاع الميه هنا عالى جدا، وكمان انا وهبه مش هنقدر نجاريكم فى السباحه، انتو تقريبا بتعومو فى نفس سرعه سمكه المارلين.
بيلا بسخريه:
ما المطلوب منا الان ايها المدلل؟ نحملك!!!
تجاهلت هبه حديث بيلا وطاهر وسبحت بجوار شيلا، اما طاهر فقد غضب من حديث بيلا وقال:
هو مين ده اللى مدلل يا بنت انتى ؟ انا مش مدلع على فكره انا بس مش متحمس لكل إللى احنا فيه ده.
بيلا بابتسامه سمجه:
اعتزر يا ولى العهد، ولكن هلا اثبت لى انك لست مدلل لنصف ساعه أخرى حتى نصل إلى مكان آمن لكم ولنا.
نظر لها طاهر بغضب وتحداها وسبح بأقصى سرعته ليتقدم على شيلا وهبه ، وتضحك بيلا بسعاده وتجعله يبتعد بعض أمتار ثم تقترب إلى شيلا وهبه وتقول بصوت منخفض:
لم ارى نظرات الشفقه عليه هذه المره؟
التفتت لها شيلا وهبه فى نفس الوقت وتحدثنا فى نفس اللحظه قائلين:
((لازم ينشف)) ((لانه مدلل فعلا))
ضحكت بيلا عندما تحدثت شيلا وهبه فى نفس اللحظه،اما شيلا فقد احمر وجهها ونكست رأسها بخجل من تسرعها أمامهم،  فقالت هبه بأستفهام؟
انتى بتسألينى ولا بتسأليها؟؟!
بيلا وهى تضحك:
انتم الاثنان، انتى دائما ما تنظرى له بنظرات أم تشفق على صغيرها من المتاعب، اما صديقتى الغاليه فقد وقعت فى شباك الحب من اول نظره وعندما اكتشفت أن فارس أحلامها طفل مدلل تنظر له بنظرات حبيبه تشفق على حبيبها من المتاعب والصعاب.
شيلا بخجل وبعض من الغضب:
حمقاء.
بيلا بضحكه صافيه:
حقا!!
هبه :
بيلا انتى درستى علم نفس؟
بيلا :
ماذا ؟
هبه :
لا يبقى مدرستيش علم نفس، انتى أروبه كده بالفطره.
بيلا :
ما تعنى كلمه أروبه!
شيلا بسخط:
دائما ما تتفوه بحديث عجيب ولا تريد اخبارى بمعنى حديثها.
ضحكت هبه وقالت:
ياه ، انتى الموضوع ده شكله عامل معاكى مشاكل وحازز فى نفسيتك.
شيلا وهى تشير لبيلا على هبه بنفاذ صبر قالت:
رأيتى!
كادت بيلا تتحدث ولكن صراخ طاهر عليهم بالاسراع جعلها تصمت هى وهبه وشيلا، من الواضح جاليا أن طاهر لا يُحب حديث الفتيات المزعج، ولكن طاهر كان غاضب منهم جميعا وبمعنى أدق ساخط على كل شئ حوله منذ أمس وهو لم يستطيع تخطى الاسرار التى كشفها والده له، هو ليس مدلل كما يقولون ، هو فقط لم يستطيع تجاوز كل هذه الأسرار الغريبه التى يكتشفها جميعا مره واحده، لم يستطيع استيعاب أن والدته ليست من البشر ومن الحوريات، ويالا سخافه القدر، أمه على قيد الحياه ولكنها محبوسه فى جزيره لم يستطيع أحد أن يجدها الا هو ،هو الذى لم يلمس الماء المالح قدميه الا عندما اختطفته هذه الحوريه المجنونه التى تطلب منه أن يحارب لعنه لم يفلح الحوريات بسحرهم أن يوقفوها ، وهو فقط من يستطيع!! هل كل الفتيات حمقوات مثل هبه؟ ياله حظك السيئ يا طاهر،وكل هذا شئ والوقت المتبقى شئ اخر اليوم هو اليوم الأول من الخمسه ايام التى ستنتشر بعدها اللعنه وها هم يهربون من وحش أسطورى قرأ عنه فقط فى كتب الاساطير القديمه، تبا للجميع انا لست طفل مدلل.
لقد شرد وحيدا بعيدا عنهم وتحدث لنفسه، نعم فهى الوحيده التى تفهمه، اما من حوله فجميعهم حمقى ولم يفهمه احدا حتى ولو شرح لهم الف عام.
هبه بملل:
احنا لسه قدامنا كتير يا بيلا يا ختى، انا حاسه انى قربت اتخلل فى الميه المالحه دى ، وكمان ريقى ناشف وهموت من العطش انا وأكله سمك، وكنت محتاجه اشرب لمون علشان العطش.
ضحكت شيلا واشمأزت بيلا، فقالت هبه:
مالها دى؟
شيلا بضحكه:
بيلا نباتيه ولا تأكل الأسماك.
هبه:
يعنى انا قولت لها وأكله عيل! انا واكله سمك.
بيلا بشمأزاز:
كفى.
هبه:
طب اخلصى هموت منكم هنا.
بيلا وهى تشير إلى الاتجاه الشرقى:
هناك جزيره بها ماء عزب وايضا بها أشجار فاكهه كثيره.
هبه بصوت عالى حتى يسمعها طاهر الذى يتقدمهم ببعض الامتار:
من هنا يا طاهر، من هنا.
التفت لها طاهر ليجدها هى وبيلا وشيلا يتجهون إلى الشرق فاتبعهم بصمت، لتكسر هبه الصمت مره اخرى وتقول:
الا قوليلى يا بيلا هو الوحش ده طبيعى أنه يبقى موجود فى مكانكم، اقصد يعنى بييجى على المكان اللى كنا فيه دايما؟
تبادلت شيلا وبيلا النظرات القلقه واخرجت بيلا زفره طويله ثم قالت:
لا ، هذه اول مره يترك وحش الكراكن موطنه فى النرويج ويأتى لنا.
هبه بصدمه:
يا حزنى!! جاى لطاهر مخصوص صح؟!
بيلا:
لا استطيع أن أجزم بهذا الان، فمن الممكن أن يكون هاجر إلى محيطنا لبعض الوقت فقط.
هبه بقلق:
ربنا يستر.
أنهت حديثها وخرجت من الماء لتجلس على الرمال الناعمه وتتبعها بيلا وشيلا ولكن حافظو الاثنين على تلامس ماء البحر زيولهم، خرج بعدهم طاهر وارتمى على الرمال بأرهاق، لتقول بيلا :
الم تشعر بالجوع والعطش مثل صديقتك؟
طاهر بسخريه:
صحبتى!!
ثم خلع قميصه والقاه على وجهه وقال:
انا مش شايف حاجه علشان لو عاوزين تخرجو من الميه.
ابتسمت شيلا وقالت هبه:
ايه ده انا مش فاهمه؟
اخرجت بيلا زيلها من الماء فأختفى الذيل وأصبحت فتاه بأرجل مثل باقى البشر، تابعتها شيلا وهى تنظر اتجاه طاهر لتتأكد أنه لا يراها، اما هبه فشهقت بصدمه وبتلقائيه وضعت كفيها على عيناها وهى تقول:
يالهوى ، انت عارف انهم بيقلبو، وبلابيص!!!
بيلا بحركه سريعه أشارت إلى جسدها والى جسد شيلا وبعد ثوانى كانت شيلا وبيلا يرتديان ملابس تشبه ملابس هبه.
شيلا بسعاده:
هبه افتحى عيناكى لقد ارتدينا ملابس تشبه ملابسك.
أزاحت هبه كفيها بهدوء وتفاجأت بهم يرتدون ملابس تشبه ملابسها حقا، ركضت إليهم وظلت تمسك بيدها الملابس وتفاجأت بيلا بها تمزق كم من أكمام قميصها، ضحكت شيلا بهستريا، صرخت هبه من الصدمه وقالت :
ده بجد !
بيلا بغضب وهى تتفحص القطع قالت:
اللعنه، لقد مزقتى ملابسى.
هبه :
سورى ، بحسبه تهيوأت وكده يعنى .
بيلا بسخط:
حمقاء.
هبه :
الله ما قولت لك سورى، بلاش قله ادب بقى.
اقتربت شيلا برقه من طاهر وقالت:
لقد انتهينا، افتح عيناك.
رفع طاهر القميص من على وجهه ونظر لها بابتسامه وقال:
انتى اسمك شيلا؟
شيلا بسعاده:
نعم.
بيلا :
شيلا اذهبى انتى وطاهر إلى داخل الجزيره واجلبو لنا الماء والفاكهة.
تحرك طاهر إلى الداخل وهو يرمى بيلا بنظرات ناريه، تجاهلتها بيلا أما شيلا فكانت سعيده وتشعر أن قلبها يرفرف من السعاده،  اما هبه فقالت بخبث:
وزعتيهم ليه؟
اخرجت بيلا زفره قويه وقالت بنبره حازمه:
لان شيلا وطاهر يتوترون بسرعه ولا اريد أن يسمعون حديثى.
هبه عدلت عويناتها وقالت بقلق:
وغوشتينى يا بيلا.
بيلا وهى تنظر حولها بقلق قالت:
لقد رأيت زيل تنين البحر الاحمر بالقرب من الشاطئ عندما خرجنا من الماء.
هبه بصدمه:
احييه ! تنين ! واحمر!! يا حزن الحزن!
بيلا :
معنى هذا أن الكوارث تلاحقنا وريتانا الملعونه تعلم بوجود طاهر داخل الماء.
هبه !!!!!!!

يتبع 

روايه ((لعنه ريتانا))بقلم :(( سماح سمير شبل )) فنتازيا ((مكتمله))حيث تعيش القصص. اكتشف الآن