لعنه ريتانا
بقلمى سماح سمير شبل عطالله
البارت الثالث
من الفصل الثانىريتانا
بطقوس سوداء استدعت ريتانا شيطان احمر اللون لزج الملمس.
الشيطان بابتسامه شيطانيه:
ماذا تريد جنيه البحار؟
ريتانا بثبات:
اين الهجين؟ ولماذا تتركونى اعمل بمفردى؟ هل هذا ما تعاهدنا عليه منذ زمن؟
الشيطان بنفس الابتسامه:
تعلمين ريتانا أن نوعكم من الجن المائى صعب التعقب، والهجين ومن معه فى أعماق المحيط الان، ولكن اين لم نستطيع الوصول له، تعلمين جيدا أن معشركم صعب التعقب، ولكن هناك حل وحيد.
ريتانا بلهفه:
ما هو ؟ لقد ارهقنى تعقبهم.
الشيطان :
معهم فتاه من البشر.
ريتانا بغضب:
يا ملعون ، ولماذا لم تخبرنى بمكانهم؟ اتراوغ ؟ اللعنه بيننا عهد وميثاق هل نسيته؟
الشيطان بسماجه:
اللعنه علينا جميعا ريتانا، الفتاه البشريه رغم رعونتها الا أنها دائمه التسبيح وتعلمين جيدا أن معشر الشياطين لا يحبون التسبيح ، ومن الواضح أن الحوريات التى معهم يرددون التسبيح والاستغفار كلما صمتو.
ريتانا بغضب:
وما الحل الان ؟ هل سأنتظر هذا الهجين حتى يدخل مملكتى ويقتلنى؟! ما كان هذا الاتفاق بيننا.
الشيطان:
لم استطيع المساعده إلا أن توقفت الفتاه عن التسبيح والاستغفار ، أن اختطفناها ستكون هى الطعم الذى سيجلب لنا الهجين هنا.
ريتانا:
لا يوجد حل اخر؟
الشيطان بابتسامه شيطانيه:
لا ، ولكن أن اهتممتى مره اخرى بالقرابين لسيدى وسيدك لوسيفر من الممكن ان يتدخل ويساعدنا.
قال كلماته الاخيره وغادر المكان ، اما ريتانا فقد جلست مره اخرى على عرشها وهى بائسه لتقول فى نفسها:
اى قرابين لهذا اللعين، لقد زبحت اطفال مملكتى جميعا ولن يبقى منهم طفل، والبشر لم يتخطو الحواجز بعد أن قتلت منهم الكثير وقدمته قربان لهذا اللعين الذى لم يرتوى بعد، ماذا افعل لم يتبقى سوى لا لا لا ، لم افعل كل هذا إلا من أجل طفلتى ولن أضحى بها ابدا.
دخلت عليها حوريه من معشرهم وقالت:
مولاتى ملكه المحيطات والبحار ، لقد اختفت الاميره.
هنا وانقلبت مملكه ريتانا رأسا على عقب وهرولت ريتانا إلى صدفه طفلتها لتجدها فارغه ، كان الذهول والصدمه والوجع هو ما يسيطر عليها ، فصرخت صرخه اهتز لها المحيط وارتفعت الأمواج وهاجت ولكن عندما ظهر الشيطان لها مره اخرى وعلى وجهه نفس الابتسامه السمجه وهو يحمل الفتاه بين يده ، كانت المره الاولى التى ارتجف لها قلب ريتانا وسقطت دموعها وقالت:
دع الطفله.
الشيطان :
أنها طفله جميله، كيف هذا ريتانا؟ كيف لحوريات مفترسه أن تنجب طفله تشبه حوريات البحر الجميله؟ هل نقضتى العهد وعاشرتى من ذكورهم؟!
تلجلجت ريتانا وقالت:
لا ، زوجى من معشرنا.
الشيطان:
حقا!! لقد رآها سيدى منذ قليل وقال لى أنها ستكون القربان اليوم.
جحظت عين ريتانا وترك الشيطان الفتاه واختفى، اما ريتانا فقد اعتصر قلبها وهى تحمل طفلتها وتبكى بحرقه، ليظهر الشيطان مره اخرى ويقول:
أنهم مازالو فى جزيره الضباب ريتانا، لقد قال لى سيدى هذا ، وداعا .
أغمضت ريتانا عينها بألم وأخذت الطفله وذهبت إلى…..
____________
فى اخر النفق كان هناك جزع شجره مغطى بالطحالب المضيئه لم تذكر هذا الجزع اندريا فى خريطتها ولم يكن أمامهم سوى هذا الجزع الضخم، قال طاهر:
المفروض يبقى فيه ينبوع زى اللى دخلنا منه.
هبه:
ما تبص فى الخريطه كويس يا حزين يمكن يكون ليها مدخل تانى.
طاهر بتصميم:
مافيش .
اقتربت بيلا من الطحالب المضيئه وقالت:
من الواضح أنهم يعيشون على هذا الجزع منذ زمن.
شيلا :
بيلا انتى من تأكلين الطحالب هيا تناولى وجبه سريعه حتى يظهر لنا ما وراء هذه الطحالب.
نظرت لها هبه وطاهر بشمأزاز ، فتجاهلتهم بيلا وظلت تأكل وتأكل حتى مرت نصف ساعه ، فقالت هبه بتذمر:
ما تنجزى يا بلبل خلاص هرجع بجد.
بيلا وهى تأكل بنهم:
اصمتى يا اكله لحوم السمك.
ضحكت هبه وقالت:
تخيل كده يا طاهر أن بيلا عايشه معانا فى البلد ومش بتاكل سمك. كانت اتجرست والناس نبذوها.
ثم ضحكت هبه مره اخرى بصوت عالى لتبتعد الطحالب بسرعه ادهشت الجميع .
شيلا بحماس :
أنها الطحالب الحزينه تكره المرح.
طاهر :
اهو طلع لتفاهتك مصلحه.
انزعجت بيلا وقالت:
لقد هربو الجميع قبل أن أشعر بالشبع.
هبه :
يا شيخه بركه انا كنت هرجع عليكى من كتر القرف.
اقتربت شيلا من الجزع ولمسته بحنان وبعدها مالت عليه برقه، تعجب طاهر وهبه من فعلتها فقالت بيلا:
شيلا لديها بعض القدرات الفريده اتركوها تستمع إلى الجزع .
صمت طاهر وكادت هبه أن تتحدث ولكن طاهر وضع كفه على فمها وأشار لها بتحذير أن لا تتحدث مطلقا، أبعدت كفه وأشارت على رقبتها اشاره تعنى (( سوف اذبحك))
تجاهلها طاهر ونظر إلى شيلا التى تمسح على الجزع بحنان بالغ وتتساقط دموعها بهدوء، لا يعلم لما انفطر قلبه عندما رأى دموعها ولماذا يشعر بهذه الوغزه بقلبه، لم يكن طاهر الوحيد الذى انفطر قلبه على دموع شيلا ولكن هبه أيضا شعرت بالحزن والكأبه، اما بيلا فلم تنظر إلى شيلا وابعدت نظرها عنها وظلت تلتقط الطحالب التى تعود مره اخرى إلى الجزع.
_____________
على سفينه الريس حسن
حسن :
يالا هنرجع يا رجب.
رجب بقلب مفطور على ابنته الوحيده:
لا يا حسن انا مش هتحرك من هنا من غير بنتى .
حسن:
صدقنى يا رجب قعدتنا هنا مش هتقدم ولا تأخر ، لازم نرجع البلد ونعرف ايه اللى بيحصل هناك.
رجب بغضب:
انت مخبى عليا ايه يا حسن ، انطق.
انهمرت دموع حسن وقال:
كنت فاكر انى هوصل لها من غير ما اعرض ابنى للخطر.
رجب بغضب:
انت تقصد ايه؟
حسن :
اللى انت شفتها انت ومراتك واهل البلد مش اندريا يا رجب .
رجب :
اتكلم دوغرى يا حسن، امال دى كانت مين؟
مسح حسن دموعه وقص على رجب الحكايه بكل تفاصيلها، ليبكى رجب وهو يعاتبه ويقول :
ليه كده يا حسن بعندك ضيعت عيالنا احنا الاتنين، ليه كده؟.
حسن وهو يبكى:
صدقنى طاهر مجرد ما ينزل المالح هيتحول وهيحمى بنتك يا رجب وكمان اندريا كانت ذكيه والخريطه اللى معاهم هتساعدهم.
رجب بغضب:
مش هيلحقو باحسن.
حسن:
صدقنى الوقت هنا غير عندهم .
رجب بحزن :
هبه راحت هى وطاهر ، مش هسامحك يا حسن مش هسامحك.
حاول حسن أن يتحدث مع رجب ليطمئنه ولكن رجب رفض الحديث معه مره اخرى ليسحب حسن مرسى السفينه ويعود إلى الشاطئ مره اخرى، وكلُ منهم يحمل فى قلبه ألم يمزق قلبه اربا، ألم فقدان الحبيب، كانت الاسئله تنهمر على رأس كل منهم ،هل سيلتقون بأبنائهم مره اخرى ؟ هل ستمر الخمس ليالى ويضمو إلى صدورهم فلذه أكبادهم مره اخرى؟ لقد تملك منهم الحزن والهم ولكن عندما وصلو إلى الشاطئ لم يتركوا بعضهم البعض ، رغم الغضب ولكن دمائهم التى تجرى فى عروقهم منعتهم من الخصام والبعد وجلسو سويا فى منزل حسن لانه الأقرب إلى البحر، لم يتحدثو سويا ولكن لم يكن للشيطان نصيبا بينهم ليفرقهم ، لقد كان رجب غاضب جدا من حسن ولكن عندما احتاج لصدر يبكى عليه كان صدر شقيقه وابن عمه حسن هو الصدر الحنون الذى ما أن عانقه حسن حتى انهمرت دموعهم سويا ، لقد كان الايمان بالقضاء والقدر والتوكل على الله هو من تربى عليه رجب ولهذا لم يغضب كثيرا من حسن وايقن أن لله حكمه جعلت حسن يبحث عن زوجته وحيدا، ويجعل ابنته جزء من هذا.
_______________