Chapter Number -1-

360 10 18
                                    







# إرغام







الأمل كلمة صغيرة ، لكنها تملأ النفس بالحياة ، فالأمل سر الحياة وروحها ، والحياة بلا أملٍ نسعى إلى تحقيقه تصبح أشبه بالمستحيل ، لأن فقدانه يشعرنا بأننا نعيش بلا فائدة وأن حياتنا مجرّد عبثٍ لا طائل منه ، بينما الأمل يُساندنا في المحن ، ويُعطينا الدّافع لنكمل حياتنا ، رغم أنّ الظروف أحيانًا لا تكون مهيّأة لأيّ إنفراج ، لكنّ الله وهبنا نعمة الأمل كي نحلم بالمستحيل ، ونسعى إلى تحقيقه بكلّ ما أوتينا من قوّة ، فهو أشبه بالوقود الذي يُشعل فينا الحياة ، ويجعلنا ندبّ حماسا وعنفوانا لنحقق ما نريد. فالحياة بلا أمل ما هي إلّا موتٌ صامت ، وما هي إلا إنطفاءٌ مستمر لا إشتعال فيه ، بينما الأمل يمنح الإحساس بحب الحياة والرغبة في عيشها بكل ما فيها من تفاصيل مؤلمة ، فالأمل لا يعني الأستسلام ، والأنتكاسات لا تعني أن نركن للخيبات ونتوقف عن الأمل. إذا أردت أن تعيش حياة جميلة مليئة بالتّفاؤل عليك أن تزيّنها بالحبّ ، هذا النّور الذي يشعّ من القلوب ليزيّن ظلمات الحياة ، ينشر رحيق الأمل فيخلق البسمة ، يجعلنا نرسم طريقنا بنظرة مليئة بمستقبل باهر ، فالحبّ أساس الحياة ، والحياة بدون حبّ ليل موحش تعمُّهُ الوحدة والضعف ، جميلة هي الحياة حينما يُضحّي طرف لإسعاد طرف آخر ، ولكنّها تكوُن أجمَل عِندما يتسابق الطّرفَان لإسعاد بعضهما البعض.

هذا ما يحصل مع بطلتنا التي أكلها التفكير الكثيف بلا فائدة لدرجة الكتمان المؤلم ، ولكن مع ذلك كله لم تفقد الأمل بتاتا وتعيش من أجل ذلك ، تحارب كل يوم وكل ليلة فقط لتتخطى تلك المشاعر المؤلمة الناتجة عن أثار نفسية قد تلازمها لسنوات ، وصدمات قد تتأثر بها لعقود ، تلك الجميلة التي كانت يوما رمزا للنقاهة والأعتزاز ، أما الآن فهي مصدر ضعف شديد وخاصة بعد رحيل غاليتها التي هي كانت تمسك بها وتلملم شتات نفسها وتعودها على القوة لتهزم الضعف ، ولكن بعد رحيلها باتت الحياة بلا معنى بالنسبة لذلك الطير متهشم الأجنحة.

في أحد المنازل المتواضعة والجميلة ، ذات التصميم المميز البسيط ، يسكن تلك الأربع جُدران عائلة صغيرة مكونة من الأب والفتاتين ، كان ذلك الأب يذرع ذهابا وإيابا ينتظر إتصالا من أحدٍ ما ، حتى يرده ذلك الأتصال فيرد عليه بلهفة واضحة ويردف: " مرحبا ، فريد؟. "

يرد عليه المدعو فريد قائلا: " أرجوك أنطق بالخير ، هل وافقت أبنتك؟ فؤاد ، الرجل ملياردير ، إنه المدير التنفيذي لشركة آدامز للمستوردات. "

بصق أرضا وأجابه: " لا تقنعني يا هذا ، أساسا ستوافق رغما عنها لا برضاها ، من هي لنستشيرها أصلا؟ نهايتها الزواج ، كما هو نهاية كل عديمة فائدة مثلها ، لا تقلق سندبر كل شيء ، إتصل بي والده وأخبرني أنه سيحظر الليلة للخطبة سأذهب لأخبرها لكي تتجهز ، من بعد هذه الليلة سنصبح أغنياء يا فريد !! أغنياء للغاية وثراءنا فاحش. "

الغرفة [ 365 ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن