# إنتقام
بعد أن إنقضى الوقت وحل الصباح مجددا ، كانت الساعة لا تزال التاسعة وهو وقت دواء بطلنا الذي كان نائما على غير عادته ، وكأنه مغيبا عن الوعي.. بنفس وضعيته التي وضعوه الأمس... فتحت جميلتنا عيناها بهدوء لتتخللها نور الشمس الساطع ، فتلتفت يمينها سريعا تجده مستلقيا مستسلما لا يتحرك... فنهضت هي بهدوء وفتحت أدويته لترى أحدهم يجب أن يتناوله الآن.. إرتبكت قليلا ، كيف سأوقظه؟ وهل أساسا يعلم ما حدث بالأمس أم لا؟ يجب عليه أن يتناوله ، سأصحيه ولكن ماذا إن غضب؟ لا لن يغضب.. هيا زهراء تشجعي... ولكن من هو لأعطيه هذا الأهتمام؟ أليس هو الذي دهس كرامتي وحطم كبريائي؟ بلى... إذن لماذا أتعاطف معه الآن؟...
هذا ما كانت تتفوة به قبل أن تراه يتحرك للجهة المجاورة له ، ولكن أنسانيتها وبراءتها طغت عليها ، إذ أنها إقتربت منه برفقتها دواؤه ، سرعان ما فتح عيناه وإبتسم بإشراق ثم جذبها من ذراعها لتفزع هي المسكينة فتسمعه يقول بصوت مبحوح: " يجب أن أعترف... جرأتك صارت جميلة للغاية أستمري يا حبيبتي. "
صُدمت صدمة حياتها!! ألم يكن هذا الشخص بالأمس يبكي كالأطفال ويتألم؟ الآن مجنون!! تبا فعلا يعاني من أنفصام حاد يحتاج لتدخل طبي في القريب العاجل... قُطع حبل أفكارها فور أن سمعته يقول وهو يحاول النهوض بصعوبة: " مالذي حدث البارحة؟ أعتقد أنني فعلت شيئا سيئا أليس كذلك؟. "
ثم وقبل أن تجيبه نظر ليده التي تغطيها الضمادة الطبية وقال بتنهد عميق: " آه مالذي فعلته أيها الفتى السيء. "
وحينما كان يحادث نفسه هي كانت تنظر إليه ببراءة فتفطن لنظراتها وأُعجب بها ليبتسم ببلاهة ثم يعي على نفسه قائلا لها: " ماذا حصل الأمس؟. "
تلعثمت في البداية لكن بعدها تعدلت مخارج حروفها لتقول بصوت خافت ضعيف ووهن: " لقد... لقد ذهبتَ لدورة المياة ولم تخرج منها لدقائق.. عندما.... عندما ذهبت لأرى وجدتك على الأرض ويدك مجروحة ، ثم أستدعيت الأستقبال وهم أستدعوا المسعفين وأسعفوك.. وقال لي الطبيب أنه يجب عليك تناول هذه الأدوية. "
ضحك بسخرية: " أجل أدوية!!! آخر دواء تناولته أنظري ماذا فعل بي. "
فضولها قتلها في تلك اللحظة... تود أن تعرف مالذي فعله آخر دواء تناوله وهذا الفضول نابع من قلبها وليس عقلها ، ولكنها سريعا صدّت قلبها البريء وعادت تنصت لعقلها الذي جعلها تستفيق في آخر لحظة ، نهض بكل بطء وهو يأن ألما ليتجه نحو الخزانة ويُخرج له ثيابا أنيقة ليعود للعمل ، كانت ستلح عليه ليتناول دواؤه ولكن تعابير وجهه واضحة وتوحي بالرفض التام ، لبس ملابسه ببطء نتيجةً لألم يده ، ثم وبعد أن إرتدى كل ملبسه أخذ أشياءه وخرج سريعا من الفندق وهي تنهدت بعمق ، تشعر أنها ستنفجر في هذه الأربع جُدران!! تريد الخروج ، الذهاب مع رفيقها ولُقيا أختها ولكن هذا المجنون يقف بينها وبين طريقها.
أنت تقرأ
الغرفة [ 365 ]
Romanceالغرفة ٣٦٥... الغرفة الغامضة... الغرفة المريبة... التي أغلب الأحداث تدور بداخلها... شخصٌ يسكُن رأسه نصف عقل... وفتاةٌ بعمر الزهرة تتعذب بسببه وبسبب جنونه... تحاول النجاة منه ومن حياتها الموحشة والمظلمة... ترى هل ستنجح بذلك؟ الأجابة مجهولة.